هل سأعود لحالتي الطبيعية بعد عملية الناسور؟

0 848

السؤال

أعاني من مرض الناسور، وقال لي الطبيب: إن علي إجراء عملية جراحية، فأنا لا أستطيع الجلوس لفترة طويلة، هل سأعود لحالتي الطبيعية بعد العملية؟ علما بأني مقبل على الزواج؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ فهد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

لم تذكر -يا أخ فهد- إن كنت تعاني من ناسور عصعصي أي كيس شعر، أو ناسور شرجي، فالناسور الشرجي هو فتحة غير طبيعية بين الشرج والجلد، ويخرج منها الريح والبراز دون تحكم، وهي تكون نتيجة التهابات وخراجات في منطقة الشرج.

إلا أنه على الأكثر أن ما تعنيه هو الناسور العصعصي، لأنني رأيت استشارة لك أخرى تسأل فيها عن زيادة الشعر في الجسم، فالناسور العصعصي هو عبارة عن كيس، أو قناة تحتوي على شعر متساقط، ويظهر في الغالب عند العقد الثاني من العمر، وموقعه أسفل الظهر، ويعاني المريض من آلام وإفرازات دموية بصورة مزمنة، أو يظهر بصورة مفاجئة على شكل خراج مسببا آلام حادة، وتورما أسفل الظهر.

وهو ينجم عن دخول الشعر الزائد، والمتساقط من الظهر إلى منطقة العصعص، وهذا المرض يصيب عادة الرجال المشعرين، ويكون في السن ما بين 20 و30 عاما، فعند الجلوس يتم تحميل وزن الجسم كله على الأرداف.

والشعر الذي يقع من الجسم نتيجة احتكاك الملابس يسقط في ما بين الأرداف.. (ومما يساعد أيضا على حدوث ذلك كثرة الجلوس - استخدام المناديل الورقية للتنشيف - كثرة القيادة للسيارات)، وبذلك تدخل الشعرة إلى داخل الغدد العرقية التي في جلد هذه المنطقة التي تكون نشطة أثناء هذه الفترة عند الرجال، وبمجرد دخول الشعر يبدأ تكون الناسور، وعند تكون الناسور يصير الضغط داخله أقل من الخارج، ويبدأ بابتلاع الشعر ويكبر.

وهناك عوامل مساعدة على حدوث المرض منها:

- السمنة.

- الخمول والكسل.

- التعرق الشديد.

- الجسد المشعر.

- أصحاب المهن التي تستلزم الجلوس لوقت طويل (مثل: القيادة المتواصلة لفترة طويلة).

- عدم الاهتمام بالنظافة الشخصية.

- استخدام المناديل الورقية للتنشيف فقط من دون الماء.

وتكون الإعراض بشكل تورم واحمرار يترافق مع ألم شديد في منطقة أسفل الظهر بين الآليتين، وينتشر بدرجة كبيرة بين الأشخاص الذين يكثر لديهم شعر الجسم، وخاصة منطقة أسفل الظهر، كذلك ممن لديهم نشاط زائد في الغدد العرقية، ولاسيما إذا ما كانوا يجلسون لفترات طويلة بسبب طبيعة أعمالهم.

ويبدأ تكون كيس الشعر على شكل فتحات صغيرة في هذه المنطقة، يتسرب إليها الشعر الذي يتساقط من الجسم، وهو غالبا ملوث، فيبدأ حدوث الالتهاب، وتكون الصديد، ويتجمع الشعر الملوث داخل هذه الفتحات فيما يشبه الكيس، مما يزيد من الشعور بالألم.

ويكون هناك على الجلد بالفحص الطبي فتحة، أو فتحات في أسفل منتصف الظهر، وهناك بعض الإفرازات منها، وقد تكون قيحا أو دما.

إذا لم يكن هناك تجمع صديدي، فإن العلاج يكون بالتالي:

1- رفع وإزالة كل الشعيرات السائبة من فتحة أو فتحات الغدد العرقية.

2- استخدام المضاد الحيوي إذا كان هناك التهاب حاد في هذه الغدد العرقية في المنطقة.

3- الاهتمام بالنظافة الشخصية، وحلاقة الشعر والاستحمام أكثر من مرة، وعدم الجلوس فترات طويلة والجلوس في الوضع الصحيح.

وقرار الطبيب بالتدخل الجراحي يعتمد على درجة الناسور العصعصي، ففي حالة الالتهاب البسيط يتم إجراء جراحة لاستئصال الخلايا الالتهابية، وتصريف الصديد، وتنظيف الجرح، وإزالة الشعر، ثم الخياطة، ولا تستغرق مدة الشفاء في الحالات البسيطة أكثر من عدة أيام، لكن في حالة تكرار الالتهاب يفتح الجرح وينظف، ويترك مفتوحا، ويتم عمل الغيار والغسيل المستمر حتى يشفى.

وفي الحالات الالتهابية الحادة حيث يتم فتح الكيس، وتصريف الصديد واستئصال الخلايا الالتهابية، وإزالة الشعر الميت، وفي هذه الحالة لا يتم خياطة الجرح ويترك مفتوحا مع الحرص على نظافته حتى يتم الشفاء، والذي يستغرق فترة تستمر من ستة إلى عشرة أسابيع يغلق خلالها الجرح تماما، وهذه تعطي أفضل النتائج إن كان قد حصل أيضا تكرر في حدوث الالتهابات الشديدة مع تشكل صديد، لذا ينصح بالجراحة إن كانت الالتهابات متكررة وهناك تجمع صديدي.

والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات