السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكركم على هذا الموقع المتميز، وإلى الأمام دائما.
عندي مشكلة مع خطيبي الذي تم عقد قراني عليه منذ خمسة أشهر، هو ابن عمي، ولكنه لا يصلي، ولقد قبلت الخطبة رغم أني أعرف أنه لا يصلي، ولكنه محترم جدا، وأحبه، وقلت في نفسي بإذن الله سأعينه على الصلاة، ولكني للأسف كلما أحدثه عنها يقفل الموضوع بسرعة، ولا يتيح لي المجال أن أكمل، يقول لي: ادعي لي في صلاتك.
أشعر أحيانا أنه يعتبر أني آمره أن يصلي، أفكر الآن بأن أمنعه من نفسي، ولا أسمح له أن يقبلني أو يقترب مني، ولكن لست واثقة بنجاح هذه الفكرة!
أرجوكم دلوني على الطريق الصحيح، ماذا أفعل؟ لأنني أحبه وأتمنى أن أراه يصلي.
وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ الهتون حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحابته ومن والاه.
نرحب بك – ابنتنا الفاضلة – ونسأل الله أن يقر عينك بصلاح هذا الرجل، وأن يلهمه السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه.
لا يخفى على – ابنتي الفاضلة – أن الصلاة هي ركن الدين الركين، وأنها الحد الفاصل، كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر)، وكما قال عمر رضي الله عنه: (آلله، ولا حظ في الإسلام لمن ترك الصلاة) وكما قال الإمام أحمد أيضا: (إنما حظهم من الإسلام بمقدار حظهم من الصلاة).
نسأل الله أن يعين هذا الشاب على الرجوع إلى صوابه وسداده، وأن يعينه على الصلاة والرجوع إلى الله تبارك وتعالى، ونتمنى أن يكون لك موقف جميل وإصرار على هدايته للصلاة، وأرجو أن تعبري له أنه عندك صاحب مكانة، وأنه ابن العم، وأنه في المنزلة الرفيعة، لكن أمر الصلاة بالنسبة لك حاسم، وبالنسبة لك هام، وأن شخصيته ستكتمل عندك ومحبتك له ستكتمل بمواظبته على الصلاة، فلا تجرديه مما عنده من محاسن، واجتهدي دائما في أن تبيني له أن هذه الفضائل والمكارم والأخلاق الجميلة التي عنده بحاجة إلى أن يصححها بالصلاة، بتاج السجود والركوع لله تبارك وتعالى.
إذا عرفنا الطريق الحسن إلى قلب الإنسان فإن هذا مفتاح وإعانة له على تقبل الهداية والحق، وأرجو أن تجتهدي اجتهادا أكثر قبل إتمام مراسيم الزواج، لأن لك القدرة على التأثير أكبر، وقدرتك الآن على النصح له أكبر، كما أرجو أن يكون لمحارمك دور في نصحه وفي توجيهه بلطف، دون أن يشعر أنك تنسقين معهم، ولكن من الضروري أن يجد البيئة التي تعينه على الصلاة والمواظبة عليها.
أرجو كذلك قبل أن تتخذي أي خطوة أن تعرفي جدواها، تعرفي تأثيرها، أن تعرفي ردة الفعل المتوقعة، فلابد أن تعلمي شخصية من هو أمامك، شخصية هذا الذي ارتبط بك.
لست أدري هل هو تارك للصلاة بالجملة وتفصيلا أم يصلي كالأعياد والجمع وبعض الصلوات؟ مع أن الأمر في كلا الحالتين على خطر، إلا أن الثاني أخف، ودليل على أنه يعرف الصلاة ويعرف الطريق إليها، إلا أنه يتكاسل عن بعض أدائها، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يلهم شباب المسلمين الصواب والسداد، وكم تمنينا لو أنكم في البداية اشترطتم هذا الشرط، قلت (أنا قابلة به وهو على العين والرأس، لكن شرطي أن يواظب على الصلاة) ونسأل الله تبارك وتعالى الهداية للجميع، هو ولي ذلك والقادر عليه.