السؤال
السلام عليكم.
باختصار شديد: أنا تارك صلاة ونصحني الكثير بالعودة للصلاة، والمشكلة الأكبر أني أعرف جيدا عقوبات تارك الصلاة، ومع ذلك لا أصلي، ولا أعرف ماذا أفعل؟!
أرجوكم ساعدوني.
السلام عليكم.
باختصار شديد: أنا تارك صلاة ونصحني الكثير بالعودة للصلاة، والمشكلة الأكبر أني أعرف جيدا عقوبات تارك الصلاة، ومع ذلك لا أصلي، ولا أعرف ماذا أفعل؟!
أرجوكم ساعدوني.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ahmed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نشكرك على تواصلك معنا، ونسأل الله تعالى أن يلهمك رشدك، ويقيك شر نفسك.
أمر الصلاة أيها الحبيب عظيم وشأنها كبير، وتركها من أكبر الكبائر، بل أجمع المسلمون أن إثم تركها أعظم من قتل النفس والزنا، وأكبر من شرب الخمر، والسرقة وأكل الربا، بل قد سمى النبي صلى الله عليه وسلم تركها كفرا في أحاديث عديدة، منها قوله صلى الله عليه وسلم: (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر) رواه النسائي والترمذي وغيرها، وفي صحيح مسلم يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم: (إن بين الرجل والشرك والكفر ترك الصلاة).
كونك أيها الحبيب تعلم هذه العقوبات وتعلم ما أعد الله تعالى من العذاب لمضيعي الصلاة فإنه قال: {ويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون}، وقال تعالى: {فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوق يلقون غيا إلا من تاب}.
خير ما ينفعك للإقلاع عن هذا الذنب العظيم أن تتذكر وقوفك بين يدي الله تعالى، وتتذكر أهوال القيامة، وأهوال القبور، فأنت بحاجة إلى سماع المواعظ التي تذكرك بتلك الشدائد، كما قال سبحانه وتعالى {وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين}، ننصحك أن تستمع المواعظ البليغة للوعاظ الذين يحسنون ترقيق القلوب، ولا تستسلم لدعوات الشيطان أنك تعرف ذلك، وأنك لن تتأثر فإن الموعظة ستفعل فعلها، بإذن الله تعالى فيك.
من أكبر أسباب الإعانة أن تكثر من مجالسة الصالحين والرفقة الصالحة، فابحث عنهم وحاول أن تدخل نفسك في زمرتهم، وتشاركهم في برامجهم، وتستعين بهم على تنشيطك وإعانتك على هذه الفريضة، فإن الصاحب ساحب، والمرء على دين خليله، ونحن على ثقة من أنك إذا جالست الصالحين ستتأثر بهم.
من الأسباب المعينة الإكثار من دعاء الله تعالى، وهناك أدعية شرعها الرسول صلى الله عليه وسلم، وحث عليها، فيها الدعاء بأن يجنبنا الله شر أنفسنا، كقوله صلى الله عليه وسلم: (اللهم ألهمني رشدي، وقني شر نفسي)، وكقوله صلى الله عليه وسلم: (اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك)، فأكثر من دعائه تعالى، ومن استغفاره، فإن الحسنة تدعو إلى الحسنة بعدها، ولا تصدق نفسك أيها الحبيب، ولا تركن إلى خداع الشيطان بأنك لا تقدر على المواظبة على هذه الصلاة، وابدأ مستعينا بالله تعالى فإذا علم الله تعالى منك الصدق، فإنه سيتولى عونك.
نسأله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يجنبك شرور نفسك، وأن يلهمك رشدك ويأخذ بيدك إلى كل خير.