السؤال
السلام عليكم
مشكلتي أو بالأحرى مشكلة عائلتي أن لدي أخوان أحدهما 16سنة والآخر 12سنة، والمشكلة التي نعاني منها معهما إهمالهما للصلاة بشكل كبير جدا، فنحن في جهاد معهما عند كل فرض، ولا يصلون وإن صلوا يؤخرونها كثيرا، وإن كانوا نائمين لا يستيقظون للصلاة حتى وإن أيقظناهم.
حاولنا معهم ولا يستمعون لنا، وحاولنا معهم بالنصح باللين وبالشدة، وبالوعظ والقصص، لكن لا حياة لمن تنادي! أمي وأنا عانينا معهم كثيرا.
ما الحل؟ وأبي مهملهم في هذا الجانب كثيرا.ط، أرجو الإفادة في أسرع وقت، فنحن حزينون ومتضايقون من حالهم.
وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم عايد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
نرحب بك أيتها الكريمة، ونشكر لك الحرص على نصح هؤلاء الشباب، ونسأل الله تعالى أن يلهمهم السداد والرشاد، وأن يعينهم على الخير.
أرجو أن يعلم الجميع أن الصلاة تحتاج إلى مجاهدة مستمرة؛ ولذلك قال العظيم: {وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها} ولم يقل واصبر عليها، وإنما قال واصطبر عليها، وزيادة المبنى تدل على زيادة المعنى، فالمسألة تحتاج إلى مجاهدة مستمرة، ملاطفة، وتواصل جسدي، والتذكير في الوقت المناسب، والتوجيه والإقناع، وهذه الأمور من الأفضل أن تكون على انفراد.
ينبغي أن نحاول الاقتراب منهم وقبولهم ومصادقتهم، والإشادة بإيجابياتهم، وإظهار الفرح بأي تقدم يحصل منهم، والدعاء لهم، وهذه قواعد مهمة في التعامل مع هؤلاء الشباب.
حسب تجاربنا فإن مسألة التواصل الجسدي لها نجاح كبير؛ وذلك لأن الأم والأخت بدلا من سحب الغطاء أو الفراش والصياح عليهم والسب والشتم وصب الماء، نحن نتمنى أن تمسح على رؤوسهم وتقول لهم: قوموا إلى داعي الفلاح، قوموا حفظكم الله، قوموا فإني أخاف عليكم من عقوبة ترك الصلاة، قوموا فإني سعيدة بكم، وأسأل الله تعالى أن يحفظكم، وبعد ذلك طلبنا من الدارسين والدارسات فكانت النتيجة غريبة وعجيبة؛ لأن الاستجابة كانت عالية جدا.
هذه من المهارات المهمة التي لا بد من استخدامها مع هذه الفئة، كذلك مسألة عدم الإلحاح عليهم، وعدم تكرار الأمر في وقت واحد وطريقة واحدة، لكن نسأل: أليس يا صالح من الأفضل أن يصلي الإنسان؟ قطعا أنت سترتاح إذا صليت؟
المسألة تحتاج إلى استرضاء؛ لأن الإنسان يحتاج إلى احترام شخصيته، فالكبير أحيانا عندما يؤمر بالصلاة صل صل، يعاند، ويعاند حتى يترك الصلاة؛ لذا نتمنى مواصلة النصح لهم، وحاولوا معرفة جوانب التأثير عليهم، وتعويدهم على النوم المبكر، وإيقاظهم للصلاة في وقت مناسب، وتهيئتهم قبل الصلاة للصلاة، يعني الثناء على إيجابيتهم فلا نعاملهم معاملة سيئة، ثم نطالبهم بالصلاة، لا بد أن نراعي هذه المعاني، نحترم فيهم هذه المرحلة العمرية، فكثرة الأوامر لا تناسبهم، وهذه الأوامر إنما توجه للصغار، وهم خرجوا من هذه المرحلة.
من المفيد لهم تذكيرهم بعواقب ترك الصلاة، وهناك أشرطة تتكلم عن مغسل الأموات، يحكي عن تجاربه مع من تركوا الصلاة، والنصوص الواردة في ذلك، والكتب والأشرطة التي تتكلم عن الصلاة، والخشوع فيها وعواقب تركها، يعني وضع هذه الأشياء في متناول أيديهم وتشجيعهم على النظر في تلك الكتب، أو تركها في سيارتهم.
نحن ندعو والدتهم للدعاء لهم، ونسأل الله أن يصلح لنا ولكم النية والذرية.