السؤال
السلام عليكم
أشكركم، لأني قبل ثلاثة أشهر سألتكم عن غشاء بكارتي، لأني كنت أمارس العادة بتوجيه الماء على البظر، وأجبتموني أنه سليم -والحمد لله- تزوجت وكان سليما فعلا، والآن حامل في الأسبوع الخامس، لكن اليوم استيقظت في الصباح وعندما ذهبت للحمام، رأيت قطرات دم تنزل مني.
علما بأنه لم ينزل شيء على ملابسي الداخلية، ولم أشعر بآلام في بطني، وذهبت بعد ساعة -والحمد لله- لم ينزل دم، فهل الأمر طبيعي أم يستوجب ذهابي للدكتورة؟ قبل يوم مشيت لمدة 10 دقائق، فهل يمكن أن يؤثر؟ وكان الوقت عصرا فلماذا الدم خرج ثاني يوم؟
أتمنى أن يكون الأمر طبيعيا، لأني قبل 10 أيام ذهبت للطبيبة وقالت: أكملي شهرين من حملك ثم تعالي لأعمل لك سونارا؛ لأنه في الوقت الحالي لن يتبين شيء في السونار.
كذلك، هل يجوز أن أحمل طفلا بعمر سنتين وأنا حامل؟ فأنا أحمل ابن أختي وألعب معه، فهل يكون هذا السبب في ظهور الدم؟
علما بأن الطفل ضعيف جدا ولا أظنه يتجاوز 11 كيلو.
وشكرا لمجهودكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ lara2 حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
نرحب بتواصلك ثانية، ونبارك زواجك، ونسأل الله عز وجل أن يمتعك بالصحة والعافية دائما.
بالنسبة لما لاحظته من دم أحمر على شكل قطرات، فيجب التأكد من مصدره أولا، هل هو صادر عن الرحم أم من فتحة الشرج؟
فمن الوصف الذي جاء في رسالتك، هنالك احتمال بأن يكون سبب الدم هو وجود بواسير شرجية، ذلك أنه قد نزل على شكل قطرات وبشكل مفاجئ، ثم توقف تماما بدون تمشيحات، هذا وصف يتماشى كثيرا مع ما يحدث في حالة وجود بواسير، وهنالك احتمال بأن يكون مصدره من الحمل؛ حيث قد يحدث أحيانا انفصال بسيط في طرف المشيمة لسبب ما، فتنزل بعض القطرات الدموية بشكل مفاجئ.
على كل حال يجب عليك الآن مراجعة الطبيبة، فنزول الدم في الحمل مهما كان سببه، هو أمر يستدعي مراجعة الطبيبة فورا من أجل تحديد مصدره، ومن أجل إعطاء العلاج المناسب.
يجب أن يتم عمل فحص للشرج أولا للتأكد من عدم وجود بواسير داخلية أو خارجية، ثم يجب عمل تصوير تلفزيوني، فإن ظهر كيس الحمل وبداخله المضغة، وظهر نبض القلب في المضغة -وهذا ممكن الآن بالتصوير المهبلي- فهنا يكون الدم الذي نزل لم يؤثر على الحمل -إن شاء الله- ويفضل أن تبدئي بتناول المثبتات مثل حبوب دوفاستون، حبتين يوميا كنوع من الاحتياط والأخذ بالأسباب.
نسأل الله العلي القدير أن يتم لك الحمل على خير.
+++++++++
انتهت إجابة الدكتورة رغدة عكاشة استشارية أمراض النساء والولادة وأمراض العقم.
وتليها إجابة الشيخ أحمد الفودعي مستشار الشؤون الأسرية والتربوية والمستشار الشرعي:
+++++++++
أما من حيث الحكم الشرعي فيقال التالي:
إذا رأيت الدم أثناء الحمل، فبعض العلماء يرى بأن الحامل يمكن أن تحيض، فإذا توفرت بعض علامات الحيض بأن استمر يوما وليله كما هو مذهب الشافعية، فإنه يكون حيضا عندهم، وتلتزمين بما تلتزم به الحائض من الأحكام.
رجح الإمام أحمد وجماعة كبيرة من أهل العلم، بأن الحامل لا يمكن أن تحيض، ولعل هذا القول قريب من الصواب، ولا حرج عليك بالعمل به، ومن ثم فهذا الدم لا يعتبر حيضا على هذا المذهب ما دمت حاملا، ولا يلزمك الاغتسال عند انقطاعه، وإنما يلزمك الوضوء بعد خروجه إذا أردت الصلاة، فإن كان مستمرا خلال وقت الصلاة بحيث لا ينقطع عنك وقتا يكفي لأن تتطهري وتصلي، فإنك في هذه الحالة كالمستحاضة ودائم الحدث، فبعد الاستنجاء تتحفظين بأن تشدي على الفرج شيئا يمنع خروج الخارج، ثم تتوضئين بعد دخول وقت الصلاة وتصلين بهذا الوضوء ما شئت من الصلاة، فإذا خرج الوقت بطل ذلك الوضوء، فإذا دخل الوقت للصلاة احتجت إلى وضوء آخر، وهكذا.
أما قولك : هل يجوز أن احمل طفلا بعمر سنتين؟ وذكرت أنك تحملين ابن أختك، وأنت حامل.. فكلمة هل يجوز؟ نقول: نعم يجوز، لكن يبقى موضوع الناحية الطبية والصحية للمرأة الحامل، فلا بد من أن ترفقي بنفسك ولا بد أن تتجنبي أسباب الإرهاق، فأنت امرأة حامل والحامل يلزمها أن ترفق بنفسها قدر المستطاع.
نسأل الله تعالى أن يقدر لك العافية.