اكتشفت أن زوجي له علاقة بالهاتف مع نساء، هل أواجهه أم أتركه؟

0 488

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزاكم الله خيرا على ما تقدمونه في هذا الموقع.

أنا امرأة متزوجة منذ 14 سنة تقريبا، لدي4 بنات وولدان، عمري 36 عاما، وزوجي عمره 40 عاما، مشكلتي في هذا الزوج، كان رجلا محافظا على الصلاة، ذا دين وخلق، لكن بدأ يتهاون في الصلاة منذ أربع سنوات، أصبح يصلي الفجر بعد الإشراق، وباقي الصلوات يصليها متأخرا وبالبيت، إلا صلاة الجمعة يذهب للمسجد.

قبل 3 سنوات اكتشفت أنه يتحدث مع نساء من خلال الجوال، وعندما واجهته أنكر ذلك، مع أني متأكدة، لكن لا أملك دليلا، والآن وجدت له رسائل مع امرأة غريبة عنه، وكانت رسائل غرامية وفيها كلام فاحش، احتفظت بهذه الرسائل بجوالي، وأفكر أن أواجهه، لكني مترددة وخائفة من عواقب المواجهة، وبذات الوقت خائفة على زوجي أن يتمادى في هذه العلاقة، مع العلم أنه يعرف أكثر من امرأة، لكن لا تتعدى العلاقة الرسائل والمحادثات الهاتفية، مع أني غير مقصرة معه أبدا، مهتمة فيه وفي البيت والأولاد، ومحافظة على صلاتي -ولله الحمد-.

احترت ماذا أفعل؟ أواجهه أم أتركه؟ أفيدوني جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم الغالين حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بداية نشكر لك هذا الحرص على مصلحة الزوج، وهذه الغيرة عليه، ونسأل الله أن يبارك فيك، وأن يلهمك السداد والرشاد، وأن يعينك على الخير، هو ولي ذلك والقادر عليه.

نحن لا نريد لك أن تواجهيه خاصة بعد أن عرفت المرض، فإن الطبيب إذا اكتشف المرض لا يعيد الفحوصات مرة ثانية، ولكنه يبدأ العلاج المباشر، وأعتقد أنك بحاجة إلى أن تعرفي ما هو المفقود من خلال هذه الرسائل التي وصلت إلى يدك، تحاولي أن تعرفي ما هو المفقود؟ ما هي اللغة التي يتعامل بها مع هؤلاء الشقيات؟ ما الذي فقده في البيت ووجده هناك؟ ولا مانع من أن تسأليه مثل هذه الأسئلة إن كنت مقصرة، إن كان يحتاج إلى شيء أو نحو ذلك من هذه الأمور.

لا بد أن تتوجهي إلى الله تبارك وتعالى أولا، وتحاولي أن تنظري للقضية بكافة أبعادها، وندعوك إلى عدم تكرار التجسس عليه أو البحث في جواله، لأن هذا مدخل للشيطان، وهو أمر لا يقبل من الناحية الشرعية، أما وقد علمت بوسيلة أو بأخرى فندعوك إلى أن تبدئي مسيرة العلاج، ورحلة العلاج التي تبدأ من الاهتمام بها، وأنت تقولين: (أنا أهتم به) وكنا نريد أن نعرف نوع هذا الاهتمام، فإن الرجل في مثل هذه الأحوال يحتاج إلى اهتمام زائد، فهناك من أخواتنا وبناتنا الفاضلات من تهتم بزينتها لكنها لا تهتم بحلاوة كلامها، وهناك من بناتنا من قد تهتم بكلامها الجميل مع زوجها العاطفي وتهتم بمظهرها، لكنها لا تهتم بالقضايا المشتركة، فهي لا تسأل عن عمله، ولا تدخل في اهتماماته، ولا تعيش معه في القضايا التي يحبها ويميل إليها.

وأرجو أن نعرف هل أنت على صلة أو تعرفي هؤلاء الشقيات؟ فإن كن زميلات في العمل فالغالب أن الحديث بين الزملاء يكون عن العمل وظروف العمل، وأنت لا بد أن تسألي زوجك عن عمله، وظروفه مع العمل، وما الذي يعانيه داخل العمل، أو كن هؤلاء الشقيات لهن هوايات معينة يهتم بها زوجك، فالاشتراك في الهواية أو في الجانب الذي يميل إليه أيضا ينبغي أن تدخلي معه ذلك العالم، وتهتمي باهتماماته، لأن وجود اهتمامات وقواسم مشتركة مما يقرب بين الزوجين.

نتمنى أيضا أن تشجعيه، وأن تبيني له ما كان عليه من الفضل، وما كان عليه من الخير، وأنه لا زال على الخير، وتظهري السعادة والفرح بخضوعه وسجوده لله وبخروجه إلى المسجد بين الرجال، لأنك تفاخرين بزوجك وتفاخرين برجلك، وحاولي أيضا أن تعرفي أسباب هذا التردي، يعني القضية تحتاج إلى معالجة شاملة، فهل نستطيع أن نقول: أسباب هذا التردي ظروف مالية؟ أو أسبابه دخول أصدقاء أشقياء في حياته؟ أو موقف حصل له مع بعض المصلين أو مع أهل المسجد أو نحو ذلك؟ يعني ما هي أسباب هذا التردي من وجهة نظرك؟ ثم ماذا يقول عندما تطالبيه أن يذهب إلى الصلاة، وأن يذهب إلى بيت الله تبارك وتعالى؟

ونؤكد لك بداية ونهاية أن الرجل الذي ينكر علاقاته الآثمة رغم أنه واقع فيها، خير من الذي يعترف ويجاهر ويقول (افعلي ما تريدين، إذا عجبك، وإلا فاذهبي إلى بيت أبيك)، الذي ينكر أفضل، لأن الذي ينكر معنى ذلك أنه يدرك ويوقن أنه يفعل أشياء غير صحيحة، وأنا سعيد جدا أنك عرفت مستوى العلاقة، فقلت (هي لا تتعدى الرسائل)، إذا المهمة أمامك لن تكون صعبة، ما يحصل حرام، لكنه حرام دون حرام، ولذلك نعتقد أن المسألة في البدايات، ونعتقد أنه بحاجة إلى أشياء يفقدها مثل الاهتمام والدخول إلى اهتماماته، والثناء عليه، والكلام عن عبقريته وإنجازه، فحاولي أن تبحثي عن المفقود لتوفريه في داخل البيت، وحاولي أيضا ألا تظهري له التضجر وعدم الرضا، واعلمي أنه قد ينفر من البيت، وقد يفقد الطعام حلاوته إذا قدمت له طعاما جميلا لكن الوجه مكفهر، وقد تفقد الكلمة رونقها إذا تكلمت معها بكلمات جميلة لكن تعابير الوجه تشير إلى خلاف ذلك، فأنت تتعاملين مع إنسان له مشاعر فابحثي عن السبيل إلى قلبه، وحاولي أن تستعدي خبراتك القديمة، وذكريه بالأيام المشرقة التي كانت بينكم وبالذرية التي بين أيديكم.

ولا مانع من أن تذكريه أن طاعتنا لله وأن صيانتنا لأعراضنا تبدأ من صيانتنا لأعراض الآخرين، وأن البنيات بحاجة إليه، ونحو ذلك من الكلام اللطيف الذي يدخل إلى النفس مع ضرورة أن تحسني به الظن، لا تتهميه دائما، فإن الاتهام وإساءة الظن والمطاردة تفسد الإنسان وتدفعه للهاوية، بل عليك أن تكذبي عينك وتكذبي ما رأيت، وتصدقي كلامه وتعطيه مقدارا من الثقة، وتكثري من الدعاء واللجوء إلى الله تبارك وتعالى، فإن الإنسان سيكون على مستوى ظنك به، فإن ظننت به الخير فسوف يسير معك في هذا الاتجاه، وإن لم تصدقيه وكذبته وظللت تلاحقيه وتحققي معه، فسيسعى في تحقيق هذه الوساوس وهذه الأمور السيئة سيندفع في اتجاهها، لأنه سيقول (لن تصدقني، ولا فائدة) وعند ذلك يستسهل هذه الأمور، أو ينكسر حاجز الحياء ويبدأ ينافر ويناكف ويقول (هكذا سأفعل وهكذا أنا فافعلوا ما شئتم)، وعند ذلك نكون قد خسرنا الكثير.

نسأل الله أن يعينك على الخير، ونتمنى أن تتواصلي معنا بعد أن تغيري طريقتك، بعد أن تجتهدي في الملاطفة معه، بعد أن تجربي الأساليب التي أشرنا إلى بعضها، ونسأل الله أن يقر أعينكم بصلاحه وهدايته، هو ولي ذلك والقادر عليه.

مواد ذات صلة

الاستشارات