السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أود أن استشيركم وأطلب رأيكم في أمري، جزاكم الله خير الجزاء.
تزوجت من رجل ولم ينته الشهر الثالث من الزواج إلا وأصبحت أطالب بالطلاق، وتم -الحمد لله-، كان طلبي لأنه لا يصلي لله ركعة واحدة إلا صلاة الجمعة فقط، -والحمد لله- تم الطلاق، بعدها وجدت من أهلي معاملة لم ترق لي، ففضلت أن أتزوج من آخر، وتزوجت -الحمد لله-، كل ما يتعبني أنني أسكن في مكان لا يوجد فيه أحد من الأقارب ولا الأهل، وكذلك عانيت من زوجي أنه بخيل، ولا يفسحني خارج البيت إلا نادرا، وبعد الطلب مرارا وتكرارا، قلت في نفسي: تلك أمور تتسهل -بإذن الله-، إلى أن وجدت زوجي يكلم الفتيات ويبحث عنهن في مواقع التواصل ويتبادل معهن الصور الخليعة لهن، ويوهمهن بأنه سوف يتزوجهن حتى يحللن كل ما لذ وطاب بينهم.
ما رأيكم فيما يحدث؟ أرجو الإفادة، إذ أنني لا أقبل بأمر لا يرضاه الله، فإن تزوج إنسانة عفيفة علي، فهي أفضل من أن يتعرف على الخليعات اللواتي يبعن أنفسهن، وقلت له ذلك، إلا أنه لا يصدقني.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ دنيا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك -ابنتنا الفاضلة- في الموقع، وقد أسعدنا حرصك على الدين، ورفضك لمن لا يسجد لله رب العالمين، وعوضك الله -تبارك وتعالى- بالزوج الثاني، ولن تجدي رجلا يخلو من العيوب والنقائص، فإذا كان يتواصل مع الفتيات ويرى الأجساد العارية فاجتهدي في إبراز ما وهبك الله من مفاتن حلال، وهذا ما نرجوه من بناتنا العفيفات، أن تكون عفيفة مع الآخرين، إلا مع زوجها تظهر له من جسدها ومن جمالها ومن سحرها الأخاذ ما يدعوه إلى أن يعيش معها، وإذا اكتشفت الزوجة أن زوجها يبحث عن أشياء معينة في الخارج من الحرام، فعليها أن توفرها له في الداخل، طالما كانت من الأمور التي لا تغضب الله -تبارك وتعالى-.
ونؤكد لك أن أمثال هؤلاء كثير منهم مبلغ علمه هو هذا النظر الذي أدمنه واعتاد عليه، ويتأكد لك هذا إذا كان ناجحا في علاقته الخاصة معك، علاقة الفراش، وهذا قطعا محرم من الناحية الشرعية، لكن بعضهم مبلغ علمه أن يرى وأن يخدع وأن يكذب، وطبعا هذا مرفوض، ولكن لا تظني أن مثل هذا يستطيع أن يتزوج أو يريد أن يتزوج، ولكنه مرض نسأل الله أن يعافيه منه.
فحاولي أن تساعديه، وحاولي أن تقتربي منه، وحاولي أن تذكريه بالله -تبارك وتعالى-، وحاولي أن تتفنني في إظهار ما وهبك الله من جمال ومفاتن ومحاسن حتى لا يبحث عن الحرام، فإن الإنسان إذا وجد الحلال قل أن يلتفت إلى الحرام، وإذا بالغت المرأة في تزينها لزوجها - وهذا هو المطلوب في زماننا – وتبالغ في إظهار مفاتنها، وتبالغ في الوفاء بحق زوجها – حق الفراش – حتى لا يلتفت إلى الحرام، لأن الفتن الآن تمشي على رجلين، ولأن المتبرجات في إشارات المرور وفي الأسواق وفي الطرقات وفي كل مكان، فإذا حرصت الشريرات والشقيات على إظهار المفاتن بالحرام، فاجتهدي في إظهار سحرك الحلال، ولا نريد لك أن تفكري في الطلاق بسرعة، واجتهدي في هدايته ونصحه، ونسأل الله -تبارك وتعالى- أن يقر عينك بصلاحه، ونشكر لك هذه الغيرة وهذا الحرص.
ونسأل الله لك التوفيق والسداد.