السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا سيدة عمري 27 سنة، متزوجة وأم لطفلة، منذ أقل من شهرين أنجبت ابنتي -وعزيزة قلبي-، وكانت الولادة طبيعية -والحمد لله-، بعد الولادة أحسست بقطعة لحم عند فتحة الشرج، ولكنني لم أكن أشعر بألم فيها، إحدى المرات جلست على السيراميك فأحسست بالألم الشديد، وبعدها خف ونسيت الأمر.
لكن منذ ثلاثة أيام، وبعد إمساك لمدة أسبوع، وعند دخولي بيت الخلاء رأيت نقطا من الدم، فخفت أن يكون من جرح الولادة، أو أن تكون دورتي قد أتت بعد أن أكملت النفاس، لكنني تفاجأت أن الدم قد خرج من فتحة الشرج، حاولت التبرز مرة أخرى، وأيضا رأيت نقطا من الدم مع البراز، وبعد يومين أيضا ولا يزال الدم موجودا لكن بصورة أقل، للعلم أنني أشعر بحرقة من فتحة الشرج وقت التبرز، وأعاني من الإمساك منذ زمن ليس بقريب، فهل أعاني من البواسير أو غيره؟
سؤالي الآخر: بعد النفاس استخدمت تحاميل (بيتادين) لمدة ستة أيام، لتطهير المنطقة، فقد كنت أشعر بوجود رائحة كرائحة دم الدورة، والآن بعد أن توقفت عن استعمالها عادت تلك الرائحة مجددا، ما النصائح والأمور التي يجب على المرأة القيام بها بعد الولادة؟
وشكرا جزيلا لكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم مريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
هذه الأعراض التي تشكين منها هي أعراض بواسير داخلية، فأنت تعانين من الإمساك منذ فترة طويلة، وهو أهم سبب لظهور البواسير، وكذلك أمور أخرى مثل الجلوس الطويل لفترة طويلة على الأرض بوضعية التربيعة، وكذلك أيضا في الحمل، فإن زيادة الضغط في البطن تساعد على تشكل البواسير.
والبواسير هي عبارة عن انتفاخات مؤلمة في الأوردة الموجودة بالأجزاء السفلى من المستقيم، وتشمل أعراض الإصابة بالبواسير، الشكوى من حكة شرجية، أو ألم في فتحة الشرج، خاصة عند الجلوس، أو خروج دم أحمر مع البراز، أو يلاحظ على محارم تنشيف الشرج، أو ألم خلال عملية التبرز، أو أن يحس المرء بأن ثمة كتل تتدلى على فتحة الشرج نفسه، وبعض من هذه الأعراض أنت تشكين منها، والبواسير الداخلية هي التي تنزف عادة وهو درجات:
درجة أولى: تبقى في المستقيم.
درجة ثانية: تهبط عبر الشرج عند التغوط ولكنها تعود عفويا.
درجة ثالثة: تهبط عبر الشرج عند التغوط ولكنها تتطلب ردا بالإصبع.
درجة رابعة: تبقى هابطة بشكل دائم ولا يمكن ردها.
ولا بد وأن درجة البواسير عندك هي الدرجة الثانية أو الثالثة، وأما العلاج فيكون بالإكثار من السوائل والحمية عالية الألياف، وتنظيم وقت التبرز يوميا، والإكثار من الخضروات والمشي للتخلص من الإمساك، وإجراء مغاطس الماء الدافئة : بمعدل 2-3 مغطس يوميا، ومدة المغطس 15-20 دقيقة، واستخدام مراهم موضعية مثل (proctoheal)، تناول الأدوية مثل ( daflon 500 ) مرتين لمدة شهرين إلى ثلاثة أشهر، إن لم تكوني ترضعين، وفي حال فشلت المعالجات السابقة، يلجأ الطبيب إلى اجراءات جراحية، مثل الربط والكي، أو إلى عمليات جراحية لاستئصال البواسير بشكل دائم.
نرجو من الله لك الشفاء والمعافاة.
__________________________________
انتهت إجابة: د. محمد حمودة -استشاري أول - باطنية وروماتيزم-،
وتليها إجابة: د. منصورة فواز سالم - طب أمراض النساء والولادة وطب الأسرة-.
الإمساك من الأمراض أو المشاكل الصحية التي تلازم الحوامل في بعض الأحيان؛ لنقص كمية السوائل التي تتناولها السيدة الحامل، ونقص كمية الألياف الطبيعية الموجودة في الخبز الأسمر والخضروات المطبوخة، مثل الباميا والكوسة والملوخية، ومثل الحبوب كالشوفان والجريش والقمح النابت، ولذلك ولكي يتم علاج الإمساك تماما، يجب الحرص على تناول المزيد من السوائل والمزيد من الأطعمة السابقة، بالإضافة إلى السلطات وزيت الزيتون والفواكه مثل التين والخوخ أو عصائرهما.
وفي الغالب فإن معظم حالات الإمساك التي تصاحب الحمل تشفى تماما بعد الولادة، ويمكنك وضع تحاميل (بروكتوهيل) في الشرج مرتين يوميا، مع وضع كريم من نفس الدواء خارج وداخل فتحة الشرج، ولا مانع من وضع تحميلة (جليسرين) للكبار في فتحة الشرج حتى تسهل عملية الإخراج.
أما بخصوص الرائحة فهي متعلقة بوجود إلتهابات بكتيرية، خصوصا إذا صاحبها إفرازات صفراء أو خضراء، والعلاج عبارة عن حبوب (فلاجيل 500 ملغ) ثلاث مرات يوميا لمدة أسبوع.
حفظكم الله من كل مكروه وسوء، ووفقكم لما فيه الخير.