ابتليت بمشاكل أسناني ..فهل السبب ذنوبي؟!

0 55

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا فتاة عمري 21 سنة، قبل شهرين تقريبا ذهبت لطبيب الأسنان وأخبرني أنه يوجد لدي تسوس في اثنين من أسناني، مع العلم بوجود حشوة قديمة في أحد الأضراس، بعد أن خرجت من عند الطبيب قطعت على نفسي عهدا بأني سأحافظ على الأسنان الأخرى، وبالفعل اشتريت فرشاة كهربائية بعد أن سألت الطبيب عنها، وأصبحت أفرش أسناني بعد كل وجبة، أو أتناول علكة إكسترا أو نوفا إذا لم أستطع تفريش أسناني، واستخدمت خيط الأسنان، بعد أن تمت معالجة سن واحد، الحشوة لم تهدأ وبدأت بمضايقتي عند الأكل، وإلى اليوم وأنا خائفة من أن أعالج باقي الأسنان، وينتهي بي المطاف بفم متألم وأحتاج إلى خلع و ..إلخ.

وأصبحت كلما ذهبت إلى الطبيب يخبرني بوجود تسوس جديد، حتى أصبح عدد الأسنان التي بحاجة معالجة 8، مع العلم أن الفترة الفاصلة بين كل موعد أسبوعين. والآن أنا في حالة هم وحزن، لأنه طرأ هذا الأمر فجأة حتى مع المحافظة عليها، والغريب في الأمر أنه في السابق قبل سنوات لم أكن محافظة على الاهتمام بأسناني، وكانت جيدة على الرغم من وجود فراغات كبيرة بين صف أسناني الأمامية والسفلية بشكل واضح، والآن دائما أتفقد أسناني في المرآة لأرى بأن بعض الأسنان المتبقية بدأت بالتسوس أيضا.

سؤالي: هل هذا الأمر قد كتبه الله علي، لأني اقترفت الذنوب وظلمت نفسي بترك بعض الصلوات وعدم المحافظة عليها؟ وهل هذا الأمر مقدر لي؟ أو لأني أصبحت أهتم وأفكر فيها كثيرا فتفاقم الأمر؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سارة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلا بك -أختنا الفاضلة- في موقعك إسلام ويب، ونسأل الله أن يبارك فيك وأن يحفظك من كل مكروه.

وبخصوص ما سألت عنه -أختنا الفاضلة- فإننا نحب أن نحاورك من خلال النقاط التالية:

أولا: البلاء وثيق الصلة بأهل الدين والصلاح، وكذلك بأهل الغفلة والضلال، فطبيعة الحياة ابتداء مجبولة على ذلك كما قال الشاعر:

جبلت على كدر وأنت تريدها ،،، صفوا من الأقدار والأكدار
ومكلف الأيام ضد طباعها ،،، متطلب في الماء جذوة نار
فالعيش نوم والمنية يقظة ،،، والمرء بينهما خيال سار
وإذا رجوت المستحيل فإنما ،،، تبني الرجاء على شفير هار

ثانيا: المشاهد –أختنا- أن أكثر أهل الأرض بلاء هم أهل الدين والصلاح، حتى ورد أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال فيما روى عنه مصعب بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه –رضي الله عنهما- قال: (قلت يا رسول الله أي الناس أشد بلاء؟ قال: الأنبياء، ثم الأمثل فالأمثل، يبتلى الرجل على حسب دينه) وفي رواية: (حتى يمشي على الأرض وما عليه خطيئة).

ثالثا: نفهم إذن أن البلاء في حد ذاته غير مرتبط كليا بشيء، بل هو لأهل البلاء نعمة ولأهل الضلال استدراج وتنبيه وتحذير، والضابط في معرفة خير الأمرين هو المآل، فإن كان مآلك الصبر والاقتراب أكثر من الله عز وجل فأنت في نعمة وعافية، وإن كان المآل قنوطا وضجرا وسخطا على الله، فأنت ساعتها في الطريق الخطأ -نسأل الله السلامة-.

رابعا: الله ينزل على العبد أخف بلاء به -أختنا الفاضلة-، ولو قلبت نظرك حولك لرأيت من هم في مثل عمرك أو أقل وقد أصيبوا بأمراض فتاكة مثل السرطان -عافاك الله-، فالله يبتلي هذا ويبتلي هذا، ويعفو عن هذا، وكل ذلك لحكمة، فإذا ضاق بك الحال فانظري إلى من هو أسوأ حالا منك، تعرفين ساعتها فضل الله عليك.

خامسا: الدعاء يرفع القدر، وإنا ندعوك -أختنا- إلى الاقتراب من الله أكثر، والمحافظة على الصلوات كافة، والأذكار، والدعاء أن يرفع الله عنك هذا البلاء، وثقي أن الله بقدرته سيذهب هذا الغم والهم متى ما كان ذلك خيرا لك.

نسأل الله أن يوفقك لكل خير، وأن يرفع عنك الضر، والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات