فسخت خطوبتي لأني لم أكن أتقبل خطيبي، محتارة هل أرجع له أم لا؟

0 474

السؤال

السلام عليكم

جزاكم الله خيرا على هذا الموقع المثمر.

أنا كنت مخطوبة وفسخت خطوبتي، لم أكن موافقة على خطيبي في البداية لأنه لا يحمل المواصفات التي أريدها، مثلا مستوى عائلته الاجتماعي أقل منا، ومؤهله هو ليسانس آداب وأنا بكالوريوس علوم، وكنت أتمنى لو كان خريج كلية علوم، وهذا سبب حزني طوال الخطوبة، ولا أدري لم أحسست بالراحة بعد صلاة الاستخارة رغم أنه لا يحمل أي صفة من التي أتمناها، وتقدم لي أكثر من مرة حتى قبلت، لكن فترة خطوبتي كلها كانت مشاكل، أغلبها لأني لم يكن يعجبني أي شيء يفعله، ولم أكن أتقبل أي خطأ منه، وكان بخيلا ويكذب، فكنت أقول في نفسي: ألا يكفي أني وافقت عليك، تفعل ما يغضبني أيضا؟ ورغم المشاكل كنت أحس أني أحبه ولا أدري لم، أو يمكن أن يكون تعاطفا لأنه متمسك بي لأبعد الحدود؟

المشكلة أني أرضى عليه غالبا لكن إذا فعل موقفا لا يعجبني أقيم الدنيا وأقعدها، وأيام خطوبتي كنت أحزن وأغضب إذا رأيت رجلا فيه الصفات التي كنت أريدها في خطيبي، والآن بعد فسخ الخطبة لا زلت أشعر بالضيق والحزن مع أن هذا ما كنت أرغب فيه من البداية، أنا لا أفهم نفسي، وهناك محاولات للإصلاح بيننا، ولا أدري هل أرجع أم لا؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سائلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

يسرنا يا أختي الكريمة أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلا وسهلا ومرحبا بك، ونسأل الله جل جلاله أن يمن عليك بزوج صالح يكون عونا لك على طاعته ورضاه، وأن يجعلك وإياه من سعداء الدنيا والآخرة، إنه جوادا كريم.

وبخصوص ما ورد برسالتك -أختي الكريمة الفاضلة-، فإني أرى أن العيوب التي أشرت إليها من أن خاطبك من أسرة أقل منكم ماديا واجتماعيا، وكذلك المؤهل العلمي الذي يحمله لا يعجبك ولا يروق لك، وغير ذلك أيضا من كونه بخيلا وأيضا يكذب كما ورد، وأنك غير مقتنعة به شخصيا وأنك مترددة، فأنا أرى أن تصرفي النظر عنه خاصة وأن هذه المسائل لا يمكن علاجها، مستوى المؤهل العلمي، ماذا سيصنع الرجل وقد انتهت رحلة دراسته وأصبح الآن موظفا بهذه الشهادة؟ أو مثلا حصل عليها ولن يفكر في تغييرها لأن الأمر ليس سهلا؟ كذلك فيما يتعلق بمستوى أسرته، ماذا سيفعل مع أسرته؟ هذه أمور لا يمكن تغييرها لأن الإنسان لا يملك القدرة على ذلك، بالنسبة للمستوى المادي والاجتماعي هذه أمور نحن نرثها ممن حولنا، ولا دخل لنا فيها بحال من الأحوال، وأرى أنها ستظل تعكر الصفو فيما بينكما ولن تجعلكما في حالة استقرار أبدا، لأنك ستنظرين إليه دائما على أنه أقل منك منزلة، وأنه أقل منك مستوى وأنه أقل منك شهادة علمية ،هذه الأمور ستتفجر في أي وقت، وقد تطلقينها في وجهه في أي مناسبة من المناسبات.

لذا أرى ما دام الخطبة قد انتهت، فأرى أن تصرفي النظر عنه، وأن تتوجهي إلى الله تبارك وتعالى بالدعاء أن يمن الله تبارك وتعالى بزوج أفضل منه، والله تبارك وتعالى قادر، وإن كنت حقيقة أرى أن الأمر ليس سهلا، لأنك أيضا في سن أصبحت المجازفة فيه صعبة، فأنت في التاسعة والعشرين من عمرك، وهذه سن حرجة إلا أنك الأمراض التي وردت في رسالتك تجعلني أميل إلى الرفض، لأنها أمراض لا يمكن التغلب عليها أو التخلص منها.

أنا رجل نشأت في أسرة فقيرة، ماذا أفعل؟ أنا أهلي عمال أو فلاحون أو ناس بسطاء أو موظفون صغار، وليس فيهم شخصيات كبيرة، ماذا أصنع؟ هذه أمور أنا لا دخل لي فيها، ما دمت أنت لا تقبلينها فأنت لن تقبليني أصلا، وخاصة بأنك تقولين بأن الخطبة كلها مشاكل، وأنك عندما تنظرين إلى إحدى زميلاتك وقد تزوجت بشاب فيه مواصفات كنت تتمنينها تحزنين، هذا الكلام سيظل معك، قد يظل معك إلى الموت، كلما وجدت إنسانا أفضل كلما بدأت تلومين نفسك وتحزنين لوضعك وحالتك، وبالطريقة هذه ستكون حياتك غير مستقرة، فأنا أرى أن تصرفي النظر فعلا وأن تستمري فيما أنت فيه من رفض الخطبة، وأن تتوجهي إلى الله بالدعاء أن يمن الله تبارك وتعالى عليك بزوج صالح مناسب، وأسأل الله أن يكون ذلك قريبا.

هذا وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات