أحس بثقل وتعب عند أدائي للصلاة.. هل هذا بسبب آثار العادة السرية؟

0 294

السؤال

السلام عليكم

أجد نفسي مثقلا ومتعبا عند الرغبة في أداء الصلاة، كيف أبعد عني هذا الثقل والتعب الذي أجده والإرهاق أيضا؟ وكيف تكون الصلاة محببة لي حتى أستطيع أن أحافظ عليها؟ فأنا أجد صعوبة جدا حتى أصلي.

هل هذه من آثار العادة السرية والاكتئاب الناتج عنها؟ وكيف أتخلص من هذه الآثار بالتدريج؟ وكيف أرجع للصلاة بانتظام؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك أيها -الأخ الحبيب- في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله تعالى بأسمائه وصفاته أن يأخذ بيدك إلى الخير ويعينك عليه.

ووصيتنا الأولى – أيها الحبيب –: أن تكثر من دعاء الله تعالى أن يعينك على ذكره وطاعته، فقد وصى النبي – صلى الله عليه وسلم – بهذه الوصية معاذا – رضي الله تعالى عنه- قائلا له: (يا معاذ، إني أحبك، فلا تدعن أن تقول دبر كل صلاة: اللهم أعني على ذكرك، وشكرك، وحسن عبادتك) والله تعالى خير معين – أيها الحبيب – فاستعن به والجأ إليه بصدق واضطرار، وسيتولى عونك.

كما أنه سبحانه وتعالى هو الذي يهدي القلوب ويزين فيها الإيمان ويخلق فيها حب الطاعات، فأكثر من قول: (اللهم زين الإيمان في قلبي وحببه إلي وحبب إلي طاعتك) ونحو ذلك من الدعاء.

أما الوصية الثانية فتتلخص في: أن تحرص على قراءة الثواب الذي رتبه الله عز وجل على هذه الصلوات في حياتك الدنيا وحياتك الآخرة، فالصلاة لم يشرعها الله تعالى سدى، وإنما فرضها على عباده لما تجره إليه من الخيرات الوفيرة والنعيم المقيم.

وخير ما ننصحك به أن تطالع كتاب (لماذا نصلي) للشيخ محمد بن إسماعيل المقدم، وهو متوفر -ولله الحمد- على الشبكة العنكبوتية (الإنترنت)، فننصحك بقراءة هذا الكتيب، وهو صغير الحجم، لكنه كبير القدر عظيم الفائدة، فقد جمع فيه المؤلف النصوص من القرآن، ومن السنة التي ورد فيها الترغيب في الصلاة، وبيان آثار هذه الصلاة على الإنسان، فإن معرفتك للثواب تدفعك إلى الحرص على تنفيذ العمل الذي رتب الله تعالى عليه ذلك الثواب.

واعلم -أيها الحبيب-: أن الصلاة من جملة الإيمان، وهذا الإيمان يزيد وينقص، فقد يتعرض الإنسان في بعض أحواله إلى فتور وضعف في إيمانه، وعليه في هذه الحالة أن يصبر ويجاهد نفسه، ويؤدي الأعمال التي فرضها الله تعالى عليه، ولو مع إحساسه بثقلها ومشقتها؛ لأن هذا عارض يعرض للإنسان، ولا يجوز أن يجعل حالة الفتور مفضية إلى الوقوع في معصية الله تعالى من تضييع الواجبات أو الوقوع في المحرمات.

واعلم كذلك – أيها الحبيب –: أن المعاصي لا تجلب للإنسان إلا الشر في دينه ودنياه، وهي سبب أكيد في حرمان الإنسان من خيرات الدنيا والآخرة، كما قال النبي – صلى الله عليه وسلم -: (إن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه)، فننصحك أن تتجنب هذه العادة القبيحة، وربما كان ما تعانيه بسببها.

فالخلاصة نحن ندعوك: إلى أن تجدد التوبة على الدوام، وتكثر الاستغفار، وتلهج إلى الله تعالى بالدعاء، وتداوم على الأذكار، لا سيما الأذكار الموظفة في أول النهار وآخره، وعند النوم والاستيقاظ، وأذكار الصلوات، ونحو ذلك.

نسأل الله بأسمائه وصفاته أن يتولى عونك ويأخذ بيدك إلى كل خير.

مواد ذات صلة

الاستشارات