السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أرجو من فضيلتكم سماع قصتي الغريبة، فزوجي على علاقة بامرأة منذ أكثر من 5 سنوات، وتصل علاقته بها إلى حد الإدمان، وفعلت كل شيء خلال 5 سنوات مرت من السياسة إلى الطلاق إلى ترك البنات له، وآخر ما وصلت إليه علاقتنا هي تركه لنا، فقد ذهب إلى بلد أخرى، وأصبحت لا أعرف عنه أي شيء، وفوضت أمري إلى الله، ولكن تربية أبنائي صعبة، وأحيانا كثيرة أشعر باحتياجي لرجل يقف بجانبي يساعدني ويشد من أزري، وعندما أعرف أنه رجع وأنه محمل بالهدايا لأهله ولعشيقته، النار تأكل صدري، وأدعو عليه بالهلاك والدمار هو وهم، وعلى قدر إيماني بالله إلا أنني أشعر بغصة وظلم شديد، ولقد ذهبت لأداء عمرة معه في رمضان الماضي، وذلك لأنني هددته بترك بناته له، فاستجاب لي، وظننت أن كل شيء انتهى، وأن الله هداه بعد أن وقفنا سويا على بابه نرجو رحمته، ولكنني اكتشفت أنه كما هو، بل حتى صلاة الجمعة تركها، فهل الحل الأخير الذي سيحل مشكلتي هو الطلاق، أم ماذا أفعل؟
أرجو نصحي، وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مسلمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلا وسهلا ومرحبا بك، وكم كنا نود ونتمنى أن تتصلي بنا هذه المرحلة لتبشرينا بحل المشكلة، ولكن عموما قدر الله وما شاء فعل، ونسأله جل وعلا أن يشرح صدرك للذي هو خير، وأن يعوضك عما أصابك خير الدنيا والآخرة، وأن يبدلك خيرا منه، وأن يعوضك عما فاتك وما أصابك من متاعب ومشاق ومآسي وشقاء وحرمان.
وبخصوص ما ورد برسالتك: فأرى أنه لم يعد أمامك إلا وقفة حازمة جادة وقوية تواجهين بها هذا الظلم والعدوان المتكرر على حقك وحق أولادك.
أرى أن تدخلي في المشكلة أحد الأفاضل أو أكثر، وطرح المشكلة ومناقشتها بصراحة ووضوح؛ لعل وعسى أن يستحي من الناس ما دام لا يستحي من الله ولا يقيم للحياة الأسرية وزنا أو قيمة، ولا مانع من تهديده بترك الأطفال له إذا لم يضع حدا لهذا الإهمال، وأرى أن تكوني أكثر جدية هذه المرة، وأن تلوحي بطلب الطلاق ما دامت جميع جهود ومحاولات الإصلاح باءت بالفشل، أرى أنه بعد هذه الرحلة الطويلة من العلاج والأمل في الإصلاح أن تطلبي الطلاق وأن تلجئي للقضاء لطلب حقك وحق أولادك، حيث لا أظن أن مثله يصلح أن يكون ربا لأسرة أو زوجا لسيدة فاضلة أو أبا لأبناء وبنات في عمر الزهور، مارسي أي قدرا من الضغط يمكنك ممارسته، وإلا فتوكلي على الله واطلبي حقك عن طريق القضاء، فكما قال عثمان رضي الله عنه: (إن الله ليزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن) مع تمنياتنا لك بالتوفيق للذي هو خير، وبالله التوفيق .