كيفية التعامل مع الزوج الذي يقيم علاقات مع نساء أجنبيات

1 655

السؤال

أنا فتاة متزوجة، كان زواجي عن حب، حيث تقابلنا أنا وزوجي من خلال عمل وأعجب كل منا بالآخر، ولم يكن ارتباطنا سهلا، إذ كانت عائلتي معارضة لهذا الزواج بسبب كونه مطلقا ولديه بنتان، ولم أكن أعرف في البداية أنه متزوج أو مطلق؛ لأنه لا يبدو عليه ذلك، ولم أساله، ولكن في إحدى المرات سمعته يتحدث مع إحدى بناته، واكتشفت أنه قد طلق امرأته؛ لأنه حكى لي ما حدث، وعندما سألته عن أسباب الطلاق، قال لي بأنه عدم اتفاق بين الطرفين، وأنهما اتفقا على الطلاق، المهم تم الزواج بعد أن تأكدت بأنه لا يرغب بالعودة إلى زوجته الأولى، وقبلت أن تعيش الفتاتان معنا، وبعد شهر العسل انضمت الفتاتان لتعيش معنا في المنزل وأحببتهم كما أحبوني أيضا، ولكن بدأت المشاكل معه بعد الشهر الرابع، فقد اكتشفت أنني لا أستطيع الحصول على رغبتي بالعلاقة الخاصة بيننا إلا بعد أن أتوسله بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، ومن ثم اكتشفت أنه يمضي أوقاته على الإنترنت يتحدث مع صديقاته، ووجدت في هاتفه الجوال أرقام عديدة للفتيات، فناقشته في الموضوع وأنني لا أوافق على هذه الصداقات، ومرت الأيام ولكني اكتشفت أنه لا زال على اتصال بصديقاته، وبعد أن تحولت حياتي معه إلى برج مراقبة حتى أصبحت أفتش في كل شيء يخصه، كنت أدبر له بعض المقالب؛ كأن أقوم بالتحدث معه عن طريق الإنترنت على أنني فتاة لا يعرفها، وكان يتحدث إلي ولا يمانع، وخططت لأن نتواعد على أني أنا الفتاة، وبالفعل ذهب إلى الموعد ولم أذهب ولكني أرسلت من يتأكد من وجوده هناك، فواجهته أيضا واعتذر، ووعد بأنه سيحافظ على بقائنا معا، ومن ثم حملت، وفي فترة حملي ازداد نفورا، وصبرت إلى أن أنجبت طفلتي، ومرت 3 أشهر على ولادتي واسترجعت هيئتي، واكتشفت أيضا أن له صديقة من قبل أن نتزوج، وما زال يتحدث معها ويرسل لها رسائل على الجوال، وبما أنني مللت قمت بمحادثتها والاتفاق معها على أن نتقابل في مطعم ما، وطلبت منه هو أن يحضر إلى المطعم لأنني سأفاجئه بأمر يفرحه، وفي المطعم واجهتهما ببعض، واكتشفت أنه التقى بها قبل ذلك، ولكنه كذب عندما قال بأنها صداقة بريئة، وأنه لم يرها قط قبل هذه المقابلة، سألني: لم فعلت ذلك؟ فقلت له: حتى أبلغك الرسالة بأنني لم أعد أكن لك أي شعور، وبأن وجودي بالمنزل هو رغبتي في أن لا تحرم ابنتنا من والدها، فأقسم لي بأنه يحبني وأنه لا يوجد شيء بينه وبينها أو بين غيرها، فطلبت منه أن يتركها فتردد قليلا، ثم قال: حسنا إذا كانت هذه رغبتك فسأفعل، وحتى أكون صادقة فأنا أعترف بأنني غيورة وأنني لا أحب أن يكون زوجي على علاقة بامرأة أخرى أيا كان نوعها.

بالنسبة لي فأنا والحمد لله جميلة، مستواي التعليمي حاصلة على ماجستير، ومتخرجة من قسم اللغات الأجنبية .

أقوم بالاهتمام ببيتي وعائلتي، أحب أن يمارس زوجي سلطته بالمنزل، وأن أكون الزوجة المطيعة.

باختصار عندما سألته فيما إذا كنت قد قصرت في شيء نحوه، قال لي لا واعترف لأهله بأنني جعلت له قيمة بين أهله وأصدقائه وعمله، وأن الفتاتين -أي بناته- لا تشكيان من أي مشاكل نفسية، أي أنه يعترف بأنني لا أقصر في شيء من جهته.

حاولت أن أتحدث معه بالحسنى ولكن دون جدوى.
كتبت له رسالة خطية دون جدوى.
استخدمت التهديد وكذلك الترغيب ولا شيء يتغير، الآن لا يوجد بيننا حوار، وكل منا نافر من الآخر .
أنا أحس بالشك في كل تصرفاته، وعدم الثقة، وهو يشعر بالاختناق.
أريد أن أشعر بالأمان والاستقرار، أريد أن أسمع كلمة غزل أو مدح منه، أريد أن يلتفت إلى بيته وأن يترك السلبية واللامبالاة.
كل شيء يواجهه بالهروب، سواء بالغياب عن المنزل أكثر الوقت أو السفر، ماذا أفعل؟
أرجوكم، أريد حلا، كيف أتصرف؟ مع العلم بأن علاقتي بأهله طيبة، وحتى بزوجته الأولى، ولا أعاني من أي مشاكل سوى منه، والمصيبة أنني أتلقى المديح والإعجاب من القريب والبعيد على نجاحاتي في حياتي وعملي وجمالي وتوفيقي بين عملي وبيتي إلا منه هو .

أشعر بمشاعر غريبة لا أعرف كيف أصفها !! أشعر أحيانا بالنقص، أو أنه تزوجني من أجل ابنتيه فقط، لا أدري، وكأنني لا أعجبه، وأنه مضطر للبقاء معي، أفيدوني جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مها حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلا وسهلا ومرحبا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع! ونسأله جل وعلا أن يهدي لك زوجك، وأن يرزقه العفاف والقناعة بالحلال، وأن يصرفه عن الحرام، وأن يديم بينكما المودة والمحبة والوئام، وأن يجعلك عونا له على الهداية والصلاح والاستقامة والبعد عن الحرام.

وبخصوص ما ورد برسالتك، فإنه لمن المؤسف حقا أن يكون الله جل جلاله قد أكرم الواحد منا بزوجة طيبة حلال ثم يتطلع إلى غيرها، ويحرص على أن يأكل من اللحم الخبيث المنتن -والعياذ بالله-، وهذا هو عين ما رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة الإسراء والمعراج، وإن دل على شيء فإنما يدل على انطماس الفطرة، وسوء التربية، وكفران النعمة، وعدم المسئولية، وقلة الخوف من الله -والعياذ بالله- ومثل هذا يحتاج إلى صاعقة مدوية توقظه من سباته، وتنبهه إلى قبيح فعله وسوء خلقه.

لذا أنصح باستخدام أي وسيلة للضغط ترينها مناسبة له، حتى ولو تركت له المنزل مع البنتين لفترة مؤقتة، وإذا جاءك فلك أن تشترطي عليه ما يرضي الله ويؤدي إلى تركه الحرام، ويساعد على استقرار الأسرة، فإذا لم تجدي هذه الوسيلة، فأرى أنه لا مانع من الاستعانة ببعض أهل الخير، خاصة من المقربين منه والمحبوبين لديه؛ لوضع حد لهذه التصرفات، فإذا لم يجد ذلك فأرى أن تنظري في أمرك بطريقة أخرى، وأنصحك بضرورة استخدام سلاح الدعاء والإلحاح على الله له بالهداية والاستقامة، والبعد عن الحرام، فإن الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل، وأن تجتهدي كذلك في القيام بدورك كزوجة على أكمل وجه؛ وذلك لاحتمال أن يكون لديك بعض التقصير وأنت لا تشعرين، ولعل هذا هو السبب في انصرافه عنك وبحثه عن غيرك، فأعيدي حساباتك، واجتهدي في الدعاء، واعلمي أن الله جل جلاله عند حسن ظن عبده به، فأحسني الظن به سبحانه، وأريه من نفسك خيرا، ولن يخيب الله ظنك فيه، وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات