كيف أقنع صديقتي بالصلاة حتى تؤديها برغبة وقناعة؟

0 316

السؤال

السلام عليكم

أنا لي صديقة لا تصلي، وقد نصحتها العديد من المرات، حتى إنه منذ فترة قصيرة حدثت حالة وفاة مفاجئة لطالبة بالمدرسة، والجميع التزم بالصلاة تأثرا بالموقف، ولكن صديقتي ما زالت متمسكة بتركها للصلاة، وتقول: إنها لا تريد أن تقوم للصلاة لأنها لن تأخذ الأجر، لأنها ستقوم من أجل أننا طلبنا منها هذا، أي أنها تصلي من أجلنا، وليس لأجل الله، لأن الصلاة ليست خارجة من قلبها ورغبتها!

هل كلامها صحيح أم أنها تحسب من المصلين عند الله؟ وما الأسلوب الذي يجب أن أحدثها به؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أسيل حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك – ابنتنا الكريمة – في استشارات إسلام ويب.

شكر الله لك حرصك على نصح زميلتك، وحثها على القيام بهذه الفريضة العظيمة، ونسأل الله تعالى أن يجعلك مفتاحا للخير، وأن يجري هذا الخير على يديك، وأن يجعلك من الهداة المهديين.

- نحن نؤكد -أيتها البنت الكريمة- على أهمية سلوك هذا الطريق الذي تسلكينه، وهو النصح والتوجيه والتذكير لمن حولنا من المسلمين الذين يفرطون بفرائض الله تعالى الواجبة عليهم، وأعظم هذه الفرائض بعد كلمة التوحيد فريضة الصلاة، وتركها أعظم الذنوب بعد الكفر بالله تعالى، بل عده بعض العلماء كفرا.

زميلتك هذه بحاجة إلى من يأخذ بيدها وينقذها من عذاب الله تعالى وسخطه، وأنت أولى الناس بمن يقوم بذلك، حبا لله تعالى، وقياما لشرعه، وحبا لزميلتك هذه، وتجنيبا لها عن المخاطر والهلاك.

لا تيأسي من استجابتها، بل استمري على نصحها ووعظها، وأكثري من دعاء الله تعالى لها، لعل الله تعالى أن يهديها على يديك.

أما عن كلامها من أنها لا تصلي لأنها لن تصلي لله وإنما ستكون صلت من أجل الناس؟ فهذا كلام غير صحيح، وهو من جملة تلبيس الشيطان عليها، ومحاولته إغواءها وصدها عن ذكر الله وعن الصلاة، فإن هذا من أعظم ما يريده الشيطان ويتمناه، كما أخبرنا الله تبارك وتعالى في كتابه الكريم حينما حرم علينا الخمر، قال سبحانه: {يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون * إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون}.

هذا من أعظم أماني الشيطان، وأكبر مخططاته، أن يصد الإنسان المسلم عن الصلاة، فينبغي أن تذكري هذا لزميلتك، وأن هذا من تلبيس الشيطان، وليس صحيحا أن الإنسان إذا قام بعد نصح الناصحين له، قام إلى طاعة الله وامتثل ما أمر الله به، أنه يفعل ذلك من أجل الناس، فعليها أن تجاهد نفسها للقيام بهذه الفريضة، وأن تجاهد نفسها في الوقت ذاته لإخلاص النية لله تعالى، بأن تقصد بعملها النجاة من عذاب الله، والفوز بثواب الله.

إذا سلكت هذا الطريق وصبرت عليه فإن الله سبحانه وتعالى سيسهل عليها هذه الفريضة ويحببها إليها، فتقوم بعد ذلك رغبة لا رهبة.

أما الأسلوب الذي يجب أن تحدثيها به أو تتبعيه معها، فهو الأسلوب الحسن، الكلمة الجميلة، ما دامت تقبل النصح والتوجيه، ويستحسن في هذا المقام أن تذكريها بفوائد الصلاة، وما رتبه الله تعالى من الأجور والجوائز على فعل هذه الفريضة.

هناك كتيب صغير موجود على النت جمع فيه مؤلفه كثيرا من الأحاديث التي بين فيها النبي -صلى الله عليه وسلم- ثواب الصلاة وجوائزها، اسمه (لماذا نصلي؟) فلو أنك قرأت معها هذا الكتاب فإنه بإذن الله سيكون له أثر عليها.

كما ننصحك أيضا بأن تحاولي إسماعها المواعظ التي تذكرها بالجنة والنار والوقوف بين يدي الله، وأهوال القيامة، وأهوال القبر، فإن هذا كله من شأنه أن يطرد عن القلب الغفلة، ويغرس في القلب حب الطاعة.

نسأل الله تعالى أن يجري الخير على يديك، وأن يجعلك مفتاحا له.

مواد ذات صلة

الاستشارات