ما تفسير حالة الأرق وقلة النوم بعد الشهر السادس من الحمل؟

0 391

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا سيدة حامل عمري 23 سنة، أعاني من اضطراب النوم منذ منتصف الشهر السادس، وقد أشغلني ذلك الأمر كثيرا، وأصبح كالهاجس وسبب لي الأرق، وقد نسيت أنه من الطبيعي أن يضطرب النوم ويكثر الاستيقاظ أثناء الحمل، وقد أصبحت أعاني من القلق والوسواس، وأصبحت أفكر بموضوع النوم طوال اليوم، وأحسب ساعات النوم، وأحلل وأفسر لماذا لم أنم، وماذا يحدث لو أنني لم أنم؟

في بعض الأحيان أنام بشكل جيد، والبعض الآخر يكون نومي خفيفا لا يتجاوز الساعتين، وأتقلب كثيرا بانتظار النوم، مما يصيبني بالتوتر، وأفكر في الوقت، وأحاول تخمينه، وأفكر في أمور كثيرة أخرى، وأصبحت كثيرة التنقل بين غرفة النوم والصالة، وأحيانا تغيير المكان يساعدني على النوم، حتى أنني أصبحت قليلة الخروج من المنزل، وفي اليوم الذي لا أنام فيه أكون مكتئبة وألتزم الصمت.

أريد العودة لحياتي الطبيعية وحبي للحياة، أرجو تشخيص حالتي بشكل واضح، وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مطمئنة حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

اضطراب النوم الذي تعانين منه غالبا هو نوع من الاضطراب الظرفي، أي المرتبط بظروف الحمل، وربما يكون أصلا لديك استعدادا للقلق النفسي، حين تدخل أشياء جديدة على حياتك، وقطعا الحمل حدث جميل، حتى وإن كان جميلا ومفرحا، إلا أن القلق على المستوى النفس الداخلي قد يكون موجودا.

أيتها الفاضلة الكريمة: هذه الحالة -إن شاء الله تعالى- عابرة، أريدك أن تحسني نومك من خلال الممارسات الطبيعية، والتي تتمثل في تجنب النوم النهاري، بل أن تبذلي جهدا جسديا معقولا في أثناء النهار، وفي ذات الوقت: أن تثبتي وقت النوم ليلا، واذهبي إلى الفراش حين تحسين بشيء من النعاس، واحرصي على أذكار النوم، فهي المطمئنة، وتبعث الاسترخاء في النفس مما يجلب النوم، وتجنبي استعمال المركبات التي قد تؤدي إلى زيادة اليقظة، ومنها الشاي والقهوة، والبيبسي والكولا، وكذلك الشكولاتة، فهذه تجنبها في فترة المساء سيكون أمرا جيدا.

وحاولي أن تتدربي على تمارين الاسترخاء، هذه التمارين جيدة ومفيدة ونافعة جدا، وموقعنا لديه استشارة برقم (2136015)، أرجو أن ترجعي لهذه الاستشارة، وتطلعي على كل ما أوردناه من تفاصيل حول فوائد تمارين الاسترخاء وكيفية تطبيقها، وحاولي أن تداومي عليها.

بعد هذه التطبيقات والتي أحسب أنها مفيدة، إذا ظل الأرق يلازمك هنا أقول لك: تحدثي مع طبيبة النساء والتوليد حول هذا الموضوع، ويمكن أن تعطيك دواء بسيطا لا يتعارض مع الحمل، ويحسن من نومك، كعقار مثل (Promethazine) بجرعة عشرة إلى عشرين مليجراما، كثيرا ما يستعمل في الحمل لتحسين النوم، أو لإزالة الغثيان، حتى في مراحل الحمل الأولى.

وفي بعض الأحيان نعطي الأدوية المضادة للقلق والاكتئاب بجرعات صغيرة جدا، وهنالك أدوية قديمة مثل: عقار يعرف تجاريا باسم (تربتزول Tryptizol)، ويسمى علميا باسم (امتربتلين Amtriptyline)، هذه لا تؤثر على الحمل، وتحسن النوم كثيرا، ويتم تناولها بجرعة خمسة وعشرين مليجراما، ويمكن أن تأخذي الدواء لمدة أسبوع فقط، بعد ذلك يكون استعماله عند اللزوم، لكني لا أريدك أبدا أن تستعملي أي أدوية دون استشارة الطبيب.

بارك الله فيك وجزاك خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات