السؤال
السلام عليكم
أنا شاب بعمر 20 سنة، كنت أمارس العادة السرية بكثرة وكرهت نفسي، وأحاول أن أتركها.
أحببت فتاة تقرب لي وأضفتها في وسائل التواصل الاجتماعي، ولا يمر يوم إلا وهي في بالي ومخيلتي، علما أني لم أرها يوما ما.
أحببت طريقة كلامها في الفيس بوك، والصور التي تضعها في الانستقرام.
كنت لا أقيم الصلوات الخمس، ولما أحببت هذه الفتاة تغيرت بي الدنيا وأصبحت أقيم الصلاة، وأترك كل عادة سيئة أقوم بها.
إن شكلي ليس بجميل أو أخاف أن أتقدم للفتاة وأنا شاب لست وسيما؛ ولكن أملك الأخلاق والناس جميعا يحبونني.
وجهي في الشق الأيمن لا يساوي الشق الأيسر، هناك انحناء بسيط في وجهي، وهذا سبب لي كآبة نوعا ما.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نسأل الله أن يفرج كربك، وأن ييسر عسيرك، وأن يذلل لك الصعاب، وأن يلهمك طريق الصواب، وأن يرشدك إلى الحق، وأن يأخذ بناصيتك إليه.
أما بخصوص ما تفضلت به فإنا نحب أن نجيبك من خلال ما يلي:
- إننا نحمد الله إليك ماانت فيه من نعم ظاهرة وباطنة ، فقد أنعم الله عليك بالإسلام ، وأنعم عليك بالعافية ، وأنعم عليك بالعلم ، وأنعم عليك بالأهل ، وأنعم عليك بالأمن ، وأنعم عيك بمجاورة بيته الحرام ، وأنعم عليك بنعم كثيرة أنت تعلمها ، فلله الحمد على ما أنعم وله الشكر على ما رزق، وإليه يرجع الأمر كله.
- اعلم أخي الفاضل أن البلاء قرين للمسلم في الحياة، وهو مقصود أخي الحبيب قال تعالى : "الم * أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون * ولقد فتنا الذين من قبلهم ۖ فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين" والبلاء أخي يتنوع من فرد إلي غيره، فهناك من ابتلي على صغر سنه بالسرطان، وهناك من ابتلي بالعمى، وهناك من ابتلي بداء لا يعرف له دواء، وهناك من ابتلي بفقد أهله وتشريد عائلته.
المؤمن -أخي الحبيب- هو الصابر المحتسب مهما كان بلاؤه شديدا كما مر، وإذا نظرت إلى ما أنعم الله به عليك وما تقول عنه ابتلاء لوجدت الأمر يحتاج منك إلي مزيد شكر لا إلى قلق واضطراب.
- مع سعادتنا اليوم بمحافظتك على الصلاة جماعة وإقبالك على الله، إلا أنا كنا نود منك أن يكون الدافع حبك لله الذي خلقك وسواك وأنعم عليك، حبك لله الذي رعاك في ظهر أبيك وبطنك أمك وكفل لك نعمه الظاهرة والباطنة.
- الحب الذي تتحدث عنه هو حب أعرج أخي الحبيب، ونقول لك بكل وضوح إن الشيطان يغذيه وينميه، فالأخت أنت لا تعرفها ولا تعرف دينها ولا خلقها، ولست الان مستعدا للزواج منها، وكل هذا صوارف شرعية تجعلك تتوقف الان وفورا عن مثل هذا التواصل، حتى تكون قادرا على الزواج.
- ثق أخي الحبيب أن من اختارها الله لك زوجة ستكون بلا جهد فوق الحد أو قلق أو اضطراب، ومن لم يقدرها الله لك زوجة فلن تكون ولو بلغ حرصك ما بين المشرقين فقد روى مسلم في صحيحه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "أول ما خلق الله القلم قال له: اكتب، فكتب مقادير كل شيء قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة، وكان عرشه على الماء ".
- اعلم أخي المبارك أن الله لن يقدر لك إلا ما هو خير لك ، وأن العبد قد يتمني أمورا يظنها خيرا وهي الشر ولا يدري ، وقد يبتعد عن أشياء يظنها الشر وهي الخير ولا يعلم قال تعالى : (وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون).
- إننا ننصحك -أخي الحبيب- ألا تستمع إلى عاطفتك وأن تتوقف فورا عن هذا السراب الخادع، افعل ذلك لله عز وجل، واقترب من الله صادقا في اللجوء إليه، وإذا كنت مستعدا للزواج اطرق البيوت من أبوابها وستجد بدل المرأة ألفا كلهن يطلبن من الله أن يرزقهن شابا صالحا مثلك، لكن من بين كل هؤلاء ستأخذ من قدرها الله لك وفيها الخير لأنها خيرة الله لا غير.
نسأل الله أن يبارك فيك وأن يحفظك وأن يقدر لك الخير حيث كان وأن يرضيك به.
والله المستعان.