السؤال
السلام عليكم
كل منا يرتكب الكثير من الذنوب، ومنا من يتوب ومنا حتى الآن هو غافل عما يفعل.
أنا مشكلتي أنني أرتكب الكثير من الذنوب، ولكني أريد العفو والسماح والمغفرة من الله، فماذا أفعل؟
أنا أسبح الله كثيرا جدا، لأنه على حد علمي أن (سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم) 100 مرة تغفر بها الذنوب ولو كانت مثل زبد البحر، ولكن الإحساس يراودني أن ذلك لا يجدي، وأني ما زلت أحمل ذنوبا كثيرة جدا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عمر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أهلا بك في موقعك "إسلام ويب"، وإنا سعداء بتواصلك معنا، ونسأل الله أن يحفظك من كل مكروه، وأن يقدر لك الخير حيث كان، وأن يرضيك به.
وبخصوص ما تفضلت بالسؤال عنه فإننا نحب أن نجيبك من خلال ما يلي:
- لا يخفاك –أخي- أن الإيمان يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية، وأن الذنوب وتتابعها تصير حاجزا بين العبد وبين طاعة مولاه، ولذلك فإن أول ما ندعوك إليه معرفة الأسباب التي تقودك إلى المعصية، والاجتهاد في إزالتها، واعلم أن من تمام التوبة الإقلاع عن الذنب، وأنت بالله معان متى ما استمسكت به وقطعت حبالك عن المعاصي وأهلها.
- الذنوب متعددة، والله خلقنا ويعلم ضعفنا، والواجب على من وقع في المعصية أن يبادر بالتوبة، فالله يقبل توبة التائبين ويصفح عنهم فهو الغفور الودود، ومن رحمته سبحانه أنه متى ما صدق العبد في توبته وأقلع عن الذنب يبدل الله ذنبه إلى حسنات، قال الله جل وعلا: (إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما).
من المبشرات التي تدفعك إلى تعزيز التوبة ما رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه: أنه سمع رسول صلى الله عليه وسلم يقول: ( إن عبدا أصاب ذنبا فقال: يا رب إني أذنبت ذنبا فاغفره لي، فقال ربه: علم عبدي أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ به فغفر له, ثم مكث ما شاء الله, ثم أصاب ذنبا آخر, وربما قال ثم أذنب ذنبا آخر فقال: يا رب إني أذنبت ذنبا آخر فاغفره لي: قال ربه: علم عبدي أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ به فغفر له, ثم مكث ما شاء الله, ثم أصاب ذنبا آخر, وربما قال ثم أذنب ذنبا آخر, فقال: يا رب إني أذنبت ذنبا آخر فاغفره لي: قال ربه: علم عبدي أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ به فقال غفرت لعبدي فليعمل ما يشاء).
- قيل للحسن البصري: يا أبا سعيد إن الرجل يخطئ ثم يتوب ثم يخطئ ثم يتوب ثم يخطئ إلى متى؟ قال: إلى أن ييأس الشيطان منه. ومعنى كلام الإمام البصري أنها معركة مستمرة، وأن الشيطان سيظل يحيك حباله عليك، ولا منجى لك ولا نجاة إلا باعتصامك بربك والتمسك به.
أخي الحبيب، إن لكل ذنب سببا دافعا إليه، فاجتهد في معرفة أسباب الذنوب، واعمد إلى أهل الصلاح من المسلمين، وتخير لك صحبة تقيك من شرور أهل الشر، واستعن بالله، واعلم أنك معان، وأكثر من الاستغفار ولا تنقطع عنه أبدا أخي الفاضل.
نسأل الله أن يحفظك وأن يبارك فيك، وأن يسترك.
والله المستعان.