بدأت أصلي وأفعل الطاعات وأريد أن أعرف الأعمال التي تقربني إلى الله

0 245

السؤال

مرحبا

أنا على فراش المرض، بدأت الصلاة قبل شهر، والحمد لله، أصلي في وقتها، أذهب بعض المرات إلى المسجد، أقول بعد الصلاة الأذكار (33) مرة: الحمد لله، والله أكبر، وسبحان الله.

أقول: أستغفر ربي وأتوب إليه (200) مرة في اليوم، وأصلي على النبي (10) مرات في اليوم، وأقرأ القرآن (2) حزب في اليوم، أو (4) على حسب الراحة والتعب.

أنا أتصدق -الحمد لله- صباح مساء على قدر المستطاع، وأقرأ القرآن صباح مساء، وأذكر الله صباح مساء، لكن أريد أعمالا إضافية في الصحيحين تكسبني حسنات، ولها فضل كبير عند الله، أنا أتصرف كما لو أني سأموت في هذه اللحظة.

أخبروني –أرجوكم- ماذا أقول قبل نومي؟ ماذا أقرأ قبل نومي؟ وفي النهار أذكار في الصحيح عن الرسول –صلى الله عليه وسلم-، وأعظم ما يقرب العبد لربه، أريد نصائح -جزاكم الله خيرا-.

الصدقة الجارية، هل ترك موقع دراسي تعليمي ينتفع به الناس صدقة جارية؟ وما أنواع صدقات جارية أخرى في نظركم لأفعلها؟

أريد أن أجمع حسنات تعوض عن سيئاتي، لم أزن يوما، لكن زنا عين وقول، نعم، لم أشرب خمرا، ولم أشرك، لكن لم أكن أصلي قبل سنتين، وقبلها كنت أصلي وأقطع.

أنا عبد لله، وأخافه جدا، وأحبه أيضا، وأريد أن أربح حسنات، وأن أعمل أعمالا يحبني الله بها، ويقربني إليه، فما هي؟

أرجوكم، وجزاكم الله خيرا -يا شيوخنا الكرام- وسأدعو لكم.

رمضان كريم تقبل الله منا ومنكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ زكريا حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلا بك في موقعك إسلام ويب، وإنا سعداء بتواصلك معنا، ونسأل الله أن يحفظك من كل مكروه، وأن يقدر لك الخير حيث كان، وأن يرضيك به، وبخصوص ما تفضلت بالسؤال عنه فإننا نحب أن نجيبك من خلال ما يلي:

أولا: نسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك، وأن يعافيك، وأن يحفظك من بين يديك ومن خلفك، وعن يمينك، وعن شمالك، ومن فوقك، ونعوذ بعظمة ربنا أن تغتال من تحتك، اللهم يا رب الناس، ويا مذهب البأس، اشف أنت الشافي، لا شافي إلا أنت، اشف أخانا شفاء لا يغادر سقما.

ثانيا: قبل أن نجيبك -أخي الحبيب- نورد إليك بعضا من أقوال حبيبك -صلى الله عليه وسلم- نرجو منك أن تقرأها، وأن تستحضر معانيها:
1- قال -صلى الله عليه وسلم-: (ما يصيب المسلم من نصب، ولا وصب، ولا هم، ولا حزن، ولا أذى، ولا غم، حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه).

2- عن أبي مسعود قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (ما من مسلم يصيبه أذى من مرض فما سواه إلا حط الله به من سيئاته كما تحط الشجرة ورقها).

3- عن أبي هريرة قال: لما نزلت: {من يعمل سوءا يجز به} بلغت من المسلمين مبلغا شديدا، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (قاربوا وسددوا، ففي ما يصاب به المسلم كفارة حتى النكبة ينكبها، أو الشوكة يشاكها).

4- قال جابر بن عبد الله أن رسول الله دخل على أم السائب فقال: (مالك يا أم السائب تزفزفين؟)، قالت: الحمى، لا بارك الله فيها. فقال: (لا تسبي الحمى، فإنها تذهب خطايا بني آدم كما يذهب الكير خبث الحديد) [مسلم]. ومعنى تزفزفين: ترتعدين.

5- عن أبي هريرة قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (ما يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في نفسه وولده وماله، حتى يلقى الله وما عليه خطيئة).

6- عن سعد بن أبي وقاص قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (ما يبرح البلاء بالعبد حتى يتركه يمشي على الأرض وما عليه خطيئة).

هذه بعض أحاديث حبيبك حتى تهون عليك ما نسأل الله أن يدفعه عنك بواسع رحمته.

ثالثا: جزاك الله خيرا على حرصك على مرضاة الله، وعلى حرصك على فعل ما يحبه الله عز وجل، وهذه همة نسأل الله أن يعينك على أداء شكرها، فليس كل مريض يوفق للطاعة، وليس كل مبتلى يوفق للعمل الصالح.

رابعا: بخصوص ما سألت، عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إن الله تعالى قال: من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه، ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، ولئن سألني لأعـطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه، وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن نفس المؤمن يكره الموت وأنا أكره مساءته}.

خامسا: وصيتنا لك -أخي الحبيب- بعد ما قرأت الحديث الفائت: لا تكف عن ذكر الله، هو عبادة خفيفة، عبادة اللسان، لن تجد فيها مشقة، وأجرها عظيم، فقد قال صلى الله عليه وسلم: (ألا أنبئكم بخير أعمالكم وأرضاها عند مليككم، وأرفعها في درجاتكم، وخير لكم من إعطاء الذهب والورق (الفضة)، ومن أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم؟، قالوا: وما ذاك يا رسول الله؟ قال: ذكر الله).

وعن عبد الله بن بسر ـرضي الله عنه- قال: (لما شكا الرجل حاله قال: يا رسول الله، إن شعائر الإسلام قد كثرت علي فأخبرني بأمر أتشبث (أتمسك) به، قال: لا يزال لسانك رطبا من ذكر الله).

وأخيرا: كل عمل خير تفعله تؤجر عليه، والموقع للتعليم جزء من الأعمال الخيرية، نسأل الله أن يبارك في عمرك، وأن يحفظك من كل مكروه، ونحن في انتظار مراسلاتك لنا، ودعواتك أيضا.

والله المستعان.

مواد ذات صلة

الاستشارات