أشعر باضطراب فظيع وضغط هائل في حياتي، فساعدوني

0 264

السؤال

السلام عليكم

أريد مساعدتكم، فأنا أشعر بتخبط فظيع، وضغط هائل في حياتي.

بداية: أنا مدير في شركة مرموقة، ودخلي عال، وأعاني من المشاكل في هذه المواضيع:
الصلاة: أنا لا أستطيع الصلاة إلا بصعوبة، فأسمع الأذان وأحس أني مكتوف الأيدي، وأحيانا بعدم الاهتمام أن تفوتني الصلاة فأهمل الصلاة، علما بأنه خلال رمضان الماضي استطعت المواظبة على الصلاة وصلاة التراويح والتهجد، وبعد انتهاء رمضان لم أستطع الصلاة أو قراءة القرآن (خلال رمضان الماضي لم أستطع ختم القرآن).

العمل: لم أعد أحب عملي، علما بأن مرتبي عال، ومنصبي مرموق في شركة كبيرة، ووصلت إلى مرحلة أني أكرهه وأتهرب منه، ولا أذهب إليه، بل لا أطيقه نهائيا، علما بأن ذلك أدى إلى سوء العلاقة مع مديري وزملائي في العمل، وأود لفت الانتباه أني أعمل في أي وظيفة عدة أعوام، ثم أريد الهروب منها بجميع الوسائل المشروعة وغير المشروعة.

التدخين: أنا مدخن، علما أني نادرا أتركه، لكن أعود إليه ثانية، والآن أدخن يوميا.

الأفلام الإباحية: أحيانا أصاب بانتكاسة، وأشاهد الأفلام الإباحية لكني أندم سريعا فأقلع عنها.

التنمية البشرية: أعرف دائما أني لا بد أن أطور نفسي من حيث المؤهلات العلمية، وأخلاقيا ودينيا، لكني أرسم الخطط ببراعة، ولا أستطيع التنفيذ، علما بأني عندما أصر على شيء؛ أفعله عن عدة تجارب.

علاقتي مع عائلتي: أستطيع القول إنها جيدة فيما عدا أني أحيانا لا أريد التحدث معهم أو التنزه، فأنا لا أحب الخروج من المنزل.

علاقتي مع الأصدقاء: ليس لي أصدقاء! علما بأني في الفترة اللاحقة أحاول أن يكون لي أصدقاء جدد.

وفيما يلي ملخص بأحداث يومي:
أستيقظ ولا أجد الرغبة في الذهاب إلى العمل، فأجلس في البيت أشاهد التلفاز، أو أذهب إلى القهوة، وأنا ألوم نفسي على الوضع الذي وصلت إليه، وأحاول أبحث عن مواقع التنمية البشرية؛ للخروج من مشاكلي، أو لأطور من نفسي، أو أبحث عن وظيفة جديدة، ثم أعود إلى البيت أتفرج على التلفاز، وألوم نفسي على وضعي، ثم أحدث عائلتي وأتفرج على التلفاز حتى الصباح، وأستيقظ متأخرا، ولا أذهب إلى العمل إلا في حالة الكارثة أو الخطر المحدق.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Ahmed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبا بك -أيها الكريم- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والشعور بالخلل والسؤال، ونسأل الله أن يعينك على الخير لكل الأحوال، وأن يعينك على طاعته ويحقق لنا ولك الآمال.

لا شك أن شعورك بالخلل هو أول خطوات السير نحو بلوغ العافية، كما أن رفضك لواقعك المبعثر دليل على الخير الذي يملأ جنبات نفسك، فاحمد الله، وأقبل على صلاتك، واستعن بالله؛ فالصلاة هي مفتاح الرزق وبوابة النجاح، وابتعد عن الشهوات ومواقع الفسق والشهوات، فالعلاقة بينهما وثيقة، قال تعالى: {فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوق يلقون غيا إلا من تاب...} وإذا أصلحت ما بينك وبين الله، وبدأت بالصلاة؛ فأبشر بالفلاح والنجاح، وتوفيق رب الأرض والسماء.

أما بالنسبة للانتظام في العمل، فتذكر عواقب التهاون، وتهيأ للعمل بالبعد عن السهر، وتذكر أن فرص العمل نادرة، وأن عواقب التهاون خطيرة، وإذا رزق الإنسان عملا فالدين والعقل والعرف يدعوه للحفاظ على الوظيفة، فكيف إذا كانت مرموقة؟!

وقد أسعدنا إقرارك بأنك بحاجة إلى تطوير نفسك ومهاراتك في جانب العمل، والحياة تمضي، ومن يتوقف يفوته القطار، ومن لم يزد شيئا كان زائدا على الدنيا، وعالة على أهلها.

وحافظ على صحتك بترك التدخين، واعلم أنه لا يزيد الأمر إلا سوءا، وفيه ضياع المال والصحة، وهو معصية لله، وفيه الضرر والضرار، والأذى الممتد للأهل والطفل والجار.

وابحث عن أصدقاء صالحين ناجحين، فإنهم عون على الخيرات، وما أعطي الإنسان بعد الإسلام أفضل من صديق حسن يذكره بالله إذا نسي، ويعينه على الخير إذا ذكر، ويشجعه ويدفعه للأمام إذا تكاسل أو انتكس، وقد عرف أهل النار أهمية الصديق فقالوا: {فما لنا من شافعين ولا صديق حميم}.

وحسن علاقتك بأهلك، واطلب مساعدتهم لك على الصلاة والعمل، والأخذ بيدك بعيدا عن الشهوات والمواقع التي تبث الخبث والمنكرات، وأهلك هم أحرص الناس على مصالحك.

وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه والمحافظة على ذكره وشكره وحسن عبادته، وعليك بقراءة الرقية الشرعية على نفسك، ونقترح عليك عرض نفسك على راق شرعي يقيم الرقية على قواعدها الشرعية، وضوابطها المرعية، وثق بأن الشفاء من الله، وأن التوفيق بيد الله، وما عند الله من توفيق وخير لا ينال إلا بطاعته.

لقد أسعدنا تواصلك، ونتشرف بمتابعة قضيتك، ونسأل الله أن يعينك ويوفقك، ويبعث في نفسك النشاط ويؤيدك، وأن يرفع درجتك ويحفظك.

مواد ذات صلة

الاستشارات