هل يتأثر الجنين صحيا أو نفسيا بما تعانيه أمه؟

0 206

السؤال

السلام عليكم

بارك الله فيكم على خدمتنا، والإجابة عن استفساراتنا.

أنا حامل في نهاية شهري الثامن، وبقي أسبوع وأدخل الشهر التاسع، ليس لدي مشاكل في الحمل -ولله الحمد-، لكن لدي مشكلة أني متزوجة من رجل معدد، وهو يستفزني، وأنا أبكي كثيرا كثيرا، وأصرخ، وأصبحت عصبية جدا لدرجة أن قلبي ينبض بقوة، ولم يقدر أنني في أشهر الحمل، وأحتاج معاملة أفضل من أي وقت مضى، وخائفة جدا على طفلي الذي في أحشائي، خائفة جدا أن يتأثر صحيا بما أعانيه من نوبات بكاء على مدى أشهر حملي، ومنذ بداية حملي وأنا على هذا الحال؛ يوم جميل، وباقي الأيام مرة وحزن وبكاء.

هل سيؤثر ذلك على جنيني؟ لا أريد أن يصيبه مكروه، حتى لو لزم الأمر أن أذهب بعيدا عن زوجي؛ لأرتاح قليلا وأهدأ، أرجوكم طمئنوني على طفلي، هل سيتأثر صحيا أو نفسيا بما أعانيه؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ملاك حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نشكر لك كلماتك الطيبة, ونسأل الله عز وجل أن يصلح ما بينك وبين زوجك, ويجب على كل منكما أن يعلم بأن الحياة الزوجية لا تستقيم من دون وجود التسامح والتنازل بين الزوجين, فالتنازل مبدأ أساسي وهام في ديمومة العلاقة الزوجية, فليس المهم حدوث الخلاف بينكما, بل هذا أمر طبيعي جدا، ويحدث بين كل الأزواج, وليس المهم من يكون محقا في كلامه أو رأيه حين نشوب هذا الخلاف, فكلنا بشر قد نصيب وقد نخطئ, لكن المهم والمهم جدا هو أن لا تسمحا لهذا الخلاف أن يتطور, أو أن يولد النفور والفرقة -لا قدر الله-.

لذلك احذري -يا ابنتي- لأن الشيطان يتسلل من خلال هذه الخلافات التي لا يتم التعامل معها بحكمة وتعقل, وهي تشكل مدخلا من مداخله, فسارعي إلى إغلاق هذه المداخل, وكوني المبادرة دائما في التسامح والتنازل, فبذلك ستكونين قدوة لزوجك, وستجدين بأنه سيحذو حذوك بعد ذلك, وتأكدي بأن هذا لن يكون ضعفا منك, بل هو رقي ونضج في التفكير, فأنت بذلك ستكونين قد حافظت على سعادة بيتك, والأهم هو أنك قد أرضيت رب العالمين -عز وجل- الذي أراد أن يكون الزواج سكينة ومودة.

وأحب أن أطمئنك -ولعل هذا أن يريحك ويهدئ من غضبك- بأن ما يحدث عندك من انفعالات وحزن خلال أو بعد المشاجرات هو أمر عابر, لا يتأثر منه الجنين -بإذن الله تعالى- فهنالك آليات عديدة في جسم الأم وفي المشيمة، وحتى في جسم الجنين تحمي الجنين في الظروف الصعبة سواء النفسية أو الجسدية, ولك أن تتخيلي مثلا بعض الظروف القاسية التي تمر على النساء الحوامل كالحروب والمجاعات والكوارث الطبيعية, ومع ذلك فإن الحمل عندهن يكمل بشكل طبيعي، ويلدن أطفالا أصحاء, والمهم هو أن تتناول الحامل كمية كافية من الطعام, وقسطا كافيا من الراحة.

اطمئني ثانية؛ فالحمل عندك لم ولن يتأثر من ضغوط ومشاكل الحياة من أي نوع كانت -بإذن الله تعالى-.

نسأله -عز وجل- أن يتم لك الحمل على خير.

مواد ذات صلة

الاستشارات