السؤال
السلام عليكم
أنا شاب بعمر 32 سنة، قمت منذ مدة بخطبة فتاة من أهلها، واستمرت فترة الخطوبة 3 سنوات، ثم قررت هذه الفتاة فسخ الخطوبة، بدعوى أني لم أكن صريحا معها، وأني ماطلتها كل هذه المدة.
عند مطالبتي لها بإرجاع الشبكة وهداياي رفضت، واتهمتني أني أنا الذي فسخت الخطوبة، بما أني انقطعت عن زيارة أهلها والتكلم معهم، وأن هذه الشبكة هي ثمن كل هذه المدة، وثمن كذبي عليها، وأني سأقوم ببعض الأسحار على الشبكة، وقالت هذا لربح مساندة عائلتها لها.
أفيدوني جزاكم الله خيرا، من حق من تكون الشبكة في هذه الحالة؟ وما الدليل من الكتاب والسنة لأحاججها وعائلتها.
بارك الله فيكم، وجزاكم كل خير.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -ابننا الكريم- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يوفقك ويصلح الأحوال، وأن يهديكم لأحسن الأخلاق والأعمال، وأن يحقق في طاعته الآمال.
ليس في طول فترة الخطبة خير، والمتضرر الأكبر من التأخير الفتاة وأهلها، رغم أنه لم تتضح لنا أسباب التأخير إلا أن الواحد منا لا يرضى ذلك لأخواته وبناته، فكيف نرضاه لبنات الناس.
حبذا لو وصلتنا تفاصيل عن كل ما حصل، وهل حصل منك انقطاع وإهمال؟ وما هي العوائق؟ وهل هناك أمل في إعادة الأمور إلى نصابها؟
أما بالنسبة للشبكة فإنها من حق الرجل طالما كان الرفض من طرفها، وليس له أن يطالبها بالأشياء المستهلكة كثياب وطعام ونحو ذلك من الهدايا.
أرجو أن تعلموا أن عرف الناس في هذه الأمور له اعتبار من الناحية الشرعية.
هذه وصيتنا لكم بتقوى الله، ونتمنى أن تصححوا الأوضاع؛ فإن عجزتم فلا بد أن يكون الفراق بإحسان، ولا تنسوا الفضل بينكم، وإذا كان بالإمكان التنازل عن الشبكة فإننا ندعوك لذلك، كما نتمنى أن تبقى المواقف الطيبة من أهلها دافعا وحافزا لك على ترك الفجور في الخصومة.
من الفلاح للإنسان أن يخرج من الدنيا دون أن يظلم أحدا، وأهل الإيمان يتجنبون أذية الآخرين، ويتجنبون مجرد التفكير في الذهاب للسحرة والمشعوذين؛ لأن مجرد الذهاب إليهم لا تقبل لمن يذهب صلاة أربعين يوما، فإن ذهب إليهم وصدقهم فهذا كفر بالرسول عياذا بالله.
سعدنا بتواصلكم، ونوصيك بأن تدير الأزمة انطلاقا من قواعد وثوابت الدين، واعلم أن الإنسان يندم على الاستعجال ولكنه لا يندم على التأني.
نسأل الله أن يقدر لك ولها الخير ثم يرضيكم به.