كيف أسترجع زوجي بعد أن وقع في قصة غرامية؟!

0 728

السؤال

بعد أن ضاقت بي السبل لم أجد إلا أن أسأل ذوي الخبرة بعد الله عز وجل، فمنذ ما يقارب الشهرين أخبرني زوجي بأنه قد أقام علاقة حب مع فتاة منذ ما يقارب العام، وجدها بإحدى العيادات، حيث كان يذهب إلى العلاج، كل هذا وأنا غافلة ولا أدري بما يحصل من حولي! وإن كانت هناك علامات على خيانته المشئومة، وعلى أثرها أخبرني بأنه على أتم الاستعداد للتضحية بي وبأطفالي في سبيل أن يتزوج بعشيقته إن طالبه أهلها بذلك! فهو في أتم الاستعداد لتطليقي، متناسيا بذلك كل التضحيات التي قدمتها له، ضاربا بذلك خمس سنين من العشرة الزوجية!

لا أخفي عليكم بأنه كانت بيننا مشاكل، ويشهد المولى بأني حاولت مئات المرات كي أصلحها، ولكنه لم يكن يتقبل مني شيئا؛ لأنه كان يشغل قلبه حب امرأة أخرى، رضيت عليها نفسها المريضة أن تشتت بيتا، وتراود زوجا عن زوجته بالحرام! زوجي لا يقربني، وإن صار فإنه يتعمد أن يتم الإنزال خارجا بدون رضاي طبعا! عندي لكم ـ يا إخوتي ـ أسئلة تكونون مأجورين إن شاء الله لو أجبتموني عليها!

السؤال الأول:
قد حاوت مرارا وتكرارا بعد أن تجرأ زوجي وأخبرني بقصة غرامه أن أثنيه عن فكرة الزواج بهذه الفتاة التي لا تصلح له دينا ولا في دنياه، فما ابتدأ بالخطأ فسوف ينتهي بغلطة يكون مصيرها شقاءه؛ لأنه ظلم إنسانة بغير وجه حق! لا أعرف: أأطلب الطلاق لأن زوجي يكره حتى النظر بوجهي، ليس لشيء ولكنه واقع في الغرام المحرم، وقد طلبت منه مرارا أن يصلي ركعتين طلبا لمغفرة الله والتوبة على ما بدر منه؟

السؤال الثاني: زوجي هجرني في الفراش منذ أن تعرف إلى عشيقته، والآن يمارس معي طريقة العزل بدون موافقتي، بذريعة أنه لا يريد مني أطفالا! لا أدري ماذا أفعل! وهل يعتبر زوجي مذنبا بحقي؟ حيث أني وكلت أمري إلى المولى عز وجل، وأنا راضية بما قسمه الله لي!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ يتيمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلا وسهلا ومرحبا بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلا، أن يفرج كربتك، وأن يقضي حاجتك، وأن يرد إليك زوجك ردا جميلا، وأن يغفر له ويتوب عليه.

وبخصوص ما ورد برسالتك، فالذي حدث مع زوجك ما هو إلا صورة مصغرة من شؤم الاختلاط غير المنضبط، الذي ينادي به الكثير من الناس مع الأسف الشديد دون النظر لعواقبه، فشؤم المعاصي لا حصر له ولا تصور لحدوده، فكم من دول أبيدت ومحيت من الوجود بسبب معاصيها، وكم من أعزة أذلهم الله بسبب المعاصي، وكم من أصحاء أقوياء حرمهم الله نعمة الصحة والعافية بسبب المعاصي، وكم من بيوت عامرة سعيد أهلها تحولت إلى خرابات وأطلال وأنقاض بسبب المعاصي، وهذا هو الاختلاط وإطلاق النظر والكلام المحرم أدى بزوجك إلى استعداده للتضحية بأسرته وأولاده من أجل شهوة محرمة ونزوة عابرة.

لذا أقول لك أختي الكريمة: أنت صاحبة الحق، وأنت الزوجة الشرعية التي أعطاها الله الحق وحدها في زوجها، فأنصحك بعدم التخلي عن حقك تحت أي ظرف من الظروف، وثقي في الله الذي قال: ((وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا))[الإسراء:81]، فالمسألة مسألة وقت فقط، وعما قريب سيفيق زوجك من غفلته وسكره ليرى أنه قد خسر كثيرا ولم يحقق إلا الحسرة والندامة، فلا تتعجلي النتائج، ولكن عليك بشيء مهم جدا، وهو حسن المعاملة والطاعة، وعدم المعارضة، وإنما استخدمي سلاح الأنوثة، فتزيني له، وتجملي له أكثر من الأول، واستخدمي العبارات العاطفية، والكلمات الرنانة، وأكثري من استخدام عبارات الحب والغرام، وهذا ليس فيه مخالفة شرعية؛ لأنه زوجك وأنت زوجته، انتظريه حتى يحضر، ولا تنامي قبل حضوره، وأخري طعامك لتأكلي معه، فاجئيه بتغيرك، ولا تقولي له: إنني أفعل ذلك حتى ترجع إلي، ولا تستخدمي عبارات الضعف، وإنما اجعلي الأمر عاديا جدا، وقطعا سوف يستغرب من ذلك، فلا تعلقي بأكثر من قولك هذا فعل وواجب علي كما أمرني الله تعالى، وسامحني في تقصيري السابق، ولا تفكري أبدا في طلب الطلاق؛ لأن هذا هو عين الهزيمة، وهو ما يريده هو التفرغ لعشيقته، تحملي قذفه خارج المحل، ولا تنكري عليه ذلك، وكأن الأمر عادي جدا أمامه.

اجعلي بيتك جنة، زينيه بالورود والمناظر الجميلة إن استطعت، والبسي لزوجك ما يمكنك من ملابس خاصة وعامة، وطيبي غرفه النوم خاصة السرير، واهتمي بنفسك على قدر استطاعتك، ونومي الأطفال قبل قدومه مساء حتى تتفرغي له، وفوق ذلك كله لا تغفلي سلاح الدعاء، فإنه لا يرد القضاء إلا الدعاء، وأنا واثق من أن النهاية ستكون في صالحك إن شاء الله، وسيرجع إليك بإذن الله، وستكون حياتكما أسعد حياة، بشرط أن تجتهدي في معرفة سبب الخلاف بينكما، وتحاولي معالجة السبب؛ لاحتمال أن يكون الخلاف هو السبب الرئيسي لانصرافه عنك وأنت لا تدرين، وعليك بالدعاء الدعاء، خاصة في أوقات الإجابة، مع الأخذ بالأسباب المذكورة، وعما قريب سوف تبشرينا بعودة المياه إلى مجاريها بإذن الله.

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات