أشعر بعدم الارتياح لخطيبي وأتمنى فسخ الخطبة، ماذا أفعل؟

0 375

السؤال

أرجوكم أفيدوني، أنا مخطوبة منذ سنة ونصف، ومن بعد الخطوبة بشهر بدأت أشعر بعدم ارتياح، وأتمنى فسخ الخطبة، ولكني لم أقو على ذلك خاصة وأني دائما لا أستطيع المواجهة، وعشت هذه السنة والنصف هكذا، فترة أرتاح، وفترة غير مرتاحة، بل وأحيانا أبكي، ومعظم خلافاتنا كانت أنه يريد أن يمسك يدي، فنتشاجر، لكنه انتهى عن ذلك الآن، أو أنه لا يفكر في مستقبله، وبعد سنة من خطبتنا واجهت الجميع: أني لا أريد الاستمرار. ووجدت كل أهلي ضدي، شجار وتعنيف، وقالوا لي: إن هذا من البطر، وأن الله سينتقم مني، فخفت وراجعت نفسي، وأعطيت نفسي فرصة أخرى، وبعدها ارتحت قليلا، ولكني عدت لما كنت عليه؛ أبكي باستمرار، وأدعو الله أن يصرفنا عن بعض بالحسنى، وأن يسبب الأسباب، وأصلي استخارة كثيرا.

أنا صليت الاستخارة قبل خطبتنا، وأصليها طول فترة الخطوبة، ولكني الآن بجانب الاستخارة أدعو دوما أن يصرفنا الله بالحسنى، فهل علي أن أستمر بالدعاء؛ لأني لا أعلم الخير أين؟ وأتركها على ربنا، لو خيرا أننا نكمل؛ أكمل وأنا مخنوقة، أم أن هذا يعتبر تواكلا والمفروض أني آخذ خطوة طالما وصلت لهذه المرحلة؟

علما بأن الرجل محترم، ويحبني هو وأهله، وأهلي يحبونه كثيرا، ولكني أفتقد أشياء كثيرة في شخصيته، كالقيادة، والطموح، والعمل التطوعي، واتخاذ القرارات، واستقلال الشخصية، وأخاف أن يعاقبني الله.

كذلك أخاف من المجتمع ونظرته، خاصة أنه ليس هناك سبب جوهري، وكلها أسباب غير ملموسة لا يفهمها المجتمع الذي لا يقتنع إلا في خلاف حول الشبكة أو القائمة، فهل أستمر بالدعاء وأتركها لله يختار لي الخير حتى لو استمررت بإحساس الخنقة أم أن هذا يعتبر تواكلا، وعلي باتخاذ خطوة؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ sara حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابنتنا الكريمة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يوفقك ويصلح الأحوال، وأن يقدر لك الخير ويحقق الآمال، وأن يهديك وزوجك لأحسن الأخلاق والأعمال.

طالما كان خطيبك طيبا، وهو يحبك، ومحبوبا عند أهلك، وأهله يغمرونك بحبهم؛ فلا تفرطي فيه، واعلمي أن المهم هو حصول الارتياح في البداية؛ لأن التلاقي بالأرواح، وهي جنود مجندة، ما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف، وتذكري أن الشيطان لا يريد لنا الزواج والحلال، كما قال ابن مسعود -رضي الله عنه-: "إن الحب من الرحمن، وإن البغض من الشيطان، يريد أن يبغض لكم ما أحل الله لكم..." فلنعامل عدونا بنقيض قصده.

لا يخفى على أمثالك من الفاضلات أن الكمال لله، ونحن بشر، والنقص يطاردنا، ومن الذي ما ساء قط، ومن له الحسنى فقط، فاقبلي من خطيبك ما فيه من الإيجابيات، واحمدي عليها رب الأرض والسموات، واجتهدي في اكتشاف نقاط القوة عندك، وطوري مهاراتك، وكوني واقعية، وتأقلمي مع وضعك، وتكيفي مع خطيبك، وثقي بأن أهلك أحرص الناس عليك، وأن محارمك الرجال أعرف منك بالرجال، ورضاهم عن خاطبك وحب أهلك له نعمة من الكريم المتعال.

هذه وصيتنا لك بتقوى الله، واستمري في الدعاء حتى ييسر ربنا الأمور، ويقدر لك الخير، ثم يرضيك به، واعلمي أن الاستخارة مكانها عندما يحتار الإنسان فلا يتبين له الخير ولا الصواب، وهي طلب للدلالة إلى الخير ممن بيده الخير سبحانه.

قد أسعدنا تواصلك، ونؤكد لك أن المرأة الناجحة تبعث في زوجها الهمة، وتدفع به للقيادة والمقدمة، ووراء كل عظيم امرأة، ونتشرف بمتابعة أمرك فأنت في مقام بناتنا، ونؤيد إكمالك للمشوار، واسألي الله توفيقه والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات