أحس بالذنب لأنه أساء الظن بأخيه، فما نصيحتكم له؟

0 264

السؤال

السلام عليكم

كان هناك شخص يتحدث إلى شخص آخر على الشات، وكان يرسل له رسائل ولا يرد، فالشخص الأول هذا بعث له رسالة يقول: لماذا لا ترد على الرسائل أنت تظن نفسك من؟! ولم يشتمه أو يغلط فيه، فبعث الآخر له رسالة أن الشات عنده به عطل، وكان لا يستطيع الرد على الرسائل هذه، فندم الشخص الأول على ظلمه للآخر، فهو لا يحب أن يظلم أحدا أبدا، ويخاف من الله كثيرا جدا، ولا يؤذي أحدا، ومجد في عمله.

لا يعرف كيف يتخلص من عقده هذا الذنب، لأنه لا يستطيع طلب السماح والكلام مع هذا الشخص، أرجوكم، ماذا يفعل؟ لأنه أصبح مشتت الضمير بسبب هذا الموضوع، وكل ما يريده هو عفو الله عنه.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ahmed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نسأل الله أن يبارك فيك، وأن ينفس عنك ما تجد، وأن ييسر بقدرته ما كان عسيرا على خلقه، وأن يلهمك طريق الصواب، وأن يرشدك إلى الحق، وأن يأخذ بناصيتك إليه.

أما بخصوص ما تفضلت به فإنا نحب أن نجيبك من خلال ما يلي:
- بارك الله في أخيك، وإنا نوصيك به خيرا، فمثل هذا الشاب يرجى له الخير، إن شاء الله تعالى.
- ما دفعه إلى ما قاله هو سوء الظن، وإنا نوصيه أن يحسن ظنه بالمسلين، وأن يلتمس للجميع الأعذار، وأن يتذكر ما أثر عن الإمام الشافعي رحمه الله الإمام الشافعي:

تأن ولا تعجل بلومك صاحبا* لعل له عذرا وأنت تلوم.

يكثر من قراءة تراجم أهل العلم في هذا الشأن، وكيف كانوا يفسرون الأمور على أفضلها وأحسنها، ومن ذلك ما ذكره أبو نعيم الأصبهاني عن موقف جميل بين الإمام الشافعي وتلميذه الربيع بن سليمان، وفيه أن الربيع قال: مرض الشافعي فدخلت عليه. فقلت: يا أبا عبدالله، قوى الله ضعفك، فقال: يا أبا محمد لو قوى الله ضعفي على قوتي أهلكني!
قلت: يا أبا عبد الله ما أردت إلا الخير.
فقال: لو دعوت الله علي لعلمت أنك لم ترد إلا الخير!
ولله در جعفر بن محمد حين قال:(إذا بلغك عن أخيك الشيء تنكره فالتمس له عذرا واحدا إلى سبعين عذرا، فإن أصبته وإلا فقل: لعل له عذرا لا أعرفه).

- إننا لا نرى ضرورة لإخبار الأخ لصديقه ما حاك في نفسه، وهو لم يخطئ فيه الخطأ الذي يستوجب عليه التوبة منه، ولذلك لا ننصحه بمشافهة أخيه في هذا الأمر، ويكفيه أن يدعو له بظهر الغيب أو يشركه معه في عمل صالح دون أن يخبره بذلك.

بشر أخانا بارك الله فيه بأن الخير ينتظره ما دام قلبه يقظا، نسأل الله أن يحيي قلوبنا بذكره.

والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات