السؤال
السلام عليكم.
زوجي لا يصلي منذ ثلاث سنوات، علما أنه كان محافظا عليها، وفي المسجد، وفي وقتها، هو إنسان طيب، ويخاف من الله، لكنه لا يصلي إلا الجمعة، أنصحه دائما وأذكره بها مع كل أذان، وأذكره بعقوبات تارك الصلاة، يغضب مني، ويفتعل مشكلة بسبب هذا الموضوع، ونتخاصم، فيقول أنه سوف يصلي، ولا يفعل.
وهو أيضا مديون، وأنا أراعي ظروفه، علما أن حياتنا ميسورة الحال، لكن إذا سألته عن وضع الدين وأمواله يهاجمني، ويدعي عدم الاستطاعة، ويرفض النقاش في الأمر، علما أنه لم يكن عصبيا هكذا من قبل.
ماذا أفعل ليعرف أخطاءه؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فاطمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نشكرك على تواصلك مع موقع الشبكة الإسلامية، ونسأل الله أن يصلح الحال، ومما يمكن أن نشير به عليك ما يلي:
- بداية نشكرك على حرصك على نصح زوجك، وأنصح بالصبر واحتساب الأجر عند الله تعالى، والاستمرار في النصح برفق ولين، مع اختيار الوقت المناسب للنصيحة.
- ومما يمكن أن تنصحي به زوجك، أن تبيني له منزلة الصلاة في الإسلام؛ فالصلاة أعظم أركان الإسلام بعد الشهادتين، قال تعالى: {فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم إن الله غفور رحيم}[التوبة:5]، وعن عبد الله بن عمر عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، وأقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت، والصلاة أفترضها الله على سائر رسله وأنبيائه، قال تعالى عن إبراهيم عليه السلام: {ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون} [إبراهيم:37]، قال تعالى لموسى عليه السلام: {إنني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني وأقم الصلاة لذكري} [طه:14]، وقال عن إسماعيل: {واذكر في الكتاب إسماعيل إنه كان صادق الوعد وكان رسولا نبيا وكان يأمر أهله بالصلاة والزكاة وكان عند ربه مرضيا} [مريم:54]، وفي يونس: {فلولا أنه كان من المسبحين * للبث في بطنه إلى يوم يبعثون} [الصافات:143-144]، وفي حق شعيب: {قالوا يا شعيب أصلاتك تأمرك أن نترك ما يعبد آباؤنا أو أن نفعل في أموالنا ما نشاء إنك لأنت الحليم الرشيد} [هود:87]،
وأمرنا بالمحافظة عليها، قال تعالى:{حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين} [البقرة:238].
أوجبها الله على كل حال، ولم يعذر بها مريضا، ولا خائفا، ولا مسافرا، ولا غير ذلك، إلا المرأة إذا كانت حائضا أو نفساء، والصلاة أول ما يحاسب عليه العبد من عمله، فصلاح عمله وفساده بصلاح صلاته وفسادها، فعن أنس بن مالك عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: إن أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة من عمله: صلاته، فإن صلحت، فقد أفلح وأنجح، وإن فسدت، فقد خاب وخسر، فإن انتقص من فريضته شيئا، قال الرب تبارك وتعالى: انظروا، هل لعبدي من تطوع؟ فيكمل بها ما انتقص من الفريضة، ثم يكون سائر عمله على ذلك.
والصلاة آخر وصية أوصى بها النبي -صلى الله عليه وسلم- أمته، فعن أم سلمة قالت: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يقول في مرضه: الصلاة الصلاة, وقد ذم الله المضيعين لها والمتكاسلين عنها، قال تعالى: {فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا} [مريم:59], وقال: {إن المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى يرآؤون الناس ولا يذكرون الله إلا قليلا} [النساء:142].وقال تعالى {في جنات يتساءلون * عن المجرمين * ما سلككم في سقر * قالوا لم نك من المصلين} [المدثر:40-43].
بل إن ترك الصلاة مطلقا كفر بالله تعالى لما ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: بين الرجل وبين الكفر ترك الصلاة رواه مسلم، وقال: بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة, وقال أيضا : ليس بين العبد وبين الكفر إلا ترك الصلاة, وعن بريدة بن الحصيب قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: العهد الذي بيننا وبينهم: الصلاة، فمن تركها فقد كفر، وقال عمر رضي الله عنه: "لا حظ في الإسلام لمن ترك الصلاة"، وقال سعد وعلي بن أبي طالب -رضي الله عنهما-: "من تركها فقد كفر".
وقال عبدالله بن شقيق:رحمه الله "كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم لا يرون من الأعمال شيئا تركه كفر إلا الصلاة".
وأخيرا: أتمنى أن تكوني قريبة جدا من زوجك، وأكثري من الدعاء له في ظهر الغيب، وحاولي معرفة معناته، فلعله أذنب ذنبا حرمه الله به من العبادة والطاعة، فانصحيه أن يكثر من التوبة والاستغفار، والصدقة، أو لعله ابتلى بمرض من عين حاسد أو مس أو سحر، فهذه الأمراض الخبيثة تجعل من ابتلي بها متثاقلا عن الطاعات، ولا يحب أن ينصح بها، ويكون مزاجه فيه حده، فهو بحاجة إلى الرقية الشرعية، ويمكن أن تاخذي عسلا ويقرأ عليه الفاتحة وآية الكرسي والمعوذات، ثم يهدى له لتناوله، وبإذن الله يذهب عنه ما به.
كان الله في عونك.