السؤال
السلام عليكم.
أنا متزوجة، وعندي طفلان، في الماضي قمت بخيانة زوجية، وهذا بسبب خيانة زوجي لي! ولحد الآن هو يخونني، ولكنني منذ 3 سنوات إلى الآن وأنا تائبة إلى الله، وأخاف من الحساب يوم القيامة، وإنني الآن أصلي، وأصوم، وأصبحت متحجبة من خوف الله، ومتدينة كثيرا، وأحاول أيضا أن أغير زوجي، وأرشده إلى طريق الحلال، ولكن مشكلتي تبدأ هنا، فإنني بعد ما هداني الله، ورغم استغفاري كل دقيقة، وتوبتي، فإنني أخاف من عذاب الله يوم الحساب!
ثانيا: فإن الفعلة التي فعلتها في الماضي تأتي في بالي كل دقيقة، فأنا أتعب نفسيا من هذه الأفكار! وثالثا: فأنا أشعر بذنب كبير تجاه زوجي، فإنني غير مرتاحة في حياتي الزوجية لأنني خنت زوجي، فإنني في البيت أتعارك مع زوجي كثيرا لسببين: أولا ـ لأنه يخونني، ويقول بأنه لن يخونني مرة أخرى، ولكن يرجع إلى خيانته مرة أخرى، والسبب الثاني هو أني فعلت الخيانة، وندمت وتبت، ولكن هذه الخيانة دمرت حياتي الزوجية؛ لأنني أعيش في رعب وخوف في قلبي! وأريد أن أقول لزوجي كل شيء عن خيانتي في الماضي لكي يرتاح فكري وضميري، وأتحمل كل ما يفعل بي زوجي، فإنني في أسوأ حالة نفسية، أريد أن يقتلني زوجي، وأرتاح، فأرجو أن تساعدوني على حل مشكلتي.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمل حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلا وسهلا ومرحبا بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يغفر لك، وأن يتوب عليك، وأن يبدل سيئاتك حسنات، وأن يذهب عنك كيد شياطين الإنس والجن.
وبخصوص ما ورد برسالتك، فإن ما تشعرين به إن دل على شيء فهو يدل على سلامة قلبك وصفاء معدنك، وأنك لست من المجاهرين بالمعصية أو الراغبين فيها والباحثين عن النزوة الحرام، وإنما ما حدث منك كان عبارة عن نقطة أو لحظة ضعف ونزوة عبارة، ثم من الله عليك بالتوبة والعودة إليه، إلا أن ضميرك نظرا لأنه لم يمت فهو ما زال يسبب لك تلك الآلام المبرحة، وقد يكون هناك استغلال من الشيطان لهذه الفرصة حتى يفسد عليك حياتك من باب أنك خائفة، ومثلك لا تستحق أن تكون زوجة محترمة وأما لأولاد...وهكذا؛ حتى يدمر ما بقي من حياتك، لذلك لابد لك أختي أمل من وقفة قوية ومؤثرة مع هذه الهواجس، حتى تتوقف أو تقل عما هي عليه الآن، فيجب عليك أن تعلمي أن الندم توبة، وأن من تاب تاب الله عليه، وأنك ما دمت قد أقلعت عن هذه المعصية وأصبحت تكرهينها وتكرهين مجرد تذكرها، فهذا يدل إن شاء الله على قبول توبتك، وأن المعصية ربما تكون سببا في إدخالك الجنة ورضوان الله عليك، فكما قال بعض العلماء: رب معصية أورثت ذلا وانكسارا خير من طاعة أورثت عزا واستكبارا، فأبشري بخير، ولا تيأسي من رحمة الله، واجتهدي في الطاعة والعبادة، والإكثار من الاستغفار، واسألي الله أن يخفف عنك ذكرى هذا المعصية، ولا يجوز لك شرعا أن تخبري زوجك بما حدث معك لا هو ولا غيره ما دام أن الله قد ستر عليك، فكيف تفضحين نفسك؟ وربما يستغل زوجك اعترافك بأن يسرف في المعاصي أكثر مما هو عليه، فتكوني بذلك قد أفسدته أكثر من فساده الذي هو فيه، فواصلي نصحه وتذكيره وتخويفه بالله، واجتهدي في ذلك، وأكثري من الدعاء له أن يتوب الله عليه، وأن يقلع عن هذه المعاصي كما أقلعت أنت، وهذا ليس بالمستحيل، وإنما إذا لمس الله من العبد صدق نيته أعانه ووفقه وأخذ بيده، وانتشله من أوحال المعاصي إلى نقاء الإيمان وطهارته وعفافه.
فاستعيني بالله، ولا تستلمي لهذه الهواجس، وأكثري من الدعاء، وسيعافيك الله قريبا إن شاء الله.
وبالله التوفيق.