كيف أتخلص من أخلاقي السيئة وأصبح ناجحة في حياتي؟

0 230

السؤال

السلام عليكم

أنا طالبة عمري 18 سنة، في آخر سنة في المدرسة، أعاني من مشاكل عديدة، فأنا لا أصلي، ولست بارة بأمي، وعصبية، أقضي معظم وقتي على الموبايل، رسبت هذه السنة، وأشعر بالفشل، فماذا أفعل؟

شكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ السائلة حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

بداية أشكرك على صراحتك، وكونك اعترفت بمشاكلك فهذا يعني أنك تمتلكين بذرة طيبة صالحة في داخلك، تجعلك تشعرين بالندم والأسف والرغبة في تصحيح المسار، وتقويم السلوك، وما عصبيتك وفشلك ورسوبك في السنة الدراسية، إلا نتيجة لما ذكرته من عقوقك لوالدتك، وهجرك للصلاة، وقضاء ساعات طويلة على الجوال.

أبدأ معك مع مشكلة عدم برك لأمك: تذكرين أن أمك لها الكثير من الأفضال عليك، وليس من الحكمة بمكان أن تردي الإحسان بالإساءة، ولا المودة والمحبة بالعقوق، لأي سبب كان، لذلك عليك أن تجلسي مع نفسك، وتسترجعي مواقفك السيئة مع أمك وتعملي على التكفير عنها، بالتودد إليها، والتقرب منها، أخبريها أنك تريدين أن تفتحي معها صفحة جديدة، وأن تتلطفي معها حتى تعفو عنك وترضى وتصفح، عامليها بالإحسان ، وبالكلمة الطيبة، ساعديها في أعمال المنزل، وكل ما تحتاج إليها دون أن تطلب، ابحثي ما هي أكثر الأشياء التي تسعدها وتدخل السرور إلى قلبها والتزميها، وما هي الأشياء التي تغضبها فتجنبيها، وتذكري أن الجنة تحت قدميها، ولا يشم رائحة الجنة عاق، تذكري أن رضاها بوابتك إلى النجاح والتوفيق والانشراح، وغضبها مغلاق لكل خير وفلاح، تذكري أن ما تزرعينه الآن مع أمك ستحصدينه مع أولادك في المستقبل؛ إن زرعت برا ستحصدين برا، وإن زرعت عقوقا فستحصدين كذلك.

عن عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما-، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "رضا الله في رضا الوالدين، وسخط الله في سخط الوالدين" (رواه الترمذي وصححه ابن حبان).

عن أبي هريرة قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-"رغم أنفه، رغم أنفه، رغم أنفه" قيل من يا رسول الله؟ قال"من أدرك والديه عند الكبر أحدهما أو كليهما ثم لم يدخل الجنة" (رواه مسلم).

المشكلة الثانية: هجرك للصلاة: فهي عمود الدين، ومن أهم أركانه، وهي كما يقول ابن القيم -رحمه الله تعالى-:

"فاعلم أنه لا ريب أن الصلاة قرة عيون المحبين، و لذة أرواح الموحدين، و بستان العابدين ولذة نفوس الخاشعين، ومحك أحوال الصادقين، و ميزان أحوال السالكين، وهي رحمة الله المهداة إلى عباده المؤمنين.

هداهم إليها، وعرفهم بها، وأهداها إليهم على يد رسوله الصادق الأمين، رحمة بهم، وإكراما لهم، لينالوا بها شرف كرامته، والفوز بقربه لا لحاجة منه إليهم، بل منة منه، وتفضلا عليهم، وتعبد بها قلوبهم وجوارحهم جميعا، و جعل حظ القلب العارف منها أكمل الحظين و أعظمهما؛ وإقباله على ربه سبحانه، وفرحه وتلذذه بقربه، وتنعمه بحبه، وابتهاجه بالقيام بين يديه، وانصرافه حال القيام له بالعبودية عن الالتفات إلى غير معبوده، وتكميله حقوق حقوق عبوديته ظاهرا و باطنا حتى تقع على الوجه الذي يرضاه ربه سبحانه."

ولتدريب النفس على الالتزام بالصلوات أنصحك بما يلي:

1- اتباع أسلوب الترغيب مع نفسك من خلال عدة أشياء، مثل: المكافأة الذاتية في حال التزمت الصلوات في وقتها، قراءة الكتب التي تقوي الروح الإيماني لديك وتعزز محبتك لله سبحانه وتعالى، وخاصة الكتب التي تتحدث عن أسمائه الحسنى مع الشرح المستفيض، حينها ستشعرين أنك تقومين إلى الصلاة حبا لله تعالى، وشكرا لله سبحانه وتعالى أن أذن لك الوقوف بين يديه، والاطلاع على ما أعده الله سبحانه وتعالى من عظيم الثواب لمن التوم الصلوات وخاصة على وقتها، فهي من أحب الأعمال إلى الله، فحين تنهضين مسرعة إلى الصلاة عند دخول وقتها، أنت بذلك لا تتركين فرصة للشيطان ليسول لك ترك الصلاة أو التهاون فيها، استشعري وأنت في الصلاة أنك تقفين بين يدي الله سبحانه وتعالى، حينها ستشعرين براحة وسكينة في القلب، وانشراح في الصدر، يجعلك في شوق إلى الصلاة.

2- التزمي حضور مجالس العلم، وكسب الصحبة الصالحة، التي تعينك على الطاعات والعبادات، وتأخذ بيدك لتكوني من أهل الفلاح في الدنيا والآخرة، كما أنك بحضور مجالس العلم سينمو لديك الوازع الديني الذي يعصمك من عقوق والدتك، وإضاعة صلواتك، وهدر وقتك فهم القوم لا يشقى جليسهم.

3- اكتبي الآيات القرآنية، والأحاديث النبوية المشجعة على الصلاة، وكذلك التي تحذر تارك الصلاة على لوحات صغيرة، وبخط جميل، وقومي بتعليقها في مكان بارز في البيت.

4- علقي قلبك في الجزاء الأخروي والجنة، من خلال قراءة الأحاديث التي جاء فيها وصف للجنة وما أعده الله لعباده المتقين، وجهنم وما فيها من عذاب أليم، فالإنسان تزكو نفسه بين الترغيب والترهيب.

5- أكثري من الذكر، وأكثري من الاستغفار والصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- فهي تمحو كل الذنوب، وفيها المخرج للهموم والكروب -بإذن الله-.

المشكلة الثالثة: قضاء وقت طويل على الموبايل والنت، هذا يحتاج منك إلى إرادة قوية، حيث تبدئين تدريجيا بالابتعاد عنه، ومما يساعدك على ذلك، ترك الجوال أو اللاب توب بعيدا عنك، والتركيز على سلبياتها، وأن الانشغال به سرق منك لذة النجاح والتفوق، وأنه بسببه أضعت سنة من عمرك، مع وضع هدف لك على أن تكوني هذه السنة من المتفوقات، فكلما سولت لك نفسك أن تجلسي على الجوال، فإن هدفك سيمنعك من الجلوس معه طويلا.

أسأل الله أن يجعلك من أهل الفلاح والصلاح، ويرزقك بر والدتك اللهم آمين.

مواد ذات صلة

الاستشارات