السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيف أغرس حب الصلاة في قلوب أبنائي؟ فهم والحمد لله تعلموا طريقة الصلاة، ولكن حين لا نكون بجانبهم يلتفتون أثناء الصلاة، وفي بعض الأوقات يقومون بحركات ولا يركزون في صلاتهم، مع أني أخبرهم أن الصلاة هي وسيلة لدخولنا الجنة، وأن الله يرانا.
وفي بعض الأوقات حين أصلي أجعلهم يقفون بجانبي للصلاة معي، وأرفع صوتي قليلا حتى يقولوا مثلي، فهل تصح هذه الطريقة؟ وهل صلاتي صحيحة؟
كما أن لدي مشكلة الخشوع، فتفكيري يكون مشغولا طول الصلاة، فما الحل؟
وجزاكم الله، ووفقكم، وسدد خطاكم، وشكرا لكم على مجهودكم للإجابة على أسئلتنا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ maky حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
المرحلة العمرية التي يعلم فيها الأبناء الصلاة هي سن السابعة كما ورد في التوجيه النبوي: (علموا أبناءكم الصلاة وهم أبناء سبع)، وفي هذه السن لا يمكن أن يعقل الولد معنى الصلاة، وسيبقى يلتفت ويضحك، ويصارع من في جاوره في بعض الأحيان، والذي عليك هو التوعية بأن ذلك لا يصلح في الصلاة.
التعليم في هذه المرحلة هو من أجل أن يعتاد، وكونه يراك ويرى والده سيقلد أفعالكما فينبغي أن يكون أداؤكم للصلاة بشكل صحيح يتوافق مع السنة النبوية، وهنا أنصحكما بقراءة كتب صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم وتطبيق ذلك عمليا حتى يتأسى الأبناء بكما.
المطلوب تشجيع الأبناء وتعزيزهم بالكلمة الطيبة والمدح والثناء على أداء الصلاة، وعدم الالتفات أو إحداث ما يخل بها.
قومي بتعليمهم صفة الوضوء بطريقة صحيحة من خلال ممارستك لهذه العبادة والأولاد ينظرون إليك.
استخدمي أسلوب الترغيب أكثر من الترهيب، وليكن الترهيب بشكل خفيف جدا.
اجعلي واحدا منهم يؤدي الصلاة وأنت تنظرين إليه بحيث يرفع صوته في الجهرية حتى تتيقني من أنه يقرأ بطريقة صحيحة، ويأتي بالأذكار، وصححي أخطاءه.
اجعلي الكبير في بعض الأحيان يصلي بإخوانه، وأنت تراقبينهم وتصححين الخطأ إن وقعوا فيه، وقومي بتقديم بعض المأكولات المحببة لهم أو الحلويات بعد أدائهم للصلاة من باب التشجيع لهم.
اجعلي والدهم يأخذهم في بعض الأحيان إلى المسجد ليروا صلاة الناس، وليؤدوها معهم وعلميهم آداب المسجد.
كونك تجعليهم يقفون بجانبك في الصلاة أمر طيب، ورفعك صوتك قليلا في الصلاة ببداية السورة ليقرؤوها لا بأس به إن شاء الله، وصلاتك صحيحة إن شاء، والأفضل أن تعلميهم كما ذكرت لك سابقا.
السرحان داخل الصلاة يحدث لكثير من الناس، بل لا يكاد يوجد شخص لا يصاب به، ومن الأسباب التي تعين على الخشوع:
- أن تنتهي من جميع أعمالك المهمة قبل الصلاة.
- وأن تجاهدي نفسك في عدم السرحان.
- وإن سرحت فعودي بسرعة إلى تدبر معاني ما تقرئين.
- وأن تتصوري أن هذه الصلاة هي آخر صلاة تؤدينها في هذه الدنيا، فعن أبي أيوب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إذا قمت في صلاتك فصل صلاة مودع ، ولا تكلم بكلام تعتذر منه وأجمع الإياس مما في أيدي الناس)، وعن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (صل صلاة مودع كأنك تراه فإن كنت لا تراه فإنه يراك وأيس مما في أيدي الناس تعش غنيا وإياك وما يعتذر منه).
نسعد بتواصلك، ونسأل الله لك التوفيق.