السؤال
السلام عليكم
أشكر القائمين على هذا الموقع، جزاكم الله كل خير.
لدي مشكلة مع الصلاة، حيث أني لا أستطيع الالتزام بها أبدا منذ صغري، وعمري الآن 25 سنة، ولم أستطع أن أستمر فيها لشهرين تامين على الأقل، عندما أظن أني هديت، وأشعر برضا الله وقربه مني، تعود حالتي أسوأ مما كانت بالماضي، أنا محتارة جدا، وتعبت من نفسي أكثر وأكثر، أشعر أن هذا سيكون حالي للأبد ولن أتغير، يئست من نفسي، لكني لم أيئس من رحمة الله، وفي نفس الوقت أخشى من غضبه.
تأتيني لحظة أنسى أن الله يراقبني فأعصيه، وتنتكس حالتي، ويقسو قلبي، وأستمر في معصيته أياما وأسابيع بدون شعور بالذنب.
اعتبروني ابنتكم، ومدوا لي يد العون أرجوكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ zoza ze ze حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
شكواك –أختي العزيزة– وتألمك وانزعاجك من تقصيرك، أو إخلالك بالصلاة؛ دليل يقظة ضميرك، وخوفك من ربك، وحبك له سبحانه ودينك ونبيك صلى الله عليه وسلم، وحرصك على الالتزام بالصلاة، وتمنيك التوفيق لأدائها هو بداية الحل والعلاج وطريق التوفيق والفلاح بإذن الله تعالى, وعليه فلا بد من محاولة استثمار هذا الخير في التقرب إلى الرب تعالى بالصلاة المفروضة، لاسيما وهي لا تستغرق إلا دقائق من الوقت فقط.
- معرفة أهمية الالتزام بالدين عامة، والصلاة خاصة، كون ذلك هو الطريق الوحيد لرضا الرحمن، ودخول الجنان، والبعد عن النيران، وطرد وساوس النفس الأمارة بالسوء والشيطان, والصلاة عماد الدين، وأعظم أركان الإسلام بعد الشهادتين صلة بين العبد وربه، وتحصيل الراحة والسعادة والاطمئنان، والبعد عن غضب الرب وعقابه، والأمراض النفسية، (من عملا صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون).
- استحضار أن بعض العلماء حكموا على تاركها تكاسلا بالكفر المخرج عن الملة لعموم وظاهر حديث: (بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة) رواه مسلم, وصح في الحديث: (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة من تركها فقد كفر).
- أوصيك بضرورة لزوم أهل العلم والصحبة الصالحة، ومتابعة الخطب والمحاضرات والكتب والبرامج النافعة والمفيدة.
- عدم الاستسلام لتسويل النفس ووساس الشيطان، والاستعاذة بالله منه، وضرورة لزوم الأذكار والاستغفار.
- حسن الظن بالله، والاستعانة به، وتقواه، والتوكل عليه، وتعظيم الثقة بالنفس، وقوة الإرادة، والثقة بأن الأمر سهل، مع دعاء الله تعالى وسؤاله التوفيق والسداد والعون والقوة.
والله الموفق والمستعان.