أرجو منكم النصح لأمي لكي تحسن معاملة والدي.

0 52

السؤال

السلام عليكم

أمي مثقفة ومتدينة (تعمل مدرسة)، وأبي كذلك (مدرس)، لكن بسبب الشيطان قام بخيانة أمي التي بدورها لم تسكت، وقامت بنشر الخبر، وأصبح أبي معروفا على أنه الخائن، لكن مع مرور الأيام تغير أبي -والعلم لله- ترك خيانته لأمي، لكنه عصبي بدرجة كبيرة، وأمي كذلك دائما تحتقره، ولا تقوم بواجباتها، ودائمة الشجار معه، وترفع صوتها عليه، وأحيانا كثيرة تشتمه وتقوم بالدعاء عليه.

إذا أردنا نحن أبنائها إصلاح الأمر وإرجاعها للطريق تقول لنا: لا تتدخلوا، وأنا أعرف ماذا أفعل، فهي تظن أن خيانة أبي سببا في أن الله يسامحها علي تقصيرها معه.

مع العلم أبي كذلك دائم الشجار والصراخ، ودائما يقول: لا أسامحك، وهي تستهزأ به وتقول: إن الله لا يتقبل منك، وفي الأيام العادية عندما تعامل أمي أبي بالحسنى، وتكون زوجة مطيعة وتضحك في وجهه يصبح كالطفل الصغير، هادىء وكثير اللعب معنا.

أعذروني على الإطالة، وأرجو النصح لأمي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Meriem حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبا بك -ابنتنا وأختنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام وحسن العرض للسؤال.

لقد أسعدتنا فكرة السؤال؛ لأن دور الأبناء في النصح للآباء كبير، وهو يدل على نضجك والخير الكثير، ونحن نهنىء والديك بك، وندعو والدتك لنسيان ما حصل من الوالد، خاصة بعد أن ظهرت لك توبته واستقامته، ونتمنى أن تهتم الوالدة أكثر بنفسها، وتقترب من زوجها، ودوركم أيضا كبير في تهيئة الجو الملائم للوالدين.

ولا يخفى على الوالدة وعلينا جميعا أن الخطأ من طبيعة البشر، وأن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم، وما حصل من الوالد تكفره التوبة، ودورنا جميعا هو أن يعين بعضنا بعضا على الشيطان وليس العكس.

وأرجو أن تعلم الوالدة أن طي تلك الصفحة من أهم ما يجلب السعادة لكل الأطراف، بل هو أكبر أسباب عدم تكرار الخطأ، وعلى الأستاذة الوالدة أن تدرك أنه لا يجوز تعيير الإنسان بذنب تاب منه، بل إن الشماتة على من وقع في معصية من أسباب وقوع الشامت في ذات المعصية، وطوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الآخرين.

وإذا كانت الخيانة جريمة وكبيرة؛ فإن عصيان الزوج كبيرة وجريرة، والخطأ لا يعالج بالخطأ، فلتنتبه الوالدة لما يحصل حتى لا تندم على تصرفاتها، وتدفع زوجها للتمرد، وتجلب الكآبة لأفراد الأسرة.

وهذه وصيتي بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، والدعاء لنفسك ولوالديك، وننصحك بما يلي:

1- تذكير الوالدة بفضلها وعلمها وشكرها على معروفها تجاهكم جميعا.

2- إشعارها بما يحصل لكم من ضيق وضجر عندما تتخاصم مع الوالد.

3- تذكيرها بأهمية طي الصفحات المظلمة حتى لا تتجدد الجراح.

4- تذكيرها بالعشرة الطويلة بينها وبين الوالد.

5- إعلامها بأن سعادة أفراد الأسرة لا تحصل إلا بحصول الوفاق، وظهور مشاعر الحب بينها وبين الوالد.

ونحن نكرر لك الشكر، ونسعد باستمرار تواصلكم مع موقعكم، ونسأل الله لنا ولكم جميعا التوفيق والاستقرار والسعادة والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات