كيف أرفع همتي وأصبح داعية وطبيبة؟

0 27

السؤال

السلام عليكم.

أريد أن أستيقظ باكرا، أصبحت أمضي نهاري في النوم وتصفح الفيسبوك، ولا أفعل شيئا، أتشاءم كثيرا وأشعر بالغضب، انقطعت عن القراءة، الرياضة لا احبها ولا أريدها، حتى مجرد التفكير فيها يرهقني، وإن عزمت عليها في الليل لا أفعلها في الصباح وأفقد إرادتي.

وزني زائد ولا أهتم بنفسي، وهذا ليس في الرياضة فحسب، بل في كل الأمور، وأريد أن أجتهد في الابتعاد عن المعاصي، إلى متى سيدوم هذا؟ أريد أن أكون داعية وطبيبة، ولا أدري ما الذي جرى لي؟

أفيدوني جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ المزغني حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد

أحييك وأشكرك على تواصلك معنا وطلبك للمساعدة، فمن الواضح بأنك إنسانة لديها آمال وطموحات كبيرة، وهذا شيء جميل.

الحقيقة هي أن مرحلة المراهقة هي مرحلة انتقالية هاملة في حياة الإنسان، فالمراهق قد يبدو من الناحية الجسدية وقد بلغ مرحلة النضج، إلا أن العلم قد أظهر بأن النضج الفكري لا يكتمل إلا في منتصف العشرينات من العمر؛ لأن الجزء الأمامي من الدماغ لا يتوقف نموه عند عمر 18-20، بل يستمر بالنمو وبتشكيل الاتصالات العصبية بين خلايا الدماغ، وهذا الجزء من الدماغ تحديدا هو المسؤول عن المشاعر واتخاذ القرارات والتحليل المنطقي، والتحكم بالنفس والمثابرة في السلوك، وبالتالي فإن هذه الوظائف الهامة قد لا تكون في أحسن حالاتها في فترة المراهقة، وأنا أقول لك هذا الكلام ليس لأبرر لك تصرفاتك ومشاعرك السلبية، بل حتى تكوني مطلعة علميا فلا تحكمي على نفسك، أو تستسلمي من الآن، وحتى تعملي كل ما بوسعك للسيطرة على هذه المرحلة العابرة، وعدم تركها للتحكم في مسار حياتك.

إن شعورك بالكسل وعدم القدرة على القيام بأي شيء هو أمر غير طبيعي، وقد يكون ناجما عن حالة نفسية كالقلق أو الاكتئاب، لكن وقبل القول بأن السبب هو حالة نفسية، فيجب دوما نفي وجود سبب عضوي أو مرض مثل: فقر الدم، نقص الفيتامينات والمعادن، وقصور الغدة الدرقية وغير ذلك، لذلك أنصحك أولا بالتوجه إلى طبيبة مختصة بالأمراض الباطنية لتقوم بفحصك وعمل بعض التحاليل، خاصة تحليل قوة الدم، وتحليل هرمون الغدة الدرقية، وإذا تبين بأن كل شيء طبيعي فهنا يمكن القول بأن لديك حالة من الاكتئاب، ولربما تعرضت مع مرورك بهذه الفترة الحساسة من العمر، وشعورك بعدم القدرة على التعامل معها.

وعليه فإنني أنصحك بما يلي:

1- يجب عليك اتباع نظام حياة صحي، فمثلا يجب عليك النوم مبكرا والاستيقاظ مبكرا، وتعريض نفسك إلى ضوء الشمس فترة لا تقل عن 20 دقيقة يوميا، مع ممارسة الرياضة يوميا لمدة ساعة، وأحسن رياضة هي المشي السريع، فقد تبين بأن ضوء الشمس والرياضة تؤديان إلى تحسن في الحالة النفسية والمزاجية؛ وذلك لأنها تزيد من إفراز هرمونات السعادة والرضا، وأيضا يجب الحرص على تناول طعام صحي متوازن تكثر فيه الخضروات والفاكهة ليتأمن لجسمك حاجته من الفيتامينات والمعادن الأساسية.

2- ضعي في ذهنك دافعا لأي عمل يصعب عليك إكماله، وتذكري هذا الدافع كلما قل حماسك لإكمال هذا العمل، فهذا الدافع سيستنفر همتك وعزيمتك من جديد لإكماله، مثلا: إذا كنت ترغبين في أن تكوني طبيبة لكنك لا ترغبين في قضاء وقت في الدراسة فقولي لنفسك: إن الدراسة هي الطريق الوحيد الذي سيمكنني من الوصول إلى دخول كلية الطب، وستكون فترة الدراسة فترة محدودة، وبعدها سأصبح طبيبة وسأختار التخصص الذي أحبه وسأمارس مهنتي لفترة طويلة.

3- اختاري هدفك أو طموحك بحيث يكون معقولا ويمكن تحقيقه، واختياري أنت ما ترغبين بممارسته مستقبلا، ولا تختاري ما يرضى الناس أوينال اعجابهم فقط؛ لأن المردود على نفسيتك في هذه الحال سيكون طويل الأمد.

4- اكتبي هدفك على ورقة كل صباح وقومي بقراءتها، وتابعي التزامك فيها بشكل مستمر، مثلا: عندما تجدين بأنك في ذلك اليوم قد أنجزت المطلوب منك، وقمت بكل ما في وسعك نحو هذا الهدف، فضعي إشارة (صح) على الورقة، وعندما تفشلين في ذلك -لا قدر الله- ضعي إشارة (خطأ)، والمهم هو أن تنجحي في الأيام الأول، لأنك سترين أمامك خطا من علامات الصح، وسيؤلمك تشويه هذا الخط الجميل، والذي يمثل نجاحك وقوة إرادتك، وهكذا تزيد عزيمتك على الاستمرار، والنجاح سيجلب لك نجاحات جديدة -بإذن الله تعالى-.

5- بعد كل نجاح أو حصولك على علامة (صح) قومي بمكافأة نفسك بكلمات ثناء ومديح، أو بفعل شيء تحبينه مثل: حضور حلقة من برنامج تلفزيوني هادف، أو زيارة صديقة تحبينها، أو شراء شيء ترغبين به.

6- احرصي على أداء الصلوات في أوقاتها، فهذا سيجعلك تستيقيظين صباحا في الوقت ذاته لأداء فريضة الصبح، ولا تتركي للشيطان مدخلا إلى نفسك ليثنيك عن ذلك، فليس أجمل من مناجاة الله -عز وجل- كل صباح والتضرع إليه، وتذكري قول الحق -جل وعلا- (إن قرآن الفجر كان مشهودا)، هذا سيشحن نفسيتك إيجابيا، وسيمدك بالعزيمة للمضي في الصحو مبكرا وأداء كل الصلوات في أوقاتها -بإذن الله تعالى-.

بقي أن أقول لك بأن الإنسان قد يتعثر في بدء أي طريق، لكن عليه أن لا يستسلم، بل عليه أن ينهض ثانية ويتحلى بالإرادة، ويذكر نفسه بالأهداف واالدوافع التي من أجلها بدأ هذا الطريق.

أتمنى لك دوام التوفيق -إن شاء الله تعالى-.

مواد ذات صلة

الاستشارات