السؤال
السلام عليكم.
أولا: هل الموقع هذا يستطيع أن يرد على كل الأسئلة التي سأطرحها عليكم؟
لا أعتقد ذلك!
أقصد أنكم تتكلمون عن مشاكل الكبار، لكن لا تتكلمون عن مشاكل المراهقين، مثلا متى يبدأ الصلاة؟ ورأيت في هذا الموقع أن الصلاة صعبة جدا، كأنها للكبار في السن فقط، ومجتمعي لا يرحم ولا يعلمك الدين، بل يعلمك العمل فقط.
مرحلتي في الدراسة كانت جهنمية مع الأساتذة والتلاميذ الذين اعتدوا علي، كنت مشوش التفكير كثيرا، وهم لم يدعوني أتنفس، بل استصغروني وأذلوني، وما فعلته كان آخر شيء يجب فعله وهو الهروب من الأساتذة الظالمين، واتخذت قرارا سريعا وهو الهروب من الدراسة، ولم أستمع لأي أحد، وهذا ليس عدلا، والآن ليس لدي أي شخص يساعدني، بل الآن كلهم أعدائي.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أمين حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -ابننا الفاضل- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونرحب بكل ما يصل لنا من الأسئلة، ونحن في خدمة الكرام من أبنائنا من أمثالك، ونسأل الله تبارك وتعالى أن ييسر لك الخير وأن يصلح الأحوال، وأن يحقق لك السعادة والآمال.
نحن لن نكون أعداء لك بل نرحب بك في موقعك، أنت في مقام أبنائنا وإخواننا الصغار، ونتمنى أن يستمر تواصلك مع الموقع فنحن نفهم أبناءنا في هذا السن، مرحلة المراهقة، ونتمنى أن تعود إلى مقاعد الدراسة، وتجتهد في التقرب إلى الله تبارك وتعالى.
نحب أن نبين لك أن الإسلام دين سهل ودين واضح، والصحابة الذين فهموا عن النبي -صلى الله عليه وسلم- الصلاة والصيام وشرائع الإسلام لم يدرسوا في جامعات ولا في كليات؛ لأن طبيعة هذا الدين هي الوضوح.
نسأل الله أن يعينك على فهم ما خلقت من أجله، فإن الله خلقنا لغاية وهي العبادة كما قال تعالى: (وما خلقت الجن والأنس إلا ليعبدون)، الفرار من الناس مقبول لكن ينبغي أن يكون فرارا إلى الله، إلى طاعته إلى تعلم أحكام دينه، إلى القيام والوفاء بحق الوالدين كبار السن، فهي أحكام لا بد أن تتعلمها -أيها الابن الكريم-.
نرحب بأي سؤال تتوجه به لموقعك، هناك قسم للأسئلة والفتاوى، ونحن هنا في قسم الاستشارات وكلنا في خدمة أبنائنا والبنات، فتواصل مع موقعك، واعرض ما عندك من إشكالات، ويمكنك أيضا التواصل مع الموقع دائما، وستجد الجميع -إن شاء الله- في خدمتك، وسيصلك من المواد العلمية والأشياء التي تعينك على فهم الصلاة حتى تؤديها على الوجه الذي يرضي الله تبارك وتعالى، ونؤكد لك أن الصلاة هي المفتاح إلى النجاح، وهي المفتاح إلى الخيرات، وهي الميزان في الدنيا وهي أول ما يحاسب عليه الإنسان من عمله بين يدي الله تبارك وتعالى، فلذلك ينبغي أن تبدأ مسيرة التصحيح، والعودة إلى حياتك، والعودة لدينك قبل ذلك، والعودة إلى مجتمعك بأن تتعلم أحكام الصلاة، والسجود لله تبارك وتعالى، وينبغي أن لا تظن أن الناس يستصغرونك، فالذي يستصغر الناس ويحتقرهم هو الحقير، فأنت لك شخصية، ميزك الله تبارك وتعالى بميزات، عليك أن تسعى في اكتشافها، ثم تجتهد في اللحاق بالكاملين من الفضلاء، تجتهد في التأسي برسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وبصحبه الكرام -عليهم من الله الرحمة والرضوان-.
أرجو أن تعلم أن الذين أمامك من الناس فيهم نقائص وفيهم عيوب وكلنا بشر، ولكن السعيد هو الذي يعرف نقاط القوة التي عندهم ويحمد الله عليها، ويعرف نقاط الضعف فيجتهد في تفادي الضعف والنقص والخلل، نحن على استعداد لأن نعينك على تعلم الصلاة، وتعلم أحكام الإسلام، وما عليك إلا أن تستمر في التواصل مع الموقع، وتعرض المسائل التي تريد أن تستفسر عنها، ونسأل الله تبارك وتعالى لنا ولك التوفيق والسداد.
هذه وصيتنا لك بتقوى الله تبارك وتعالى، ونؤكد مرة أخرى أنك تستطيع أن تستأنف حياتك من جديد بثقة في الله المجيد بكل أمل جديد، فالحياة أمل والأمل يحققه عمل، والله تبارك وتعالى يجازي كل إنسان بما فعل.
نحن نبشرك بأنك تستطيع أن تخرج مما أنت فيه، والدليل على هذا هذه الاستشارة المكتوبة المرتبة الواضحة، هذا يدل على قدرتك على الفهم والاستيعاب والمناقشة والحوار، فقط ندعوك إلى أن تبدأ، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يعينك على الوصول إلى الغايات وأن يرفعك عنده الدرجات، ونكرر لك الشكر -ابننا الكريم- ومرحبا بك في موقعك.