أصبت بالتكاسل في الدراسة والصلاة، أريد حلا.

0 29

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا طالبة عمري 17 سنة، طالبة مجتهدة ومتفوقة هذه السنة لأنها تحدد مستقبلي، كنت أدرس بانتظام وشغف، ولكني منذ شهر أصبحت أواجه مشاكل في النوم كالسهر والاستيقاظ المتأخر، وأتكاسل عن الدراسة، وبدأت أيضا أتكاسل عن الصلاة، فبدأت أنهار نفسيا وجسديا، ولا أعرف ماذا علي فعله، ومن أين أبدأ، فهل من نصيحة تنصحوني إياها؟ أتمنى فهمتموني.

وجزاكم الله كل الخير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Dima حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك –عزيزتي- في الشبكة الإسلامية.
نشكر لك ثقتك في إسلام ويب، ونتمنى لك النجاح والتوفيق في دراستك ومستقبلك وكل حياتك، وأن يصلحك ويصلح بك، إنه على كل شيء قدير، ونهنئك على اجتهادك وسعيك الجاد في تحصيلك العلمي، وهذا يدل على أنك إنسانة عاقلة وواعية تعرف واجباتها، ومحافظة على مستقبلها، فاستعيني بالله تعالى واستمري في نهجك هذا، وكوني بارة بوالديك، واهتمي بعباداتك، وحافظي على علاقاتك بأسرتك وصديقاتك، فكل ذلك أسباب لراحة البال وإسعاد القلب، والنجاح في الحياة، نسأل الله لك التوفيق والسعادة.

عزيزتي: بداية مشكلتك مع السهر والاستيقاظ المتأخر:
كثرة السهر والاستيقاظ المتأخر من السلوكيات السلبية التي تؤثر على الإنسان تأثيرا سيئا، سواء من الناحية الصحية أو العملية، حيث يحرم طبيا الجسم من هرمون لا يعمل إلا ليلا والشخص نائم، وبمجرد السهر فإن هذا الهرمون يتعطل، ويؤدي إلى خلل في الجسم يؤثر على الصحة والنمو، فيجب عليك تفادي هذه السلوكيات، حددي وقت الذهاب إلى السرير، ولا تتأخري عن ذلك الوقت، حتى تنتظم عندك الساعة البيولوجية، وحاولي القراءة قبل النوم لمدة ربع ساعة تقريبا، ثم اقرئي أذكار قبل النوم، ورددي ذكر الله حتى تدخلي النوم مرتاحة مطمئنة، داومي على هذا النظام حتى تعتادين عليه وينتظم نومك، وفي الصباح أجبري نفسك على اليقظة، قاومي الشيطان، عن عبدالله بن مسعود –رضي الله عنه- قال: ذكر عند النبي –صلى الله عليه وسلم- رجل، فقيل: ما زال نائما حتى أصبح، ما قام إلى الصلاة، فقال:" بال الشيطان في أذنه"، وقد قيل: هو كناية عن سد الشيطان أذن الذي ينام عن الصلاة حتى لا يسمع الذكر، وأيضا ورد من حديث أبي هريرة –رضي الله عنه- أن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- قال:" يعقد الشيطان على قافية رأس أحدكم إذا هو نام ثلاث عقد، يضرب كل عقد عليك ليل طويل، فارقد فإن استيقظ فذكر الله انحلت عقدة، فإن توضأ انحلت عقدة، فإن صلى انحلت عقدة، فأصبح نشيطا طيب النفس، وإلا أصبح خبيث النفس كسلان".

فاستيقظي قبل الفجر، توضئي وأدي صلاتك بكل خشوع وتدبر، ثم اقرئي وردا من القرآن، ولا تنسي أذكار الصباح، وكل ذلك يجعل يومك مباركا سعيدا منجزا، وتكونين نشيطة طيبة النفس –بإذن الله تعالى- كما أخبر نبينا صلى الله عليه وسلم.

ثانيا: مشكلتك مع التكاسل عن الدراسة:
هنا يجب أن تقفي –عزيزتي- وتفكري بكل جدية، إن التكاسل عن دراستك سوف يؤثر سلبا على مستقبلك، ويسبب لك التأخر عن الالتحاق بزميلاتك، فالتكاسل مع الوقت يزداد، والعقل يتعود على الكسل ويرتخي، وتكون النتيجة درجات نازلة، ومعدل منخفض، ونجاح ضعيف، فهل ترضين لنفسك ذلك وأنت كنت مجتهدة ومتفوقة؟

عزيزتي: ارمي الكسل وراء ظهرك، ولا تلتفتي لنداء الخمول أبدا، وتذكري أن المستقبل أمامك والحياة أمامك، الحياة لا تقبل إلا المجتهدين الساعين بجدية واجتهاد، فاسعي إلى ذلك، وخذي قرارك الحازم أن تحققي آمالك وأحلامك العلمية والعملية، ضعي لنفسك جدولا دراسيا منظما، ولا تتخاذلي عن إنجاز مخططك الدراسي أبدا، فإن الاستسلام للكسل يفرح الشيطان، لأنه لا يريد لنا النجاح والسعي وعمارة الأرض بالعلم والعمل والعبادة، فعاملينه بنقيض قصده، واستعيذي بالله منه ومن الكسل، وقد ورد عن أنس بن مالك –رضي الله عنه- قال: كنت أخدم رسول الله صلى الله عليه وسلم كلما نزل، فكنت أسمعه يكثر أن يقول:" اللهم أني أعوذ بك من الهم والحزن، والعجز والكسل، والبخل والجبن، وضلع الدين وغلبة الرجال"، فرددي دعاء نبينا –صلى الله عليه وسلم، واستعيذي بالله تعالى مما استعاذ به صلى الله عليه وسلم، لأن هذه الأمور من منغصات الحياة من جميع الوجوه في النفس والجسد والعقل والقلب، وفي اتباع النبي صلى الله عليه وسلم كل الفلاح والنجاح، نسأل الله تعالى أن يجعلنا وإياك من المقتدين به عليه الصلاة والسلام، السعداء باتباع سنته ونهجه، وأكرر ضعي جدولا دراسيا واربطيه بأوقات الصلاة، فبعد كل فرض ادرسي مادة، وهكذا لن تتكاسلي الدراسة ولا عن الصلاة، وهذا نهج الناجحات، وحافظي أيضا على وردك من القرآن يوميا، كل هذه الأمور تفتح أبواب الخير والفلاح، وتنير العقل والقلب بإذن الله.

ثالثا: مشكلتك مع التكاسل عن الصلاة:
عزيزتي: هذه المشكلة طامة كبرى، أما قرأت قوله تعالى:" فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون"؟ اعلمي أن هذه الآية تنديد وإنذار شديد بالويل وهو واد في جهنم، أتدرين لمن؟ للساهين عن صلاتهم، الذين يتكاسلون عنها حتى تخرج عن وقتها، ولا يهتمون بها، أما من لا يصلي أصلا فلم يذكر الله تعالى عقابه، فتأملي الآية، لو كان وادي ويل للساهين، فماذا يكون مصير من لا يصلي أصلا؟ جعلنا وإياك من المصلين القانتين التائبين إلى الله.

عزيزتي: سارعي إلى مغفرة من ربك وجنة عرضها السموات والأرض، جنة يدخلها المتقين المصلين المطيعين لله تعالى المتبعين لسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، سارعي إلى المحافظة على الصلاة في وقتها، بكل أركانها وواجباتها وسننها، بكل خشوع وتدبر، " إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا"، فإياك والتهاون –عزيزتي- في الصلاة، فالصلاة عمود الدين، فإن صلحت صلح ما بعدها وإن فسدت فسد ما بعدها، وهي الفرق بين المسلم والكافر، ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:" العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر"، وقد وردت الكثير من الأحاديث النبوية الشريفة التي تبين الفضل العظيم للصلاة، منها قوله صلى الله عليه وسلم:" ما من مسلم يتطهر فيتم الطهور الذي كتب الله عليه فيصلي هذه الصلوات الخمس إلا كانت كفارات لما بينها"، لذلك أنصحك –عزيزتي- بالعودة إلى الله تعالى والتوبة الصادقة مما كان منك من تقصير وتكاسل في الصلاة، والمحافظة على الصلوات في وقتها، واسألي الله تعالى أن يثبتك على الحق، ويحبب إليك العبادة، ويجعل لك الصلاة راحة وطمأنينة وسعادة، ففي المواظبة عليها توفيق وسعادة دائمة، وفلاح في الدنيا والآخرة، كان صلى الله عليه وسلم يقول لبلال –رضي الله عنه-:" ارحنا بها يا بلال". جعلنا الله وإياك من المصلين الخاشعين المتقين اللهم آمين.

نسأل الله تعالى أن يوفقك، ويجعل لك مخرجا من كل هم وكسل، إنه سميع مجيب.

مواد ذات صلة

الاستشارات