السؤال
سلام عليكم
أنا متزوجة منذ 7 سنوات، وأم لطفلين، من رجل لا يحسن معاملتي، ولا يحترمني، لا يهتم بأولاده، عنده الاهتمام هو أن يجلب لهم الأكل والشرب، لكن لا يتكلم معهم، ولا يتقرب منهم أو يتنزه بهم، حتى أوقات الأكل لا يأكل معنا.
مؤخرا اكتشفت أنه إنسان خائن، يهتم لشهواته فقط، لم أستطع تحمل هذه المعيشة، أريد طلب الطلاق، هل يمكن الحفاظ على حقوق أولادي إذا طلبت الطلاق.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نوال حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -بنتنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال قبل اتخاذ القرار، ونسأل الله أن يهيئ لك السعادة، وأن يكتب لك الاستقرار.
لا شك أن قضية الطلاق لا ينبغي أن نستعجل فيها، والطلاق لا يفرح سوى عدونا الشيطان، والواضح أن للزوج إيجابيات، كما أن له سلبيات، ونرجو أيضا أن يتفهم احتياج أطفاله إليه واحتياجكم أيضا إليه.
أرجو أن تحاولي أولا رصد ما عنده من إيجابيات، ثم النظر فيها، وتضخيم هذه الإيجابيات، ثم لا مانع من أن تضعي إلى جوارها السلبيات، ونسعد جدا بالتواصل المستمر مع الموقع وعرض هذه الحيثيات، حتى يكون قرارك صحيحا، فإن القرار الصحيح هو الذي ننظر فيه لمآلات الأمور، وآثارها، وللأشياء المترتبة عليها، خاصة في وجود أطفال صغار هم بحاجة لوالدهم وهم في عمر صغير جدا، وأنت بحاجة للتواصل سنوات طويلة من أجل هؤلاء الصغار بعدها حتى ولو حصل الطلاق، وهذا ما لا نريده.
لذلك نحن نريد أن ننظر في كافة الجوانب، القرار الصحيح هو الذي يراعي هذه الأشياء.
أنت قلت إن هذا الرجل يأتي لهم بما يحتاجونه من أكل وشرب، لكنه لا يهتم بالجانب الثاني، وهو أن يكون معهم، يتقرب منهم، يلاعبهم ... فأعتقد أن هذا منه تقصير، لكن يمكن للعاقلة الفاضلة مثلك أن تسد هذه الثغرة ولو إلى حين، خاصة وهم صغار، فهم في حاجة بالدرجة الأولى إليك أنت كأم، وهذا لا يعني أننا نبرر غيابه، بل هذا له آثار خطيرة، وتقصير منه نعترف به، لكن نحن نريد دائما أن تكون النظرة شاملة، لأن أي إنسان له إيجابيات وفيه سلبيات، نحن بشر والنقص يطاردنا.
كذلك نريد أيضا أن تنظري إلى مصلحتك أنت، وفي الفرص المتاحة في مجتمعك، وأعتقد أنه يصعب على فتاة عندها طفلان أن تستأنف حياة جديدة تنال فيها السعادة، ولذلك أرجو أن تنظري إلى مآلات الأمور، ولا تستعجلي في طلب الطلاق.
عليه نحن نطالبك أولا بالدعاء لنفسك وله.
ثانيا: السعي في التقرب إليه وإسداء النصح له.
ثالثا: دعوته إلى أن يتواصل مع الموقع ويعرض ما عنده، حتى يجد من إخوانه من الرجال من ينبهه إلى أهمية الاهتمام بالأطفال وبوالدتهم كذلك.
رابعا: أرجو – كما قلنا – أن ترصدي الإيجابيات والسلبيات ثم تنظري.
خامسا: أرجو ألا تستعجلي في أمر الطلاق؛ لأنه لا يفرح سوى عدونا الشيطان.
سادسا: نسعد بتواصلك بالمزيد من التفاصيل حتى نضع معا النقاط على الحروف، ونرى إمكانية إصلاح هذا الرجل، وحبذا أيضا لو ذكرت نمط شخصيته، طريقة تنشئته الأسرية، عائلته، ما عنده من عادات وطبائع؛ لأن بعض الأمور تغييرها قد يحتاج إلى بعض الوقت، وأعتقد أن هذه السنوات المذكورة غير كافية لإحداث هذا التغيير؛ إذا كان قد تربى أصلا الرجل – مثلا – لا يهتم فيها بالأبناء أو نحو ذلك، فمن الصعب أن نرى نتائج سريعة، والحمد لله هؤلاء الصغار هم يحتاجون بالدرجة الأولى للأم، فإذا كبروا فدور الأب يعظم، كلما كبر هؤلاء الصغار، حتى يكون له دور في المتابعة والمراقبة واصطحابهم، وأن يكون أمامهم وهم يواجهون صعوبات الحياة.
نسأل الله أن يعينك على الخير، ونسعد بهذه الاستشارة التي تدل على عقل ووعي ونضج، لأنك تكتبين إلينا قبل أن تتخذي القرار، ونحن نؤيد هذه الفكرة، أن تكون خطواتنا مدروسة والقرارات مدروسة، يعني: حتى لو حصل طلب للطلاق يكون بأسبابه المعقولة المقبولة التي لا يمكن أن نحدث فيها تغييرا أو تحسنا في مستوى تعامله معك أو مع الأبناء.
نسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد.