السؤال
أنا كنت خاطبا والخطوبة فشلت، وما في نصيب، لكن إخوتها وأمها وأهلها عندي على الفيس بوك والواتساب، ومتابعون أخباري، ولو أنا عملت بلوكات فيس بوك، ومسحت أرقامهم هل توجد مشكلة أو أتركهم؟ علما بأنه لا توجد ضرورة لذلك، من أهلها، ولم يروا مني أي مشكلة.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ رجل محترم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك - أيها الابن الكريم - في الموقع، ونسأل الله أن يسهل عليك وعلى الفتاة، وأن يلهمكم السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه.
جميل جدا إذا افترق الخاطبان أن تظل العلاقات الإنسانية مستمرة، وتظل الأمور في طريقها الطبيعي، لأن الروابط بين الناس لا ينبغي أن تتأثر بمثل هذه المواقف، وإذا لم يقدر الله لكم الإكمال فلا أقل من الفراق أولا بإحسان، والفراق بأدب، والمحافظة على أسرار كل طرف، والاعتذار بلطف عند محاولة الانسحاب، سواء كان من جانب الخاطب أو جانب المخطوبة.
نحن لا نؤيد فكرة إغلاق الحسابات، ولا نؤيد أيضا متابعتها، ولكن أرجو أن تظل الأمور هكذا، فالإنسان يستطيع أن يفعل حسابه ويتابعه، ويستطيع ألا يتابعه، فنتمنى أن يكون الأمر بطريقة تدريجية، واعلم أن علاقتك بها أو بأخواتها من البنات لا بد أن تتقيد بقواعد الشرع، فليس لك أن تتابع إذا كانت هناك صور، أو ترد إذا كان هناك كلام.
أما علاقتك بأهلها من الرجال فلا مانع من أن تستمر وتتواصل، لأن الصلات بين الناس أكبر من مجرد علاقة زواج أو عدم زواج، الله تبارك وتعالى قال: {يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائلا لتعارفوا}، نتعارف، فنتناصح، فنتعاون على البر والتقوى، ولم يقل (لتعاركوا)، إنما {لتعارفوا}.
الأصل أن تبقى الصلات بين الناس، لكن عندما تكون العلاقة بين الذكور والإناث؛ لأن وجود نساء ووجودها هي أيضا لا بد أن يكون محكوما بضوابط الشرع. لذلك نرجو أن يكون هناك انسحاب تدريجي، وبعد مدة تتلاشى هذه الحسابات، يعني أنها لا تكون مفعلة، لأن إغلاق الحسابات دفعة واحدة يوحي بأشياء سالبة، وتفهم في مجتمعاتنا على أنها أيضا إساءة أو كره أو بغض أو نحو ذلك.
نحن لا نريد للعلاقات الإنسانية أن تصل لهذا المستوى، وفي نفس الوقت لا يجوز لك ولا لهم أن يتابعوا، لا يجوز للرجل أن يتابع حسابات البنات، خاصة إذا كان فيها صور أو أشياء فاتنة، ولا يجوز للبنات أن يتابعن حساب أي رجل، إلا إذا كان في أمر دين أو نصح أو شرع، ويكون أيضا الحساب خاليا من المخالفات الشرعية، ونسأل الله لنا ولك التوفيق، ونرجو أن تكون الإجابة واضحة، ونكرر دعوتنا لكل من يترك المخطوبة أو حتى من يطلق أن تبقى العلاقات الإنسانية بين الأسر في أحسن أوضاعها، ونتقيد جميعا في كل علاقاتنا بأحكام الشرع، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.