السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
ظلت فكرة ارتداء الحجاب تراودني لمدة ست سنوات إلى أن هداني الله سنة 1992، أحمد الله وأشكره على هذه النعمة التي أنعمها علي؛ منذ ذلك الوقت وأنا أحاول وأسعى جاهدة لتطبيق التعاليم الدينية على أكمل وجه.
بدأت أصلي بصفة منتظمة منذ أكثر من 24 سنة، بعد وفاة والدي كان لهذا الحدث وقعه الشديد علي، فتقربت من الله والتجأت إليه، ووجدت الطمأنينة والسكينة والراحة، منذ ذلك الوقت وأنا أدعو لوالدي بأن يرحمه الله وأن يدخله فسيح جنانه في كل الصلوات، كانت الصلاة هي الدواء للآلام التي كانت تمزق كياني، وكانت الوسيلة التي كنت أرجو من خلالها لقاء الله ولقاء والدي فضلا عن أنها ركن من الأركان الأساسية في الإسلام.
أحب الصلاة كثيرا، أحبها إلى درجة أنني أنتظر نهاية أيام الحيض بفارغ الصبر لاستئنافها، لكن الذي لست راضية عليه كوني لا أصلي كل الصلوات في وقتها، لا سيما صلاة الظهر، وأحيانا حتى صلاة العصر بحكم تواجدي بالعمل، حيث أصطنع لنفسي حججا واهية، فأتعذر بانقطاع المياه المستمر والنجاسة المترتبة عن ذلك في دورة المياه التي تمنعني من إسباغ الوضوء، أو أتحجج بملف يطلب مني معالجته على الفور وما إلى ذلك من الأعذار والحجج.
((إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا))[النساء:103] أعرف ذلك جيدا، لكن كيف لي أن أحقق ذلك والظروف المحيطة بي في العمل ليست مواتية، ووسوسة الشيطان قائمة؟
أفيدوني جزاكم الله خيرا، عسى أن أصل يوما إلى تحقيق ما أصبو إليه وهو تحسين أداء الواجبات الدينية، والسلام عليكم ورحمة الله.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ بهية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،
أسأل الله أن يديم عليك نعمة الهداية، وأن يثبتنا وإياك على طاعته، وأن يستخدمنا فيما يرضيه، وأن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل.
جزاك الله خيرا على المحافظة على الصلاة، والوفاء للوالد رحمة الله عليه، ونحن مطالبون ببر الآباء والأمهات في حياتهم وبعد مماتهم بكثرة الدعاء والاستغفار لهم وصلة الأهل لودهم ورحمهم.
والمسلم يجد في الصلاة راحته، ويلجأ إلى السجود لله عند الأزمات، فقد كان قرة عين نبينا وسعادته في الصلاة، فكان يقول: (أرحنا بها يا بلال)، وكان الصحابة إذا حزبهم واشتد عليهم أمر فزعوا إلى الصلاة فكانوا يجدون فيها راحتهم وطمأنينتهم.
وعليك الاهتمام بأداء الصلوات في وقتها؛ لأن ذلك من أحب الأعمال إلى الله وهو دليل على المسارعة في مرضاته سبحانه: ((وعجلت إليك رب لترضى))[طه:84] وليس العمل عذرا في تأخير الصلاة، ولا خير في عمل يشغلنا عن الصلاة، وإذا انقطع الماء أو انعدم فعلينا أن نجتهد في البحث عن الماء فإن عجز الإنسان ولم يجد الماء أدى صلاته بالتيمم، ولم يعذر حتى المجاهدين والمعارك تشتعل في تأخير الصلاة، وشرعت صلاة الخوف أثناء المعارك، ولن يبارك الله في عمل يؤخر عن الصلاة،
والمسلم يجتهد في تفادي النجاسة ويحرص عل نظافة ثيابه وبدنه ومكانه.
أما الوسوسة فعلاجها ذكر الله، وإهمال هذه الوساوس خاصة إذا كانت كثيرة، ومخالفة هذا العدو والحرص على محاربته بالإصرار على الطاعات والاستغفار لرب الأرض والسماوات، والواجبات الدينية هي الغاية التي خلق الإنسان لأجلها، فإذا تذكرنا أن الله يقول: ((وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون))[الذاريات:56]، وعلمنا أن الله تكفل بالأرزاق وخلقنا لعبادته وقال في كتابه الكريم: ((وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها لا نسألك رزقا نحن نرزقك والعاقبة للتقوى))[طه:132].
أسأل الله أن يزيدك حرصا وتوفيقا، وأن يجعلنا وإياك ممن يؤدي كل الصلوات في وقتها وعلى الوجه الذي يرضي ربنا، وبالله التوفيق.