تزوجت بفتاة وهي قررت الانفصال، ما نصيحتكم؟

0 22

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله.

أنا شاب بعمر ٣٠ سنة، ملتزم بالدين وأطيع والدي، أقيم بالغربة وأرسل لأهلي براتب شهري، وبسبب الوضع المادي بسوريا بقيت سنتين أبحث عن زوجة، وعندما التقيت بفتاة خطبتها، واستمرت علاقتنا 6 أشهر، ثم عقدت عليها، ثم ازدادت الطلبات مني والضغوط المادية علي، فانعكس هذا الأمر على بعض تصرفاتي معها، وأصبحت أقول لها: يكفي ولا يكفي، وأشياء من هذا القبيل.

قررت تركي وفسخ العقد، وبررت ذلك بأني لم أكتب لها مهرا أكثر من المتفق عليه، ولم ألب لها كل ما تتمنى، وأنها لم تشعر بالأمان المادي معي، وأنها تخشى من إنفاقي على أهلي بأنه قد يؤثر على حياتنا المادية، وأنا ناقشتها ببعض الأمور المادية.

علما بأني كنت أعتبرها شريكة حياتي، وأستشيرها كما أستشير صديقي بالأمور التي يعملها، ولقد مر شهر على الانفصال وأنا لا أزال أعيش حالة الصدمة والحزن بنفس الدرجة، ودخلت بحالة اكتئاب، من أني لن أجد غيرها، وأنها كانت هي ملاذي الوحيد، وقد حاولت مرارا وتكرارا الوصول إليها، وجعلها تعدل عن رأيها، لكن لا فائدة!

منذ شهر لا أتوقف عن لوم نفسي بأني قد أخطأت في حقها، وبأني السبب في فسخ العلاقة، وأن ما حدث بيدي، وأخاف أن لا أجد أفضل منها، فهل ما حدث هو قرار أم شيء مكتوب، وأنها لم تكن من نصيبي مهما كانت الظروف، ومهما فعلت؟

يرجى المساعدة، جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حسن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلا بك -أخي الكريم- في موقعك إسلام ويب، وإنه ليسرنا تواصلك معنا في أي وقت، ونسأل الله أن يوفقك للخير، وأن يكتب لك السعادة في الدارين.

أخي الكريم: ابتداء يجب أن تعلم أن الله عز وجل كتب لابن آدم حظه من كل شيء، ومن هذا الزواج، فمن كتبها الله لك زوجة ستكون ولو اعترض أهل الأرض، ومن لم يكتبها لك، لن تكون ولو بلغ حرصك عنان السماء، وهذا يجعلك في حالة اطمئنان، لأن أقدار الله هي الخير لك، فما نراه خيرا قد لا يكون فيه الخير، وما نراه شرا قد يكون خيرا ولا نعلم، وعليه فالخير كل الخير في التسليم لله فيما قضاه وقدره.

أخي: صلتك لأبويك واجب عليك، وخير ستجده في قابل حياتك وآخرتك، فلا تتوقف عن متابعة حقهم عليك، واعلم أن الله سيعوضك خيرا على كل ما بذلت لهم، مع يقيننا أننا لو فعلنا أضعاف ما فعلنا ما وفيناهم حقهم.

أخي: إن المرأة التي تجادل قبل الزواج في أمر النفقة على الوالدين، وترى أن هذا ليس أمانا لها، ليست هي التي تبكي عليها، ولا التي تهتم بها، ولعل الله صرفك عنها لخير يرقبك، ولعل الله ادخر لك من هي خير لك منها، فسلم الأمر الله، واعلم أن هذه قدره، واعلم أن الخير في قضائه وقدره.

ابحث عن زوجة صالحة، ولا يشترط أن تخبرها بكل تفاصيل برك بوالديك أو النفقة عليهما، فهذا أمر خاص بك، والزوجة لها نفقتها الشرعية التي لا يصح أن تقصر فيها ما دمت قادرا عليها.

أخيرا: لا تقدم على فعل أمر إلا بعد استخارة واستشارة، ومتى استخرت واستشرت فاعلم أن الخير يرقبك.

نسأل الله أن يوفقك وأن يرعاك، وأن يكتب لك الخير حيث كان، والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات