فقدان الثقة بسبب الكذب بين الزوجين

0 32

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله

أنا شاب تقدمت لخطبة فتاة، والحمد لله تم عقد القران، ونحن على وجه زواج بإذن الله.

كنت في بداية فترة الخطوبة أكن لها حبا شديدا وثقة عمياء بكل تصرفاتها، إلى أن واجهت مع خطيبتي بعض المشاكل، وتبعتها ببعض المواقف، حتى تبين لي أنها كانت تكذب علي في أمور اتفقنا عليها، منها التوافه والأمور الفرعية، ومنها الأمور المهمة؛ كعدم المشاركة بالجلسات العائلية المختلطة من أبناء العمومة وأبناء الخالات والأصهار.

مع العلم أن عائلتها من النوع الذي أعرف أنهم يجلسون الجلسات المختلطة، ولكن كان اتفاقي معها منذ بداية الخطوبة أن يتم إلغاء جميع هذه الجلسات، فكانت موافقة وبشدة، وكانت تلوم كل من يخالط الرجال وكأنها مقتنعة تماما، ولكن بعد التحري تبين لي أنها لم تكن صادقة، وأنها كانت تتحايل علي بعلم أهلها.

وعندما واجهتها أقسمت أن لا تعود إلى الكذب ثانية، ولكن لم أعد أكن لها نفس الحب، أو نفس الثقة التي كنت قد أعطيتها إياها، فأصبحت أشك بكل كلمة تقولها، مع العلم أنها لينة التعامل، متقبلة للنصيحة، مطيعة في سائر أمور حياتها، فبماذا تنصحونني؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلا بك -أخي الكريم- في موقعك إسلام ويب، ونسأل الله أن يحفظك وأن يقدر لك الزوجة الصالحة البرة التقية، وأن يجعلها خيرا لك في الدنيا وسعادة لك في الآخرة.

أخي الكريم: نحن بالطبع نتفهم حديثك، ونتفهم غضبك وهو أمر مشروع لك، ولكن الأمور المتعلقة بالزواج والحياة الأسرية لا تتطلب حكما صحيحا بناء على النظرة من جهة واحدة، ولذلك دعنا نتحدث معك بتدرج مطلوب:

أولا : ليس هناك معصوم من الخطأ، ولا هناك مسلم لا يذنب، والحكم على الشخص يكون من خلال حسناته وسيئاته، فإذا أردت أخذ حكم دقيق فعليك الإجابة على الأسئلة التالية:

1- ما موقفها من التدين بشكل عام؟ وهل هي محافظة على الصلاة معظمة لأمر الله تعالى غير معاندة؟

2- ما المميزات التي رغبتك فيها، وما أكثر ما أردت فيها؟
3- هل هي مكابرة ومعاندة إن أخطأت؟

4- هل هي تحت ضغط اجتماعي في بيتها وقد تفعل مكرهة؛ لأنها لا زالت في بيت والدها وهم يرون هذا أمرا طبيعيا فخشيت من المشاكل؟

5- هل دفعتها على الكذب عن طريق خوفها من ردة فعلك فيما لا تستطيع فعله وإن كانت له كارهة؛ لأنها لا زالت في بيت أبيها؟

هذه الإجابات أخي ستحدد بالضبط طريقة الحكم عليها، وتجعلك منصفا في ذلك.

ثانيا : ننصحك بعدم التعجل في الحكم عليها حتى تجعلها آمنة في الحديث معك، ولا تخاف ردة فعل سيئة منك، فالمرأة اليوم زوجتك نعم، لكنها لا زالت في بيت والدها والحكم شرعا اليوم للوالد لا لك وإن كنت زوجها.

ثالثا: اقبل منها ما كان منها من قيم ولا تتحر ولا تحاول أن تسيء الظن فيها، أعطها الثقة وعظم فيها مراقبة الله تعالى وأعنها على الطاعة، وستجد تغيرا كثيرا في حياتها وحياتك.

نسأل الله أن يوفقك وأن يسعدك، وأن يقدر لك الخير حيث كان، وأن يرضيك به، والله المستعان.

مواد ذات صلة

الاستشارات