لا أوفّق لأمر الخطبة دون سبب!

0 28

السؤال

السلام عليكم.

أنا يا شيخ فتاة، موظفة أعمل في مؤسسة، تقدم لي شاب، وبعد السؤال عنه واستشارة الأهل وافقت، كل شيء كان على ما يرام، وبعد فترة جاء للعمل موظفتان، كانت أحدهما تنظر باستغراب إلى خاتمي والأخرى كانت تسألني أسئلة غريبة (من أين لك الحصول على زوج بهذه المواصفات)، وأنا كنت أستغرب لسؤالها؛ لأنه تمت خطبتي بطريقة عادية!

كنت أنا وخطيبي متفقان على الزواج بعد انقضاء فترة العيد (وكانتا على دراية)، ولكن الغريب في الأمر بعد انقضاء هذه الفترة انفصلنا بدون أي سبب يذكر، لم يكن بيننا اي خلاف، ولم يذكر لي سبب الانفصال، تضايقت كثيرا ولكن تقبلت الأمر؛ لأنني أدرك أن الإنسان لا يحصل إلا على قدره!

وبعد فترة تقدم لخطبتي آخر وعند سماعهما بدأت إحداهن تتكلم عنه بأشياء سيئة وأنه ينبغي لي عدم القبول به، رغم أنه لا تربطها به أي علاقة! كانت تتحجج أنها تعرف هذا النوع من البشر! وفي يوم من الأيام وصلني أن الفتاة الأخرى قالت: لم هي الوحيدة بيننا التي تتم خطبتها أما نحن فلا! لم أوافق على هذا الشخص والأشخاص الذين أتوا بعده، وأصبحت أشعر بضيق، وكلما يأتي موضوع خطبة لا يتيسر!

أنا والحمد لله مواظبة على الصلاة، والأذكار، وقراءة القرآن، وأؤمن بالقدر، وأدرك أن الخير فيما اختاره الله، هاتان الموظفتان تم طردهما من العمل بسبب سوء المردودية، وخطيبي السابق بعد مرور وقت طويل على انفصالنا أدركت أنه تركني لأنني عند الرؤية الشرعية خرجت له بالحجاب وكان قد أخبر صديقه أنني أسعى للبقاء محجبة أمام إخوته، وهذا ما كنت أنوي فعله؛ لأنني أسعى للالتزام بما يقتضيه الشرع.

أريد النصح والدعاء لي بتيسير أموري؛ لأنني والله أرغب في الستر وفق الشرع، جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Sisillialina حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلا بك -أختنا الكريمة- في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يرزقك الزوج الصالح الذي يسعدك في الدنيا ويعينك على الفوز برضوان الله تعالى وجنته إنه جواد كريم.

أختنا الكريمة: قد ظهر لك والحمد لله فوائد الاستخارة فيما علمت من أخبار عن الخاطب الأول، ولعلك تحمدين الله -عز وجل- الذي نجاك من تلك الفتنة، فكم من أخت كانت صالحة فلما تزوجت من رجل لا يريد حجابها طلقت فزهد فيها الغير أو بقيت ونزعن الحجاب فضعف عندها الدين ولا حول ولا قوة إلا بالله.

نحمد الله إليك أن من عليك ونجاك من تجربة مشابهة لهن، وهذا يتطلب منك شكرا ومزيدا من الطاعة والعبادة.

أختنا: نحن لا نعلم على وجه الجزم أي الأمور لنا خير، والفارق بين المؤمن وغيره أن الأول راض بقضاء الله معتقد الخير فيه، سواء علم ذلك أم جهل، لأن جهلنا بحكمة الله لا ينفي وجودها، وحكمة الله لا تنفك عن أقداره وإن آلمتنا أحيانا.

أختنا الكريمة: ما حدث مع صاحبتيك هو أمر غريب، ويدفعنا أن نقول لك: ليس كل من تقابلين لك صاحب، والعاقل هو الذي يتخير الصاحب كما يتخير أطايب الطعام، ولعل هذا لك فيه عظة وعبرة في قابل أيامك أن تكوني كتومة عن الخير إلا لمن تثقين في دينها وإيمانها وعقلها، ولكن مع ذلك نحمد الله أنك كنت على أذكارك محافظة، لذا نحن نعتقد أن الصارف لمن تقدم أن الخير ليس فيهم، ولعل الله قد ادخر لك في علمه من هو خير لك من جميع ما مضى، نسأل الله أن يرزقك الشاب الصالح التقي النقي.

أختنا: نصيحتنا لك هي دوام المحافظة على تدينك وعلى أذكارك، والإيمان الكامل بأن ما عند الله هو الخير لك لا محالة.

نسأل الله أن يبارك فيك وأن يحفظك وأن يقدر لك الخير حيث كان، والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات