السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كنت أشاهد الأفلام الإباحية منذ عمر 12 سنة، وأخذت صديقي لهذا الطريق، وأدمن مشاهدتها معي، -الحمد لله- تعافيت بنسبة كبيرة من الإباحية، وأتقرب إلى الله، فهل سأظل أحصد السيئات بسبب هذا الفعل القبيح.
علما بأن صديقي يريد ترك هذا الطريق ولا يستطيع، عمري الآن 23 عاما، ومواظب على الصلاة والقرآن والاستغفار، فهل يغفر الله ذنبي، ويغفر لي ما فعلت بصديقي؟
أرجو الرد، وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الرحمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فأهلا بك -أخي الكريم- في موقعك إسلام ويب، ونسأل الله أن يثبتك على الطاعة، وأن يعينك عليها، وأن يبارك في عمرك، وأن يغفر لك ما مضى إنه جواد كريم.
أخي: لا شك أن من سن سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها، وأن من سن سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها، قال تعالى: ((وليحملن أثقالهم وأثقالا مع أثقالهم))، {العنكبوت:13}، وهذه الأثقال هي وزر إضلالهم الناس بما كسبته أيديهم؛ كما قال تعالى: ((ليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيامة ومن أوزار الذين يضلونهم بغير علم))، {النحل:25}.
وقال تعالى: ((الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله زدناهم عذابا فوق العذاب بما كانوا يفسدون))، {النحل:88}، وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا، ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئا)، [رواه مسلم]، وعنده أيضا: (ومن سن في الإسلام سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده لا ينقص من أوزارهم شيء).
لكن هذا -أخي- فيما إذا لم يتب المرء من المعصية، فإن تاب منها وكان من توبته أن اجتهد في الإصلاح، ووعظ من وقع في المعصية على جهد طاقته، فإن لم يقبلوا أو لم يتمكن من الاتصال بهم فما عليه إلا أن يخلص ويصدق في التوبة، فقد نص أهل العلم على أن من تاب من ذنب، وبقي أثره تقبل توبته، ومثلوا لذلك بمن نشر بدعة ثم تاب منها.
قال صاحب المراقي:
من تاب بعد أن تعاطى السببا ** فقد أتى بما عليه وجبــا
وإن بقي فساده كـــمن رجــــع ** عن بث بدعة عليها يتبع
وعليه فابذل النصح واجتهد في ذلك، ولا عليك بعد أن أديت ما عليك، نسأل الله أن يبارك فيك وأن يحفظك، وأن يهدي صاحبك، والله الموفق.