خلاف عائلي أدى إلى طلب الطلاق، فهل أفارق زوجتي؟

0 30

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا شاب متزوج منذ عامين، وعندي ولد، أسكن مع والدي في الطابق الأول، مع العلم أني قمت ببناء الطابق بمالي الخاص بموافقة والدي.

مشكلتي مع أخي: أنه أراد أن يسكن معي في الطابق رغم أنه أعزب، فرفضت أنا بحكم أنه سيكون في خلوة مع زوجتي، لكن رفضي جعله يطغى وكلما تذهب زوجتي إلى والدي يطردها، ويقول لها كلاما بذيئا، وهذا يحدث في غيابي عن المنزل، وعندما أعود للبيت أجد هذه المشكلة.

تحدثت إلى أبي كي يتحدث معه، وتحدث معه، لكنه أعادها عدة مرات، وعندما أردت أن أتحدث معه أنا، وأحل المشكلة، قال لي أبي: أنت سبب المشاكل، وابني ليس ظالما، وهو من قال لها تعالي عندنا، وتكلم في عرض زوجتي، وقال لي زوجتك أحضرتها من الشارع وابنة شارع، وقال لي طلقها، واذهب عني، مع العلم أني لم أعد أذهب للبيت، أرجوكم أريد رأي الشرع في هذا، مع العلم أن زوجتي طلبت الطلاق، ولا تود الرجوع.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ جلال حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فأهلا بك -أخي الكريم- في موقعك إسلام ويب، ونسأل الله أن يبارك فيك وأن يحفظك وأن يقدر لك الخير حيث كان، وأن يرضيك به.

وبخصوص ما تفضلت به فاعلم بارك الله فيك:
أولا: ما فعلته بخصوص عدم جلوس الأخ في بيتك أثناء غيابك هو الشرع، وهو ما يجب أن يكون عليه المسلم، فعن عقبة بن عامر أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: إياكم والدخول على النساء، فقال رجل من الأنصار: يا رسول الله، أفرأيت الحمو؟ قال: الحمو الموت رواه البخاري ومسلم. والمراد بالحمو: أقارب الزوج غير آبائه وأبنائه.

ثانيا: زوجتك لا ينبغي أن تعاقبها بأخطاء غيرها، ولا تطلقها لمجرد حديث غاضب أو عابر، بل عليك أن تصونها وأن تحافظ عليها، وألا تجعل لمثل هذا الكلام تأثيرا سلبيا عليك.

ثالثا: والدك واجب عليك بره، وما دام فتح هذه المسألة يجلب غضبه فننصحك بزيارته وعدم فتح هذا الحديث أمامه أو أمام إخوانك، ومن المعلوم أن بر الزوجة لأهل زوجها ليس واجبا عليها، فإذا كانت هذه الصلة تفضي إلى المشاكل فلا حرج أن تمنعها من الزيارة حتى يتحسن الوضع وتهدأ الأجواء.

رابعا: اجتهد في إرجاع زوجتك إلى بيتك بدون أن تجبرها على التنازل لأهلك حتى يستقر الحال.

خامسا: اجلس مع أبيك وحدك كثيرا، واجتهد في استرضائه، ولا تحاول أن تواجه أخاك أمامه، بل أحسن إلى أخيك، وابتعد عن الحديث عن زوجتك ما أمكنك ذلك.

سادسا: إن رأيت أن أمر عودتها لن يستقيم والجو مشحون هكذا، فلا بأس أن تنتظر قليلا على أن تتواصل مع بعض أهل الخير والصلاح ممن يحبهم والدك ويحترمهم ليحدثوه في الأمر، وليتوصلوا إلى طريق وسط بحيث لا تتعرض لأخيك ولا يتعرض هو لها.

وأخيرا: استعن بالحكمة ودعك من المواجهة، واحذر أن تظلم زوجتك، أو أن تعق أباك، تواصل مع أبيك يوميا، وأبلغه أن رضاه هو مناك، وأنك تحبه وتوده، وأظهر له اهتمامك به، وفي الوقت نفسه اذهب إلى زوجتك، وأبلغها أنها قرة العين، وأنك تجتهد في إصلاح الأمور حتى تعود بنفسية راضية، هذه هي الحكمة وخلاصتها في كلمتين: لا تظلم زوجتك، ولا تعق والدك.

نسأل الله أن يحفظك، وأن يبارك فيك، والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات