تعرفت على شاب ثم تركته خوفًا من الله، فهل يعوضني الله؟

0 28

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ارتبطت بشاب كان حنونا ولم يفعل أي شيء يغضبني، أكملنا سنتين ونحن مرتبطان ثم بدأت التجاوزات، كنت أدعو الله بأن يهدينا، ولكني وجدت نفسي لا أستطيع الاستمرار في العلاقة، لأنها غير صحيحة.

تركت الشاب وهو يقول بأنني ظلمته وكسرت قلبه والله سوف يعاقبني، لا أرغب في العودة له، فهل بالفعل ظلمته؟ فأنا مرتاحة ومبسوطة الآن، وفي بعض الأوقات أتذكره وأفكر هل ظلمته فعلا؟ ولكني أحب الله أكثر من أي شيء، فهل يمكنني الإقبال على الحياة والعيش والزواج من أي شخص يتقدم لي؟ هل سيكون العوض من الله أو أنني سوف أتأذى وأندم كما فعلت بهذا الشاب؟

مشوشة وأريد منكم التوضيح، فقد علمت أن من ترك شيئا لله عوضه خيرا منه، أفيدوني.


الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ملك حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فأهلا بك -أختنا الكريمة- في موقعك إسلام ويب، ونسأل الله الكريم أن يبارك فيك وأن يحفظك، وأن يقدر لك الخير حيث كان وأن يرضيك به، إنه جواد كريم.

أختنا الكريمة: لا شك أن ما قمت به أمر محرم، لا يرضي الله -عز وجل- ولا رسوله، ولن يسعدك السؤال عنه إذا وقفت بين يدي الله يوم العرض عليه، وإنا نحمد الله إليك تلك التوبة، ونحمد الله الكريم أن سترك ولم يفضحك، ولم يعلم بذلك أحد، وإنا نوصيك -أختنا- بعد التوبة الصادقة ألا تخبري كائنا من كان عن هذا الأمر، ولو تقدم خاطب إليك فلا تخبريه بشيء، فالتائب من الذنب كمن لا ذنب له، المهم أن تصدقي مع الله في تلك التوبة.

أختنا الفاضلة: الزواج الصحيح هو ما يبنى على قاعدة لا ينبغي تجاوزها، وهي: الدين والخلق، فقد قال -صلى الله عليه وسلم-: (إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير)، [رواه الترمذي]، وظاهر هذا الشاب المتجرئ على حدود الله غير ذلك، ونسأل الله له الهداية والصلاح.

لكن هل رفض الخاطب يعد ظلما له وكسرا لقلبه؟
اعلمي أيتها الفاضلة: أن الزواج إيجاب وقبول، لو تقدم رسميا إليك -وهو لم يفعل فليس له أي صفة رسمية، نقول لو تقدم إليك- ولم تجدي فيه ما يرغبك من النكاح فرفضت فلا حرج عليك، ولا يعد هذا ظلما، بل هو حق خالص لك، هذا إن تقدم، فكيف وهو لم يتقدم من الأساس؟! وعليه فلا عبرة بحديثه عن الظلم أو ما شابه، فتلك حياتك أنت الزوجية، وهذا حق شرعي لك، واعلمي أن الزواج لا يبنى على العاطفة المجردة، بل نحن نرى أن هذا الشعور منك هو مراد، نعم يضخمه الشيطان في نفسك حتى يدفعك للعودة إلى هذا الشاب الذي لا يصلح زوجا لك، فانتبهي -يرعاك الله-.

أختنا الكريمة: إن البدايات الصحيحة تقود غالبا إلى حياة مستقيمة، ولو تابعت المشاكل التي تصل إلينا لعلمت أن أكثرها كان سببها التهاون في السؤال عن الخاطب دينا وخلقا، أو الاغترار بمنصب أو مال على حساب الدين والخلق؛ لذا ننصحك -أختنا- بما يلي:

1- الزواج الصحيح -أختنا- هو الذي يمر بالطرق الشرعية الصحيحة، فلابد أن يتقدم الخاطب ابتداء لأهلك ثم بعد ذلك ينظر في أمره.
2- لا توافقوا على الخاطب إلا بعد السؤال عن الدين والخلق، واسألوا الأقرب منه سكنا أو عملا، فإن هذا أدعى إلى مخالطته ومعرفته.
3- أن تستخيري الله تعالى قبل أي موافقة، والاستخارة لا تفضي إلا إلى الخير.
4- لا تتعجلي عطاء الله تعالى؛ فكل شيء بقدر، وكل قدر له زمن.
5- لا تقتربي من الحياة الزوجية التي تبنى على المعصية، فلا يصلح بناء على أساس غير مستقيم.

أخيرا: نرجو أن تمسحي رقم هذا الشاب، وأن تغيري كل وسيلة تواصل كان يصل بها إليك، حتى لا يتواصل معك بأي وسيلة، ولا تسمحي للشيطان أن يوقظ فيك هذا الشعور الخاطئ، ولعل الله بعد إن حسنت التوبة أن يرزقك زوجا صالحا يعينك على الدنيا ويكون رفيقك في الآخرة.

نسأل الله الكريم أن يبارك فيك وأن يحفظك، والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات