أشك بأن زوجي خائن، فبماذا تشيرون علي؟

0 4

السؤال

السلام عليكم.

أنا أشك بزوجي؛ فجميع الدلائل تشير إلى أنه خائن؛ حيث أجد أرقاما ورسائل مشفرة، ولكن لا شيء واضح، وأصبحت أشك بنفسه الذي يتنفسه.

لا أنكر أنه حسن التعامل معي عندما أكون مسالمة، ولكنني إذا واجهته بشكوكي تحول لإنسان آخر.

لقد دام زواجنا سنوات، وحدثت مشاكل كثيرة بيننا، وتدخلت عائلاتنا، ولدي منه أطفال، وطوال تلك السنوات كنت أعاني من نفس المشاكل، وكنت أواظب على الدعاء له، ولكنني لا أستطيع أن أمسك لساني عن معاتبته، أو اتهامه، وبمجرد الكلام معه في الموضوع يصنع مشكلة كبيرة لي، وينعتني بأني مريضة نفسيا، وأنه يلزمني أن أتعالج.

ماذا أفعل؟ لا أستطيع الطلاق، ولا الصبر، حالتي وحالة أولادي النفسية سيئة، ماذا أفعل؟ أتمنى أن أعيش حياة طيبة مع زوج محب ومخلص.

أنا مؤمنة بقضاء الله، ولكنني لا أستطيع الصبر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سائلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابنتنا وأختنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، ونسأل الله أن يعين زوجك على التفاهم معك، وأن يلهمكم السداد والرشاد، إنه ولي ذلك، والقادر عليه.

إذا كنت لم تجدي شيئا واضحا، وكان الزوج حسن التعامل معك، فتعوذي بالله من شيطان همه أن يحزن أهل الإيمان، واعلمي أن التنبيش والتفتيش لا يجوز، ولا يأتي بخير، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يعينك على تجاوز هذا الإشكال.

واعلمي أن هذا الزوج الذي يحسن التعامل، وأنت لم تشاهدي شيئا، فقط لمجرد أن عنده أرقاما ورسائل مشفرة، وتتهمينه هذا الاتهام، أرجو أن تبعدي عنك هذا الاتهام، وتنتبهي لأطفالك، وأن تكوني عونا لزوجك على طاعة الله تبارك وتعالى، واعلمي أن كثرة الشكوك تضرك وتضر الزوج؛ لأنه يفقد ثقته بنفسه، وأنت تدفعينه إلى ما لا يرضي الله تبارك وتعالى بهذه الطريقة، وبهذا التنبيش الذي يجعل الحياة جحيما، ونسأل الله أن يعينك على الخير.

ونتمنى أيضا أن تنتبهوا إلى خطورة الجدال، والنقاش، والكلام أمام الأطفال، كما أن هناك خطورة في إشراك الجيران وجمعهم، وذكر هذه المواضيع؛ فذلك ليس في مصلحة العائلة، لذلك نتمنى أن تنتبهي لبيتك وأسرتك، وأن تشغلي نفسك بطاعتك لربك، وأن تتجنبي ما يعكر صفو هذا الزوج؛ فالأصل أنه إنسان طيب، طالما أنك لم تجدي شيئا واضحا، وأنك أشرت إلى أنه حسن التعامل معك إذا كنت مسالمة.

طبعا في الجانب الثاني: من الطبيعي أن يتوتر إذا كنت تشكين فيه، وتنبشين وتفتشين، وتحاولين أن تعكري صفو الحياة، فتعوذي بالله من شيطان لا يريد لنا الخير، ولا يريد لنا الحلال، ولا يريد لنا السعادة.

ونسأل الله تبارك وتعالى أن يعين زوجك على أن يكون واضحا، على أن يكون متفاهما، على أن يكون مقدرا لهذا الوضع الذي عندك، ليعينك على تفادي هذه الأوضاع، بأن يستبدل الغموض بالوضوح، والشفافية، والصراحة، وأنت أيضا تعوذي بالله من الشيطان، ولا تعطي الأمور أكبر من حجمها.

سوف نسعد جدا إذا تواصل الزوج معنا، وذكر الموضوع من وجهة نظره؛ لذا يمكن أن تنبهيه وتطالبيه بأن يتواصل مع الموقع؛ حتى يأخذ التوجيهات، ونستمع أيضا إلى وجهة نظره في هذه الأمور التي تحدث داخل البيت؛ فإن استمرار التوتر هذا فيه ضرر صحي عليك وعليه، وفيه ضرر خطير ونفسي على الأبناء، وهذا لا نريده لكم، ولا نريده للأبناء، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يملأ النفوس ثقة ومحبة، وأن يلهمنا السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه.

مواد ذات صلة

الاستشارات