السؤال
السلام عليكم.
أبي متزوج، وزوجته تتعامل بالسحر، وتحرض أبناءه -إخوتي- علينا، وأصبحت المعاملة بيننا سيئة، فلا نصلهم، فهل أحاسب على كرهي لهم ولها، وعدم وصلي لهم؟
السلام عليكم.
أبي متزوج، وزوجته تتعامل بالسحر، وتحرض أبناءه -إخوتي- علينا، وأصبحت المعاملة بيننا سيئة، فلا نصلهم، فهل أحاسب على كرهي لهم ولها، وعدم وصلي لهم؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فأهلا بك -أختنا الكريمة- في موقعك إسلام ويب، ونسأل الله أن يبارك فيك وأن يحفظك، وأن يقدر لك الخير حيث كان، وأن يرضيك به، إنه جواد كريم.
أختنا الكريمة: إن الظن -وإن كان غالبا- لا مبرر لصاحبه في تحريم ما أوجب الله تعالى، والحديث عن زوجة أبيك وأنها تتعامل بالسحر، هو أمر يحتاج منك إلى اليقين، وإلا كنت آثمة، بالطبع نحن نتفهم طبيعة الفتاة حين يتزوج أبوها، ونتفهم كذلك تلك النفسية الحاكمة بين زوجة الأب القادمة وأولاده، وهي نفسية تقوم على الشك أكثر منها على الحقائق، وتقوم على الظن أكثر منها على اليقين، ونحن هنا لا ننكر أن معاملة بعض زوجات الآباء لأبناء الزوج سيئة، ولكن نريد أن نضع الحقائق أمام عينيك؛ لأن الدنيا -أختنا- قصيرة، والجميع سيحاسب بين يدي الله تعالى غدا.
وعليه فأول ما ندعوك إليه هو الابتعاد عن الظن السيئ، وعدم إحلال الظنون محل القطع واليقين، والتعامل مع زوجة أبيك على الحد الأدنى من العلاقة الطيبة، حتى لا تقطعي حينها صلة أوجبها الله تعالى عليك.
ثانيا: دعينا نفترض أنك متأكدة من تعاملها مع السحرة، وأنها تحاول قطع العلاقة بينك وبين إخوانك وأبيك، فما الحكم الشرعي ساعتها؟
1- ذنبها عند الله عظيم، فقد قال صلى الله عليه وسلم:( من أتى عرافا فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة). وقال أيضا: (ليس منا من سحر أو سحر له)، فإذا كانت تفعل ذلك، فقد تعرضت لعذاب الله تعالى، والله يمهل ولا يهمل.
2- لن يصيبك منها شيء ما دمت محافظة على أذكارك، وهنا نقطة لا بد من تجليتها، السحرة وأعوانهم ومن يتعامل معهم ضعاف -أختنا-، لا يقدرون على فعل شيء، ولا سلطان لهم على المؤمنين، هكذا قضى الله وحكم فقال: (إنه ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون)، فلا تقلقي من ذلك، ولا يدفعك الخوف إلى قطع صلة الرحم التي أوجبها الله عليك.
3- محاولتها التفريق بينك وبين إخوانك -إن صحت-، فالقطيعة تؤكد هذا المعنى، وربما ترسخه، لكن البر والصلة هو من يذهب بهذه الدعاوى الكاذبة، ويقرب بينك وبين أهلك وإخوانك.
ثالثا: إننا نوصيك -أختنا الكريمة- بعدم جعل هذه المسائل عائقا أمام صلة رحمك، وتذكري الأجر العظيم وراء ذلك، فصلة الرحم من الإيمان، قال -صلى الله عليه وسلم-:( من كان يؤمن بالله واليوم الآخـر فليكرم ضيفه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليصل رحمه)، وهي سبب للبركة في الرزق والعمر، قال -صلى الله عليه وسلم-: (من سره أن يمد له في عمره، ويوسع له في رزقه، ويدفع عنه ميتة السوء، فليتق الله وليصل رحمه)، وسبب لصلة الله تعالى وإكرامه، فقد قال -صلى الله عليه وسلم-: (الرحم متعلقة بالعرش تقول: من وصلني وصله الله، ومن قطعني قطعه الله)، وكذلك هي من أسباب دخول الجنة، قال -صلى الله عليه وسلم-:( يا أيها الناس أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصلوا الأرحام، وصلوا بالليل والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام).
وفي المقابل قاطع الرحم ملعون في كتاب الله، قال ربي: (فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم)، ووصف الله القاطع بالفاسق، قال ربي: (وما يضل به إلا الفاسقين الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون في الأرض أولئك هم الخاسرون)، وقد بين النبي -صلى الله عليه وسلم- أن قطيعة الرحم سبب لتعجيل الذنب، فقال:( ما من ذنب أجدر أن يعجل الله لصاحبه بالعقوبة في الدنيا مع ما يدخر له في الآخرة من البغي وقطيعة الرحم).
لكل هذا ندعوك -أختنا- إلى ما يلي:
1- عدم الاعتماد على الظن، وإن كان غالبا.
2- المحافظة على أذكار الصباح والمساء، وقراءة سورة البقرة أو سماعها كل ليلة، سيما في بيت أبيك إن استطعت.
3- التواصل معهم، وصلتهم والإحسان إليهم.
افعلي ذلك، واعلمي أن من مكر سيمكر الله به، فأوثقي بالله حبالك، وثقي أن الله سيكون معك.
نسأل الله أن يحفظك، وأن يرعاك، والله الموفق.