أصبحت أشك بزوجي في كل أمر، فكيف أستعيد ثقتي به؟

0 1

السؤال

السلام عليكم.

أنا امرأة شديدة الغيرة، وأعتقد أن ذلك من الفطرة الطبيعية، وزوجي أشد غيرة مني، ولم أكن أعاني من الشك أبدا، تزوجنا منذ عدة أشهر، وهو يحبني جدا، وليس لدينا صداقات مع الجنس الآخر، ولكن فوجئت بأنه تواصل مع فتاة كان يعرفها منذ سنوات، وذهب للقائها، ولكنه في المقابل أخبرني بأنه ذاهب للعمل.

لقد علمت بهذا الأمر من شخص أراد الإيقاع بيني وبين زوجي، وقد اعتذر لي زوجي أشد الاعتذار على ما بدر منه، ولكنني من يومها وأنا أشك في كل شيء يخبرني به، حتى ولو أخبرني أنه ذاهب لزيارة أخيه، أشك بأنه يكذب، كما أصبحت تنتابني مشاعر الألم كلما تذكرت الحادثة، والكلام الذي دار بينهما، حتى أصبح الشك يسيطر على تفكيري، مما جعل نفسي تدفعني للابتعاد عن زوجي حتى أرتاح.

ولو حاولت سؤاله عن مكانه وماذا يفعل، فإنه ينزعج، ويشعر بأني أحاصره، فماذا أفعل؟ وكيف أوقف التخيلات الكثيرة؟ وهل هناك أمل كي أعود كما كنت، وأستعيد ثقتي به؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سائلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -بنتنا وأختنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والتواصل، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يعيد روح الود والوفاق والحب بينك وبين زوجك، وأن يعيد أيضا الثقة بينكما، وأن يلهمك السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه.

لا شك أن الخطيئة التي حصلت من زوجك ليست صحيحة، ولكن التائب من الذنب كمن لا ذنب له، ونحن ننصح بناتنا عندما يعتذر الزوج أن تقبل اعتذاره، وتعينه على الصمود، وتكون عونا له على شياطين الإنس والجن، وألا تشعره بأنها لا تثق فيه؛ لأن هذا ليس فيه مصلحة، بل هذا يضره، ويدفعه نحو الهاوية.

لذلك نتمنى أن تطردي هذه الوساوس، وأن تتعوذي بالله من شيطان لا يريد لك ولا يريد لأي أسرة الاستقرار، والطمأنينة، والأمان.

أكرر: ما حصل من زوجك كان خطأ، والخطأ لا يعالج بالخطأ، ويجب أن يأخذ حجمه المناسب، واعتذار الرجل لك ينبغي أن يكون كافيا، وبعد ذلك ساعديه على تجاوز هذا الخطأ الذي وقع فيه، وإذا كنت تحتفظين بما دار بينهما، فأرجو ألا تحتفظي به؛ لأن هذا يجدد الجراح.

أيضا لا تركني إلى من نقل النميمة (للإيقاع بينكما)؛ فالذي نقل الخبر كان يريد أن يوقع بينكما، وهكذا يفعل شياطين الإنس والجن، فلا تسايري من يريد أن يخرب عليك بيتك وحياتك، واتركي كل ما سمعته أو قرأته إلى القناعات التي تجدينها عند زوجك، فالتائب النادم يعرف بصفاته، وبإخلاصه، وبصدقه؛ والانزعاج الزائد، والكلام الزائد، والتنبيش والتحقيق يجلب لكما الضيق، ولذلك ندعوك إلى الآتي:

أولا: كثرة الدعاء، واللجوء إلى الله تبارك وتعالى.
ثانيا: القرب من زوجك، وإعطاؤه مزيدا من الثقة.
ثالثا: إظهار أحسن ما عندك من جمال ودلال، وتعامل طيب معه.
رابعا: الحرص دائما على أن تكوني إلى جواره، وأن تحسني وداعه إذا خرج، وأن تسألي عنه إذا غاب، وأن تحسني استقباله إذا رجع.
خامسا: من المهم جدا أن تشغلي نفسك بالطاعات، وبما يفيدكم كأسرة.
سادسا: إذا ذكرك الشيطان بما حصل فتعوذي بالله منه؛ فهم الشيطان أن يحزن أهل الإيمان، ولا تقولي: (لو أني فعلت كذا كان كذا، وكذا) ولكن قولي: (قدر الله وما شاء فعل)، فإن (لو) تفتح عمل الشيطان.
سابعا: الشيء المهم هو أن تصدقي هذا الرجل، وخاصة بعد أن اعتذر وندم على هذا الذي حدث منه، المهم هو أن يتوب، وأن تفتحوا صفحة جديدة، وأن تعطوا فرصة للعودة إلى الطريق الصحيح، وأحسب أنك ستنجحين إذا غيرت طريقة التفكير السالبة التي عندك.

كما نقترح عليك بأن تشجيعه للتواصل معنا، وكتابة ما عنده؛ حتى يسمع التوجيهات التي نستطيع بها أن نطرد هذه الأفكار السالبة من البيت، ليعود إليكم الوفاق والوئام، والحب بعون الله تبارك وتعالى، وقد أسعدنا أنك والزوج -كما أشرت- لم تتعرفوا على أي إنسان خارج الإطار الشرعي، فساعدي زوجك حتى تحافظوا على هذه الميزة الجميلة.

نسأل الله لنا ولكما التوفيق، والسداد، والهداية، ونسعد بالتواصل مع الموقع.

مواد ذات صلة

الاستشارات