السؤال
أدخر مالا للسفر من أجل العمل، ولي طفلان، وأمي وأختي الصغيرة معي في المنزل، وأبي يسكن في غرفة بالإيجار، وأريد أن أشتري له منزلا، ففكرت في السفر من أجل شراء شقة له، وتجهيز أختي للزواج، لكن ظهر أمامي بيت للبيع، ولو وضعت فيه كل المال الذي معي فلن أستطيع السفر، وسيتبقى علي جزء آخر، سأكون مطالبا بسداده.
هل أسافر أولا، أم أتوكل على الله وأشتري له المنزل؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ جمال حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فأهلا بك -أخي الكريم- في موقعك إسلام ويب، ونسأل الله أن يحفظك، وأن يقدر لك الخير حيث كان، وأن يرضيك به، وبخصوص ما تفضلت به، فاعلم بارك الله فيك ما يلي:
أولا: نحمد الله تعالى أن رزقك حب أهلك، والتفكير فيما يصلحهم ويعينهم، وهذا واجب الابن تجاه والده والأخ تجاه أخته، وثق أن الله الكريم سيبارك لك في رزقك وعملك وعمرك، فما تفعله صلة رحم، وقد قال صلى الله عليه وسلم: (من سره أن يبسط له في رزقه، أو ينسأ له في أثره، فليصل رحمه).
ثانيا: قد ذكرت أنك ادخرت مالا، وأنت بين أحد أمرين: إما شراء بيت أو السفر، وتسأل أيهما تفعل، ونحن نقول لك:
للإجابة الصحيحة عن هذا السؤال لا بد من الموازنة بين المصالح والمفاسد، وهذا يكون بالإجابة على هذه الأسئلة:
1- هل لدى أهلك من يقوم على خدمتهم عند سفرك؟
2- هل عندك عمل تستطيع التكسب منه بعد شراء البيت؟
3- هل العمل في الدولة التي تسافر إليها مضمون، ومعلوم راتبه؟
4- هل الراتب في السفر بعد نفقاتك هناك، والنفقة على أهلك، تدخر منه ما تستطيع به شراء شقة لأبيك، ومساعدة أختك في الزواج؟
الإجابة ينبغي أن تكون دقيقة، وبعد ذلك ضع الإيجابيات والسلبيات، ثم انظر فيهما واستشر أهل الفضل والصلاح.
على أننا نقول لك: إن لم يكن من أهلك من يراعي والدك وأختك مثل مراعاتك، فإننا لا نرجح سفرك، بل نقول لك: القليل مع حمايتهم وقضاء مصالحهم أفضل لك.
ونقول كذلك: إذا كانت الرؤيا غبشا في السفر، أو الراتب غير معلوم، أو المسألة مجرد سفر، ثم البحث عن عمل، فإننا نقول لك: لا تفعل ولا تسافر، وما في جيبك وإن قل أمكن مما في السحاب وإن كثر.
ثالثا: إذا كان هناك من يرعى أهلك رعاية تامة، والراتب جيد ومعلوم، والعمل مضمون ومجز، فإننا نوصيك بالاستشارة، استشارة الصادقين من البلد الذي تنوى السفر إليه، واستشارة أهل العقار الذي يفهمون مردوده.
ثم بعد ذلك استخر، واستشر والدك في كل خطوة، وتوكل على الله، فإن تيسير السفر بعد كل ما سبق فهو الخير، وإن صرفه الله عنك فهو الخير.
نسأل الله أن يبارك فيك، وأن يرزقك بر والديك، وأن يجعلك وصولا لرحمك، والله الموفق.