السؤال
السلام عليكم.
وهبت لزوجتي شقة في موقع مميز، وسيارة، وكنت على أمل أن نكمل المسيرة سويا، -مع الأسف- لم نكمل، مكثنا معا 8 سنوات، ثم انفصلنا، وطبعا تركت لها كل شيء، ولم أنازعها في شيء، رغم ظروفي السيئة، حيث تركت العمل، وعلي ديون كثيرة، أنا لا أريد أكثر، ما العمل؟
أعلم أني مخطئ، مع العلم أن لي شقة أخرى، حيث إنني كنت متزوجا، وتوفيت زوجتي -رحمها الله-، أنا لا أريد أن أتحدث كيف أني أكرمتها، ولكني أريد أن أجد حلا حتى تهدأ نفسي.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أهلا بك في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله الكريم أن يبارك فيك، وأن يحفظك من كل مكروه، وأن يهدئ روعك، ويقضي حاجتك، إنه جواد كريم.
الأخ الكريم: لم تبين لنا مقصود الحل الذي تريده، فمشكلتك تكمن فيما يلي:
1- حدث طلاق بينك وبين زوجتك.
2- كتبت لها شقة مميزة باسمها.
3- عليك ديون كثيرة.
4- تركت عملك.
5- عندك شقة أخرى.
تريد حلا يهدئ نفسك؟ والسؤال من ماذا؟
من ترك زوجتك لك؟
أم من منحها شقتك؟
أم من تركك عملك؟
كنا نود أن توضح لنا مرادك حتى نجيبك، ولكن سنفترض الجميع، وهنا نجيبك بما يلي:
أولا: أنت في ابتلاء، وهذا أمر طبيعي، فما من إنسان إلا وله حظه من الابتلاء، تلك طبيعة الدار التي نعيش فيها، وطبيعة الامتحان الذي خلقنا لأجله، قال ربي جل وعز: (الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا).
ثانيا: علمك بأنك في ابتلاء يدفعك إلى احتساب الأجر، ويطمئنك أن الله لا يضيع عنده أجر عامل، ولا احتساب صابر، وأن الله عز وجل بصبرك على البلاء يكفر الذنب، ويرفع الدرجات، وهذا مما يطيب نفسك -أخي الكريم-.
ثالثا: بالنسبة للعمل الذي فقدته، نريدك -أخي- أن تبحث عن الأسباب التي أفقدتك عملك، وأن تعالجها وأن تبحث عن غيره، وأن تبذل كل الأسباب في ذلك.
رابعا: اجتهد في أن يكون لك صحبة صالحة تعينك على الطاعة، وتحسن المشورة.
خامسا: إذا كنت تشعر بالظلم -أخي الكريم-، فلك الحق في دفعه ما استطعت إلى ذلك سبيلا، فإن استطعت ولم تفعل التماسا للأجر، فاعلم أن لك الأجر العظيم والثواب الكبير في الدنيا والآخرة، قال تعالى: "ولمن صبر وغفر إن ذلك لمن عزم الأمور".
سادسا: لا تظن أن ظالما يتركه الله أبدا، بل وإن طال الوقت فإن الله مقتص منه، فاطمئن، قال تعالى: "ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار* مهطعين مقنعي رءوسهم لا يرتد إليهم طرفهم وأفئدتهم هواء"
ويقول صلى الله عليه وسلم : "إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته، ثم قرأ: وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد". متفق عليه. ويقول -عليه الصلاة والسلام- في حديث معاذ بن جبل في الصحيحين: "واتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب" .
هذا أخي إجابات عامة على ما فهمناه أو استنتجناه من سؤالك، فإن كان هناك غير ذلك، فراسلنا، ونرجو أن توضح السؤال بعناية، كتب الله أجرك، وفرج كربك، والله الموفق.