السؤال
السلام عليكم.
أنا متزوجة من أربع سنين، ولدي بنتان، وحامل بثالث، اكتشفت أن زوجي له علاقات مع بنات عن طريق الجوال، والآن يكلم بنتا من نفس بلده، ويواعدها، ويشوفها، ويمسك يدها، أنا طبعا عرفت عن طريق المسجات التي في جواله، ويعطيها الهدايا، وعندما صارحته عاتبني! لماذا أعبث بجواله؟ ثم حاول أن يرضيني ويقول لي: (انسي المشكلة)، إنها ليست بأول مرة يعرف بنات، المرة الأولى سامحته.
وبعد أن عرفت أنه يقابلها ويلمس يدها أحسست أن كل شيء انتهى بالنسبة لي، والله تدهورت حياتي، وأنا والله لا أفكر بالطلاق؛ لأن بيننا أطفالا، أحس نفسي غريبة عنه، وكلما أرى يده أتذكر، أنا الآن أحاول أن لا أعبث بجواله، أخاف أن أنصدم.
أريد حلا لمشكلتي، فهل هو إنسان يستحق العيش معه؟ أم ماذا؟ وكيف أتعامل معه، أفيدوني جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم نورة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلا وسهلا ومرحبا بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يصلح لك زوجك وأن يغفر له وأن يتوب عليه، وأن يرزقه القناعة بالحلال.
وبخصوص ما ورد برسالتك، فوالله إنها لمصيبة حقا أن يستعمل العبد ما حرم الله، وأن يقيم علاقة محرمة رغم أن عنده زوجته الطيبة الحلال، التي هي أولى بكل كلمة حب ولمسة عطف وحنان، إنها نزعات الشيطان، وسوء التربية، وضعف الخوف من الله، والتفلت الواضح من التكاليف الشرعية، وانعدام أو ضعف الإيمان باليوم الآخر.
وأنصحك أختي أم نورة أن تنظري بداية في نفسك وسلوكك معه، وهل أنت مقصرة في حقه، لاحتمال أن تكوني قد شغلت بأولادك عنه، وأهملت الاهتمام بنفسك وجمالك وملابسك ونظافتك؛ لأنه مع الأسف الشديد توجد كثير من الزوجات ما إن تنجب طفلا أو طفلين، إلا وتنشغل بهم نهائيا عن زوجها، حتى يشعر بالإهمال وعدم الاهتمام، مما يضطره إلى البحث عمن يهتم به، أو يسمعه بعض العبارات العاطفية المعسولة خارج بيته، وبذلك تكون الزوجة هي السبب في ضياع زوجها وتدمير حياتها.
لذا أنصحك بضرورة الاهتمام بنفسك وعدم الانشغال بأولادك عنه، مهما كانت الظروف، وأن تشعريه بأنه عريس دائما وأنك عروسة دائما، وأن الأولاد لم يأخذوك منه، وأنك له أولا وقبل كل شيء، وحاولي إسماعه العبارات والكلمات العاطفية، واخرجي معه في رحلات أو جلسات خارج المنزل، واملئي عليه فراغه وحياته، وأرسلي له رسائل بالهاتف فيها من كلمات الحب والعاطفة ما يعوضه عن غيرك، وعليك كذلك بالدعاء له بالصلاح والهداية والعفة والحياء من الله.
وحاولي ربطه بصحبة صالحة إن أمكن، وافعلي ما يمكنك فعله من رسائل الجذب والإغراء، وأنا واثق من قدرتك على ذلك، خاصة وأنك ما زلت صغيرة السن، وبمقدورك فعل الكثير والكثير من الإغراءات الزوجية.
فإذا لم يتغير بعد هذا كله، ولم يتوقف عن هذه المهاترات وتلك السخافات، فلا مانع من إشعاره بعدم رضاك عن هذه الحياة، وأنه رجل يكفر بنعم الله، وأنه يعرض نفسه لغضب الله وعقابه، وأنك لن تستطيعي مواصلة الحياة معه بهذه الصورة، ولا مانع من الاستعانة ببعض الأقارب أو القريبين الصالحين منكم، لعل وعسى أن يرتدع ويئوب ويرجع إلى ربه، ويترك الحرام، وإلا فاعلمي أن الله لا يضيع أهله.
وبالله التوفيق والسداد.