السؤال
السلام عليكم.
أنا إنسان بالأصل كنت ملتزما جدا، ولكن مع مرور الزمن ابتليت بلعب القمار، ووصلت لدرجة أنني بعت منزلي، وصرفت معظمه على لعب القمار، ولكن عندي قناعة داخلية أنني أتابع اللعب من أجل تعويض الخسائر، وربما أن هذه الأموال ليست حراما.
ولكن المشكلة الأعظم أنني في بعض الأحيان عندما يصيب عائلتي بعض الأمراض أطلب من الناس المعونة من أجل ذلك، ولكني أيضا أصرف معظمها على القمار، وقد غرقت بالديون كثيرا.
كل يوم معظم تفكيري باللعب، وأحدث نفسي كثيرا أن هذا خطأ، ولكن لا جدوى، القمار سلبني إيماني وصلاتي، فأنا أحتاج إلى النصيحة.
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ رامي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أهلا بك -أخي- في موقعك إسلام ويب، ونسأل الله أن يردك إليه ردا جميلا، وأن يصرف عنك الشر صرفا، وأن يبارك فيك وأن يحفظك، وأن يسترك.
لقد آلمنا جدا ما كان منك من التزام وتدين أهدرته، ثم آلمنا كثيرا عدم فهم رسائل الله لك المتتابعة والتي تقضي بأن هذا الطريق شر، ولا بد أن تتوقف عند حدك.
أنت تعلم أن القمار حرام بقول االله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون * إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون).
وتعلم بالتجربة والعقل حكم الله في تحريمه، وقد تحدث بعض العلماء عن بعض الحكم فقالوا:
1- القمار يجعل الإنسان يعتمد في كسبه على المصادفة والحظ والأماني الفارغة، لا على العمل والجد وكد اليمين، وعرق الجبين، واحترام الأسباب المشروعة.
2- القمار أداة لهدم البيوت العامرة، وفقد الأموال في وجوه محرمة، وافتقار العوائل الغنية، وإذلال النفوس العزيزة.
3- القمار يورث العداوة والبغضاء بين المتلاعبين بأكل الأموال بينهم بالباطل، وحصولهم على المال بغير حق.
4- القمار يصد عن ذكر الله وعن الصلاة، ويدفع بالمتلاعبين إلى أسوأ الأخلاق، وأقبح العادات.
5- القمار هواية آثمة تلتهم الوقت والجهد، وتعود على الخمول والكسل، وتعطل الأمة عن العمل والإنتاج.
6- القمار يدفع صاحبه إلى الإجرام؛ لأن الفريق المفلس يريد أن يحصل على المال من أي طريق كان، ولو عن طريق السرقة، والاغتصاب، أو الرشوة والاختلاس.
7- القمار يورث القلق، ويسبب المرض ويحطم الأعصاب، ويولد الحقد، ويؤدي في الغالب إلى الإجرام، أو الانتحار، أو الجنون، أو المرض العضال.
وقد عاينت أخي هذا كله ولا زلت تسأل؟!
أخي إن لله رسائل متى ما فهمها العبد وتوقف نجا، ومتى ما أقفل عقله وقلبه عنها أوشك الله أن يعمه بعذاب، فاحذر غضبة الله تعالى، فإن له سبحانه غضبة لا يقوم لها شيء.
نصيحتنا لك: أن تعلنها من اليوم توبة صادقة، وأن تتحمل تلك الأعباء والمشاكل التي خلفتها تلك الكبيرة، وأن تبدأ حياتك ولو بأقل الأمور، واعلم أن الشيطان لن يسلمك، ولن يتركك سالما.
أعلنها توبة، واعزم على عدم العودة، وأقبل على الله تائبا، وتعرف على بعض الصالحين من أهل الفضل، وابدأ مشروعا ولو بسيطا بالحلال.
هذا هو الطريق وغيره الهلكة، فلا تستمطر غضب الله، نسأل الله أن يسترك في الدنيا والآخرة، وأن يعينك على مرضاته، والله الموفق.