ارتكبت العديد من المخالفات وتبت، فهل سيرضى الله عني؟

0 48

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا فتاة عمري 14 سنة، في يوم كنت أصلي وفجأة عندما سجدت أحسست بشعور غريب، كشعور بالموت، عندها لم أكن أرتدي الحجاب، لكني بعد هذه الحادثة أصبحت أخاف، ولا أستطيع النوم، فهداني ربي وتحجبت، وابتعدت عن سماع الأغاني، ومشاهدة المسلسلات، وقول الكلام السيء، وأصبحت أقوم الفجر وأصلي، ولكن دائما أقول: ماذا إن كان ربي غير راض عني!

لقد كنت أغتاب بعض الأساتذة والتلاميذ، ولكني تبت توبة نصوحا، فهل يرضى عني ربي؟ ولقد أصبت بالوسواس القهري، إلا أني أتمسك بديني، وأسأل الله أن يتقبل توبتي.

أيضا أختي في علاقة غير شرعية، وأنا أعرف، ولكن لا أريد أن أخبر أمي؛ لأن أختي ستكرهني، وأقول لها: إن علاقة لا ترضي الله لن ترضيك أنت نهايتها، وأطلب لها الهداية والمغفرة، فهل أحاسب على صمتي؟

في هذه الأيام أصبح في وجهي القليل من الصفاء، وأشعر بالفرح كل يوم؛ لأنني أستمر في التقرب من الله، لكن أخشى أن يكون الله غير راض عني؛ لأنني لا أرتدي الحجاب الشرعي، ولكني أحاول أن ألبس لباسا فضفاضا وواسعا.

وعندي سؤال آخر: كنت أشاهد مباراة كرة القدم، ولكن توقفت عنها رغم حبي لها، لأني قرأت أن عورة الرجل ما بين السرة والركبة، وفي مباراة كرة القدم أغلب اللاعبين يظهرون فقط ركبتهم، فهل يجوز لي مشاهدتها؟

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Marwa حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلا بك -أختنا الكريمة- في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله الكريم أن يثبتك على الحق، وأن يصرف عنك كل مكروه، وأن يرزقك لذة الطاعة، فهي أفضل ما في الحياة لمن تذوقها.

إننا نحمد الله الذي أكرمك بالهداية، ونحمد الله الذي أكرمك بالتوبة، وهذا أول الطريق، ويحتاج إلى صبر، وحسن إقبال وتوجه، واعلمي أن هذا الطريق فيه الطمأنينة والسعادة والسرور الحقيقي، يكفيك أن تخلدي للنوم وأنت تعلمين أن الله راض عنك، وأنك أديت ما عليك من طاعة، وأنك كل يوم تزدادين ارتقاء وحرصا على الطاعة، وهذه وحدها نعمة من الله، فكيف بغيرها!

أختنا الكريمة: اعلمي أن الشيطان لن يسلمك، فلا بد أن يوسوس إليك، ولا بد أن يزين لك الحرام، حتى تأتي السكرة التي ينتظرها، فلا تمكنيه من ذلك:
- حافظي على تدينك، حافظي على صلاتك ونافلتك في موعدها.
- حافظي على أذكار الصباح والمساء والنوم.
- حافظي على قراءة ورد لك من كتاب الله، ولو بسيط، المهم أن يكون لك ورد دائم.
- اجتهدي في مصاحبة بنات صالحات مثلك يعيننك على طاعة الله، ويثبتنك عند تقلب الأحوال.
- اجعلي لك خلوة مع الله ولو بركعتين، تكثرين فيها الدعاء، وتطلبين من الله الثبات.

ثانيا: اطمئني، فما وفقك الله للتوبة إلا وقد تاب عليك، المهم هو ترك ما مضى مع الندم عليه، والتوبة منه، والعزم على عدم العودة، وطلب المسامحة ممن أخطأت في حقهم، أو كثرة الدعاء لهم إن علمت أن وراء الإخبار ضرر أكبر.

ثالثا: أختك يسرقها الشيطان منك، لذا عليك نصحها قبل فوات الأوان، فإن لم تستطيعي ذلك فأخبري الوالدة، واعلميها أنك ستخبرين الوالدة لحبك لها وحرصك عليها وخوفك من فقدها، وإن تغضب منك اليوم خير من أن تقع في مصيبة أخرى فتندم طيلة عمرها.

ثالثا: قد علمت أن مشاهدة عورة الرجال محرمة، وعليه فلا يجوز ذلك، والفتاة التي تريد مرضاة الله لن تجد أصلا وقتا لذلك.

رابعا: نود منك أن تقرئي عن الجنة كثيرا، وأن تقرئي كتابا في العقيدة، فإن هذا أدعى إلى ثباتك على الحق، وكلما وجدت محاضرة دعوية فاسمعيها حتى يتعلق قلبك بالله أكثر.

نسأل الله أن يثبتك على الحق، والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات